(انفراد) المدارس الخاصة في صنعاء تعاني “تخمة” إقبال الطلاب وتتجاوز قدراتها الاستيعابية
اضطرت عدد من المدارس الخاصة “الأهلية”، الثلاثاء، إلى إغلاق باب تسجيل الطلاب والطالبات لعدم مقدرتها استيعاب مزيداً من الطلاب الملتحقين بها وعزوفهم عن المدارس الحكومية التابعة للدولة تخوفاً من ضياع عام دراسي جديد كما حدث العام الماضي الذي لم يدرس منه سوى نصف عام دراسي فقط وبسبب التعديلات التي سببتها جماعة الحوثي في المنهج الدراسي.
يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
اضطرت عدد من المدارس الخاصة “الأهلية”، الثلاثاء، إلى إغلاق باب تسجيل الطلاب والطالبات لعدم مقدرتها استيعاب مزيداً من الطلاب الملتحقين بها وعزوفهم عن المدارس الحكومية التابعة للدولة تخوفاً من ضياع عام دراسي جديد كما حدث العام الماضي الذي لم يدرس منه سوى نصف عام دراسي فقط وبسبب التعديلات التي سببتها جماعة الحوثي في المنهج الدراسي.
وأوضح مدير مدرسة خاصة، لـ”يمن مونيتور” فضل عدم الكشف عن هويته خشية استهداف الحوثيين: “تم اليوم إيقاف عملية التسجيل للطلاب والطالبات المنتقلين من المدارس الحكومية إلى المدارس الخاصة بسبب عدم تمكنا من تسجيل الطلبات الجديدة التي سجلت أعلى إقبال علينا منذ إطلاق المدرسة قبل سبعة أعوام”.
مضيفاً: اضطررنا إلى بناء خمسة فصول إضافية لاستيعاب العدد الذي تم تسجيله في الأيام الماضية وتقسيم الطلاب على هذه الفصول الجديد تاحشياً للازدحام وحل لمشاكل الاستيعاب الدراسي للطلاب.
ولم تسلم المدارس الخاصة “التعليم الأهلي” من التدخلات المستفزة لجماعة الحوثيين التي فرضت عليها شروطاً التي بدأت بالعام الدراسي الجديد 2017-2018م في العاصمة اليمنية صنعاء. حيث ألزمت جماعة الحوثي المدارس الخاصة بحجز مقاعد مجانية لأبناء مقاتليهم بدون دفع أي مبالغ مالية كخدمة وطنية تمليها الجماعة على المدارس الأهلية، تزامن ذلك مع طلب وزارة التربية والتعليم الواقعة تحت سيطرة الجماعة بكشوفات مالية لمعرفة الميزانية التي تجنيها جميع المدارس الخاص.
وفي تصريحات لـ”يمن مونيتور” شكا عدد من مدراء المدارس الخاصة فرض مقاعد مجانية لما أطلقت عليه جماعة الحوثي “مقاعد لأبناء قتلى جماعة الحوثي” على المدارس الخاصة بأمانة العاصمة
وقال مدير احدى المدارس الخاصة لـ”يمن مونيتور”، الذي طلب عدم الإشارة إلى مدرسته: فرض علينا عدد من الطلاب من قبل جماعة الحوثي لتدريسهم بشكل “مجاني” باسم الوطنية ومن الواجبات الالتزام بها على المدارس الخاصة.
مضيفاً: نحن مدارس خاصة علينا إلتزامات مالية كبيرة منها إيجارات المبنى ودفع شهري لمستحقات المعلمين الذين لجؤوا إلى التدريس في المدارس الخاصة بعد انقطاع مرتباتهم الحكومية وفرض علينا مقاعد مجانية في مدارسنا يعد عملاً غير مقبول ونحن نرفضه وهذه مزايدة علينا، مشيراً إلى أنه أجبر على القبول بعدد من المقاعد لما يطلق عليهم تعليم “أبناء الشهداء”.
وتقول عدد من المعلمات في مدرس بلقيس للبنات في حديث لـ”يمن مونيتور”: لن يستمر التعليم إلى نهاية شهر أكتوبر الحالي “في المدارس الحكومية” بدون صرف مرتبات للنقص الكبير الذي تشهده المدارس الحكومية في عدد المدرسين.
وأضفن: أن أغلب الفصول تعد فارغة من المدرسين ونضطر إلى إغلاق الفصول وبداخلها الطلاب ونولي عليهم رئيساً للفصل كوجود شكلي للدراسة.
المعلمات الذين صرخن في وجه رئيس وزراء حكومة الحرب الداخلية أمس الاثنين هتفين: “متنا جوع .. لا تدريس بعد شهر أكتوبر، إلا بتسليم المرتبات” مشيرات لـ”يمن مونيتور” المدارس درست حصة إلى ثلاث حصص ويتم احتجاز الطلاب داخل الفصول الدراسية نظراً لغياب المدرسين المتخصصين في تدريس المواد العلمية.
وتجدر الإشارة إلى أن جماعة الحوثي فشلت في إطلاق العام الدراسي منتصف الشهر الجاري للمرة الثانية في تدشين العام الدراسي الجديد، وظهرت الحكومة غير المعترف بها دولياً يتيمة في فعالية التدشين بإحدى مدارس العاصمة صنعاء.
ونقل مراسل “يمن مونيتور” سعي حكومة الحوثي إلى إطلاق العام الدراسي بشكل صوري من غير وجود كادر تربوي، ومن أحد مدارس البنات في العاصمة صنعاء تظاهر عدد من المعلمين والمعلمات في مدرسة عائشة للبنات، أثناء حضور رئيس حكومة الحوثيين عبدالعزيز صالح بن حبتور، للقيام بعملية التدشين.
وكانت نقابة المهن التعليمية قد أعلنت تعليق الإضراب بعد الوصول إلى توافق مع حكومة الحوثيين بتسليم نصف الراتب نهاية كل شهر وبقيمة النصف الأخر يحصل المعلم على مواد غذائية. لكن عددً من المعلمين تحدثوا لـ”يمن مونيتور” أنَّ ذلك لم يحدث بعد.