(حددت قيادات التنظيم ومناصبهم)..واشنطن توسع معركتها ضد “داعش” من “بلاد الشام” إلى اليمن
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكيَّة مؤخراً أنها بدأت بالفعل في قصف أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية باليمن، وهو التنظيم المحصور في الأصل في سوريا والعراق؛ كما أعلنت لأول مرة عن قيادات للتنظيم في اليمن وضمتهم إلى قائمة “الإرهاب”. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكيَّة مؤخراً أنها بدأت بالفعل في قصف أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية باليمن، وهو التنظيم المحصور في الأصل في سوريا والعراق؛ كما أعلنت لأول مرة عن قيادات للتنظيم في اليمن وضمتهم إلى قائمة “الإرهاب”.
وتعتقد مراكز بحوث غربية أنَّ الضربات التي تلقها تنظيم الدولة في سوريا والعراق وانحسار رقعته ستذهب به بعيداً باتجاه اليمن ودول شرق آسيا.
ومع اقتراب الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، يضع الجيش الأمريكي ومسؤولو مكافحة الإرهاب رؤيتهم على الوجود المتزايد للجماعة في اليمن الذي مزقته الحرب- حسب ما أشارت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكيَّة.
وقالت الصحيفة: “إنَّ زيادة عدد الضربات الجوية ضد “تنظيم الدولة” في اليمن زاد الأيام الماضية مقابل انخفاض للضربات ضد معاقل للتنظيم في مناطق أخرى بالشرق الأوسط”.
وحسب الصحيفة فإن: “ثلاث ضربات قاتلة هذا الشهر ضد معسكرات تدريب تنظيم الدولة في اليمن تمثل إعادة تركيز لقوات مكافحة الإرهاب الأمريكية على الدولة في شبه الجزيرة العربية التي كانت هدفا منتظما للقوات الأمريكية التي تقاتل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على مدى العقدين الماضيين”.
وحسب ما قالته البنتاغون (الدفاع الأمريكيَّة) فإن الغارات الثلاث قتلت 60 ممن يعتقد بانتمائهم لتنظيم الدولة باليمن، تركزت الغارات في محافظة البيضاء.
ومنذ تولي دونالد ترامب السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في اليمن، لتبلغ أكثر من الضربات في عهد ولاية سلفه باراك أوباما خلال ثمان سنوات.
وتشير مراكز بحوث إلى أنَّ عدد الغارات الأمريكيَّة منذ يناير وحتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول بلغ أكثر من 120 ضربة جوية.
لكن الأكثر خطورة ومحاولة تأكيد وجود التنظيم -الذي تقتصر عملياته على الاغتيالات وعمليات تفجير دموية بإعلانات على شبكات التواصل- كانت قائمة الإرهاب ب”11″ الأخيرة حيث قامت بتسمية أشخاص بصفتهم القيادية في التنظيم.
خمسة من قيادات التنظيم
وأشار بيان وزارة الخزانة الأمريكيَّة إلى اسم رضوان محمد حسين علي قنان (قنان) منتصف عام 2017، أصبح قنان أحد القادة الرئيسيين في تنظيم “داعش- اليمن” بمحافظة، وكان نائبا للقائد الميداني لتنظيم داعش- اليمن. واعتبارا من مطلع عام 2016، كان قنان قائدا في تنظيم داعش في اليمن الذي يقود ويوجه أعضاء وكان مسؤولا عن عمليات الاغتيال التي وقعت.
خالد المرفدي: “اعتبارا من منتصف عام 2017، كان المرفدي قائدا في التنظيم والمسؤول عن تحركات مقاتلي داعش-اليمن”. وينتمي المرفدي إلى بلدة “يافع” وقام بتجنيد العشرات في التنظيم، وتم اعتباره -حسب بيان وزارة الخزانة الأمريكيَّة – قائد العمليات في التنظيم. وفي مطلع عام 2016، سعى المردفي للتفاوض حول ابرام اتفاقية بخصوص العمليات المشتركة بين تنظيم الدولة والقاعدة في جزيرة العرب في اليمن.
أبو سليمان العدني: وتعتبر وزارة الخزانة الأمريكيَّة ودول الخليج، كما في الأسماء السابقة، العدني الرأس المدبرة في تنظيم الدولة وأفادت التقارير بأن أبو بكر البغدادي رشحه في عام 2013 ليكون أمير داعش-اليمن ويقال إنه كان أيضا قائدا عسكريا في داعش-اليمن اعتبارا من أواخر عام 2016.
خالد سعيد غابش العبيدي: تم اتهامه بكونه أمّنّ شحنات أسلحة مهربة إلى مواقع ومستودعات تخزين سلاح سرية تابعة للتنظيم. واعتبارا من أواخر عام 2016، أصبح غابيش واحدا من أبرز الأعضاء الكبار في تنظيم الدولة في الغيضة، محافظة المهرة، اليمنية، كما كان أحد قادة التنظيم في محافظة حضرموت.
