(انفراد) محاولة روسية لجمع “صالح” و”هادي” فيما الإمارات تقوض سياسة واشنطن جنوباً
خلّص تقرير نشره مشروع “التهديدات الحرجة” في معهد أمريكان أنتربرايز الأمريكيَّ إلى أنَّ الولايات المتحدة الأمريكيَّة حددت في استراتيجيتها الجديدة المعادية لإيران، اليمن، كمسرح رئيسي لمواجهة إيران لأن حركة الحوثيين المدعومة من طهران تسيطر على صنعاء. ولكن الظروف ليست مواتية لهذا النهج. فدعوات الانفصال الجنوبي المتزايد المدعوم إماراتياً يؤدي إلى مزيد من نزع الشرعية عن الحكومة اليمنية المدعومة من الولايات المتحدة. والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن غير قادر على تسهيل التسوية بين أطراف الصراع، في وقت توسع روسيا نفوذها كوسيط في الصراع.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
خلّص تقرير نشره مشروع “التهديدات الحرجة” في معهد أمريكان أنتربرايز الأمريكيَّ إلى أنَّ الولايات المتحدة الأمريكيَّة حددت في استراتيجيتها الجديدة المعادية لإيران، اليمن، كمسرح رئيسي لمواجهة إيران لأن حركة الحوثيين المدعومة من طهران تسيطر على صنعاء. ولكن الظروف ليست مواتية لهذا النهج. فدعوات الانفصال الجنوبي المتزايد المدعوم إماراتياً يؤدي إلى مزيد من نزع الشرعية عن الحكومة اليمنية المدعومة من الولايات المتحدة. والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن غير قادر على تسهيل التسوية بين أطراف الصراع، في وقت توسع روسيا نفوذها كوسيط في الصراع.
وحسب ترجمة “يمن مونيتور” فإن المعهد الأمريكي يعتقد أنَّ دور الانفصال جنوبي اليمن وزيادة تفاعلاته إضافة إلى الأخطاء التي ترتكبها القوات الموالية للإمارات في المحافظات الجنوبية تعرقل جهود مكافحة الإرهاب وتدعم بقاء وتواجد تنظيمي القاعدة والدولة.
وكشف التقرير أنَّ روسيا طلبت استضافة مشاورات بين الرئيس اليمني السابق وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي في موسكو.
خلافات (الحوثي/صالح)
وقال المعهد إنَّ حركة الحوثي “المدعومة من إيران تقوم بتعزيز سيطرتها على الوزارات الحكومية في صنعاء. فقد قامت أبعدت وزيرين من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح وحلت محلهما مسؤولين حوثيين في أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر”. وأشار إلى أن وسائل الإعلام الخليجية قالت إن المؤتمر الشعبي العام التابع لـ”صالح” وحركة الحوثي تبادلا الاتهامات بعرقلة حكومتهما والأضرار بشراكتهما. وفشل الرئيس السابق في وقف تعزيز حركة الحوثي وجودهما في السلطة في أغسطس وسبتمبر بعد أن اتهمت حركة الحوثي، صالح بالانخراط في “مفاوضات خيانة” مع دول الخليج.
ويشير تقرير المعهد إلى أنه من الممكن أنَّ يكون تحالف الحوثي/صالح قد اكتسب قدرة أكثر تقدما في الجو. حيث أسقطت قوات الحوثي/ صالح طائرة استطلاع أمريكية من طراز MG-9 في أوائل تشرين الأول / أكتوبر، وربما يكون هذا التحالف قد أسقط طائرة مقاتلة من طراز “تايفون” في أواخر تشرين الأول / أكتوبر في محافظة صنعاء. وقال قائد سلاح الجو الحوثي إنَّ تحالفهم مع “صالح” قد عزز قدراته في تحدي التفوق الجوي للتحالف العربي. ويبدو أنَّ ذلك ليس صحيحاً، فمن المحتمل أن تكون إيران قد قامت بتيسير تغيير في قدرات قوات الحوثي-صالح الجوية المضادة للطائرات. وربما أنَّ تحالف الحوثي/صالح استخدم صواريخ أرض-جو روسية من مخزونات ما قبل الحرب الأهلية في اليمن، ولكن “سيكون من الصعب تفسير كيف أصبحت أكثر فعالية باستخدام هذه الأسلحة دون مساعدة خارجية بعد كل هذه السنوات”.
الانتقالي يقوض سياسة واشنطن
وينتقل التقرير الأمريكي إلى الحالة الجنوبية إذ “يهدد سعي الأطراف السياسية اليمنية الجنوبية للانفصال على زعزعة استقرار حكومة عبد ربه منصور هادي وتعمل تقويض السياسة الأمريكية لدولة يمنية موحدة. فالمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أنشئ في مايو 2017، بدأ في منتصف أكتوبر، تشكيل جمعية وطنية ومكاتب محلية ليحكم مناطق دولة جنوب اليمن سابقا. وأعلن عن نيته إجراء استفتاء على الانفصال.
ويشير التقرير إلى أنَّ المجلس، الذي حصل على الدعم الإماراتي، يطعن في شرعية حكومة هادي. وقد أثار الإعلان الأخير اشتباكات قصيرة بين القوات المدعومة من الإماراتيين المرتبطة بالمجلس والقوات الموالية لحكومة هادي في عدن. كما أنَّ المجلس يقوم بخطوات لتأمين موقعه حيث التقى المسؤولون في المجلس الانتقالي بمنظمة أوكسفام، واللجنة الدولية للصليب الأحمر لتنسيق المساعدات والتقوا بالسفير الفرنسي في اليمن. كما يشاع أنهم سيجتمعون مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
الإصلاح يواجه تحدياً إماراتياً
وانتقل التقرير إلى زاوية أخرى عن “النفوذ الإماراتي” قال: “إن دور حزب الإصلاح في اليمن يواجه تحديا من النفوذ الإماراتي. وأدى زيادة نفوذ الحوثيين في عام 2014 إلى إضعاف الإصلاح بشكل كبير في اليمن، ولا سيما الفصيل القبلي الذي دعم الحزب”.
