بعد ثورة الشباب العظيمة، خذلتنا هيمنات ومفاسد الأحزاب والجماعات، المغلفة بالنعرات المناطقية والطائفية، وهي تتهافت من أجل حصصها في السلطة والثروة، وحتى الجغرافيا، ليدخل من يدخل مؤتمر موفنبيك بذات الوعي التقاسمي البشع في التعامل مع فكرة الوطن ومؤسسات الدولة ومفاهيم المواطنة.
بعد ثورة الشباب العظيمة، خذلتنا هيمنات ومفاسد الأحزاب والجماعات، المغلفة بالنعرات المناطقية والطائفية، وهي تتهافت من أجل حصصها في السلطة والثروة، وحتى الجغرافيا، ليدخل من يدخل مؤتمر موفنبيك بذات الوعي التقاسمي البشع في التعامل مع فكرة الوطن ومؤسسات الدولة ومفاهيم المواطنة.
وعليه، فإن من يتصور أنه بعد كل هذه الحرب سيكرر خطأه التاريخي بالفهلوة أو بالقوة، فهو واهم وأبله، حتى لو أراد الخارج ذلك، وحتى لو استمرت كل مراكز قوى ماقبل الدولة -بمختلف توجهاتها وبالرغم من كل خلافاتها- تتطابق في مواصلة نعراتها التحاصصية البدائية المشوهة نفسها، مبررة لممارساتها أيضاً وهي تتكالب كالضباع على الدولة وعلى القانون وعلى الفرد، بينما جوهر القانون العادل انه لكل المواطنين كمواطنين بلا تمييز، فلم يختص بإصطفاء وتقديس الشلل التي تريد احتكار إرادة الشعب لصالحها.
والمعنى أن على هذه الشلل المأزومة الإستعداد الذهني والنفسي من الآن، لمغادرة وعي المنتصر الذي يؤمن بقدرته على فرض إرادته على المهزوم القابل بما سيتم فرضه عليه، وبالضرورة مغادرة وعي تحاصصات اللامنتصر واللامهزوم معا، وذلك ببساطة متناهية لأن المستقبل السويّ الذي ضحى من أجله الشعب هو الذي لا تسلط فيه لشلل الأحزاب والجماعات، ما بالكم بالاستئثارات المناطقية والطائفية التي تريد أن تكون باسم الشعب أيضاً!
ويا للانفصام المروع يا ساسة الغفلة!
وعليكم أن لا تستحثوا الخطى في السير بهذا الإتجاه الخاسر، وعليكم أن تفرقوا بين شللكم وبين الشعب، وعليكم أن تفيقوا وأن تصدقوا مع أنفسكم ومع الشعب أيضاً من خلال تصحيح المسارات المنحرفة التي لا ينبغي أن تستهويكم مستقبلاً، قبل أن تسقطوا مجدداً في أعين الشعب والتاريخ.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.