عادل عبده فارع عثمان الذبحاني “أبو العباس”: صنف مكتب وزارة الخزانة الأمريكية (OFAC) عادل عبده فارع عثمان الذبحاني (فارع)، حيث تبني، أو قديم الدعم المالي، والمادي، أو التقني، أو الخدمات المالية أو غيرها من الخدمات لـ، أو بما يؤدي إلى دعم، القاعدة في شبه الجزيرة العربية وداعش-اليمن.
هل يمكن أنَّ توسع عملياتها بالفعل؟!
وفي سبتمبر/أيلول الماضي قالت صحيفة ميدل ايست مونيتور البريطانية: “إنَّ من الممكن أنَّ تكون الولايات المتحدة قامت بتوسيع عملية “العزم الصلب” من العراق وسوريا إلى اليمن. وكان من الممكن أن تكون الطائرات الأمريكية تعرَّضت للاعتداء من قبل أحد الخصوم. وفي الوقت الذي تتصارع فيه معركة داعش على بلدان تعتقدها آمنه مثل اليمن والفلبين، تواجه الولايات المتحدة تحديا متزايدا بشأن الإذن القانوني لمطاردة داعش في جبهات جديدة”.
وقال خليل ديوان وهو محلل معني بالحرب الأمريكيَّة الخارجية إنَّ الولايات المتحدة تحتاج إلى إذن قانوني دولي لمطاردة داعش على جبهات جديدة مثل اليمن والفليبين، لكن ليس لدى واشنطن غطاء قانوني لمثل هذه العمليات العسكرية. حيث يغطي الترخيص الحالي لاستخدام القوة العسكرية (AUMF)) لتراخيص 11سبتمبر/أيلول. وقد استخدمت لمطاردة القاعدة وطالبان والقوات المرتبطة بها في حرب عالمية على الإرهاب أينما وجدت القاعدة. وقد أصبح هذا الإذن القانوني قديما وعفا عليه الزمن حيث ظهرت تهديدات جديدة وناشئة في السنوات القليلة الماضية في سوريا والعراق؛ لذلك فإن الترخيص لا يشمل جماعات مثل داعش.
وفي آذار / مارس، قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحولا جديدا في العمليات يسمح للجيش الأمريكي بتنفيذ القوة المميتة في مناطق معينة تعرف باسم” ساحات القتال المؤقتة” لمدة تصل إلى ستة أشهر. وقد مكن هذا التحول في السياسات من زيادة عدد الغارات، وغارات الطائرات بدون طيار، والعمليات الخاصة في اليمن دون موافقة الكونغرس الأمريكي.
وبالتزامن مع هذا التحول في آذار / مارس، دفعت وكالة المخابرات الأمريكية لتوسيع صلاحياتها وزادت من الضربات السرية في أفغانستان وغيرها من البلدان. مما أثار قلق البنتاغون. وكانت إدارة أوباما حَدت من استخدام غارات مكافحة الإرهاب وضربات الطائرات بدون طيار، لكن يبدو أن إدارة ترامب سعيدة بزيادتها، ويجري الضغط حاليا على البيت الأبيض بشأن هذا القرار؛ لأن التوسع في هذه السياسة يثير المخاوف من الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، لاسيما أنه بدون أي شفافية أو مساءلة، وبالتالي يشكل ذلك تطورا مهما.
طرف ثالث
ويرى مراقبون، أنَّ القائمة الجديدة التي تضم أسماء تدعم الحكومة الشرعية، ستفرض ضغوطا كبيرة على الحكومة المعترف بها دولياً، التي تدعم القيادات المدرجة فيها، كما أنها ستسفر عن مزيد من الفوضى والاضطرابات في البلد الهش أمنيا.
ويُعرف عن كتيبة أبو العباس بالرغم من علاقتها بتنظيم القاعدة كون الكتائب التي يرأسها عادل فارع تقاتل تحت “المقاومة الشعبية” في محافظة تعز. وقال مقاتل مع كتيبة أبو العباس ل “ميدل ايست أي” إنَّ جماعته صُدمت عند تأييد السعودية لقائمة الإرهاب الأمريكيَّة.
وأضاف “نتلقى أموالا من التحالف الذي تقوده السعودية وننسق مع قواتها الجوية لاستهداف الحوثيين”.
وأضاف “انهم يقدمون لنا الأسلحة، ابوالعباس يعقد اجتماعات شهرية مع قيادة التحالف في عدن، وكان آخر اجتماع مطلع هذا الأسبوع”.
وقال: “إذا كان زعيمنا يدعم تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة، فهذا يعني أن التحالف الذي تقوده السعودية يدعم تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة”.
وأضاف “من الآن أصبحنا طرفا ثالثا في الحرب اليمنية ولدينا أعداء هما الحوثيون ودول الخليج”، لكنه أضاف انه لا توجد خطة لمحاربة “العدو الجديد” إذا لم يستهدفهم.