وأشار التقرير إلى أنَّ النفوذ الإماراتي أثَّر بشكل أكبر على دور الحزب الإسلامي السياسي في حكومة هادي. وقد حظر المجلس الانتقالي الجنوبي حزب الإصلاح في أوائل يوليو / تموز. ثم ارتفع العنف ضد الكيانات الحزبية في عدن بعد إعلان “الجمعية الوطنية” في تشرين الأول / أكتوبر. كما اعتقلت قوات الأمن المدعومة من الإمارات لوقت قصير عدد من أعضاء حزب الإصلاح البارزين بتهم الإرهاب.
ويعتقد التقرير أنَّ من المرجح أنَّ يحاول الرئيس هادي استرضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح، والذي يلعب دورا هاما في حكومة هادي، من خلال تمكينه في محافظة مأرب، شمال اليمن. كما سافر نائب الرئيس علي محسن الأحمر الذي جرى تعيينه نائبا له بسبب نفوذه بين القبائل الشمالية اليمنية والوحدات العسكرية الموالية، إلى مأرب للقاء المسؤولين المحليين.
العرض الروسي
وفي سياق مختلف أشار التقرير إلى عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسهيل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع اليمني ما يعني فرصة لموسكو بتوسيع نفوذها في المنطقة”.
وأعلن بوتين “أنه مستعد لتسهيل تسوية النزاع اليمني قبل يومين من لقاء العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز ووافق على شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400 ومنصات أخرى من الأسلحة في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول.
وكشف التقرير إنَّ روسيا عرضت استضافة محادثات أولية بين الرئيس السابق صالح وممثلي حكومة هادي في وقت لاحق من هذا الشهر. المبعوث الخاص للأمم المتحدة اليمن يعمل على تنشيط الوساطة ولكنه لا يزال غير قادر على إشراك تحالف (الحوثي/صالح) لإن هذا التحالف يعتبر ولد الشيخ متحيز ضدهم. وعلى النقيض من ذلك، حافظت روسيا على حيادها في الصراع اليمني من خلال الحفاظ على العلاقات وتقديم بعض المساعدة إلى تحالف (الحوثي/صالح) وحكومة هادي.
وفي الحرب على الإرهاب قال التقرير إنَّ الولايات المتحدة الأمريكيَّة وسعت من حملة استهدافها باليمن لتشمل “تنظيم الدولة” للمرة الأولى. الغارات الجوية الأمريكية قتلت 60 من مقاتلي داعش في غضون عشرة أيام في شمال غرب محافظة البيضاء، وسط اليمن. هذه الغارات الجوية لا تشير بالضرورة إلى أن داعش تملك موطئ قدم قوية في اليمن. ولم يشن داعش هجوما بعد ثلاثة أشهر من محاولة فاشلة وسط اليمن وهو تنظيم صغير للغاية مقارنة بتنظيم القاعدة.
استياء قبائل أبين
كما أنَّ تنظيم القاعدة يواصل عملياته ضد القوات الحكومية على الرغم من تجدد حملة مكافحة الإرهاب جنوب وشرق اليمن بقوات تدعمها دولة الإمارات العربية المتحدة بحملة في أغسطس/آب. فالتنظيم يواصل حملته عبر رجال بـ”أحزمة ناسفة” مستهدفاً حملة عسكرية شمال محافظة أبين جنوبي اليمن.
لكن “أمريكان انتربرايز” قال إن الاستياء المتزايد بين قبائل أبين تجاه قوات الأمن المدعومة من الإمارات يزيد من احتمال أن تكون المكاسب التي تحققها قوات الأمن مؤقتة. ومن المحتمل أن يكون القاعدة مسؤولاً عن سلسلة من الاغتيالات التي تستهدف الأئمة السلفيين المعتدلين في مدينة عدن، كما حدث في الماضي. كما أن التنظيم يفقد وجود تأثيره في تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن.
ويعد تفشي الكوليرا في اليمن الآن أكبر تفشي وباء مسجل في التاريخ. حيث تجاوزت الإصابات 800 ألف حالة، وتعتبر مناطق تحالف الحوثي – صالح التي يسيطر عليها من أكثر المناطق تضررا في اليمن. وأدت شحنات المعونة العادية للأمم المتحدة إلى مطار صنعاء الدولي وزيادة جهود المعونة التي تقدمها المنظمات غير الحكومية إلى إبطاء انتشار الكوليرا. إلا أن الحصار الذي تفرضه قوات التحالف بقيادة السعودية على مناطق سيطرة الحوثي/صالح، والبيروقراطية الملتوية لحكومة الحوثي/صالح، واستمرار عدم الاستقرار من الصراع ما زال يعيق جهود الإغاثة.
واختتم المركز بالقول: إنه من المرجح أنَّ تؤدي دعوات الانفصال جنوبي اليمن إلى عرقلة التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع اليمني لأن الجهود الحالية تركز على تعزيز اليمن الموحد. كما قد ينتقص من جهود مكافحة الإرهاب في جنوب اليمن إذا بدأت جهود الانفصال في التحول إلى العنف. وسيتيح الفشل المستمر للعملية التي تقودها الأمم المتحدة مع الوقت تنظيم القاعدة في جزيرة العرب للتعافي من النكسات الأخيرة وإعادة إنشاء ملاذات آمنة فقدتها في آب / أغسطس في جنوب وشرق اليمن.
المصدر الرئيس
YEMEN SITUATION REPORT