كيف سيؤثر التقارب (السعودي-الروسي) في اليمن؟!.. “جلوبال ريسرتش” يجيب
قال مركز “جلوبال ريسرتش” للبحوث إنَّ العلاقات السعودية-الروسية تسير بوتيرة عالية ما يؤثر فعلياً في الحرب الدائرة باليمن، فمع تزايد الشكوك باستخدام الأسلحة الروسية الجديدة في دعم توغل بري في البلاد، إلا أنه في نفس الوقت قد يوصل إلى طاولة المفاوضات بين الفرقاء اليمنيين كما حدث في الأزمة السورية باستانا.
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
قال مركز “جلوبال ريسرتش” للبحوث إنَّ العلاقات السعودية-الروسية تسير بوتيرة عالية ما يؤثر فعلياً في الحرب الدائرة باليمن، فمع تزايد الشكوك باستخدام الأسلحة الروسية الجديدة في دعم توغل بري في البلاد، إلا أنه في نفس الوقت قد يوصل إلى طاولة المفاوضات بين الفرقاء اليمنيين كما حدث في الأزمة السورية باستانا.
ويشير المركز، الذي يتخذ من كندا مقراً له، إلى أنَّ الاتفاقيات العسكرية التي وقعتها المملكة العربية السعودية وروسيا والتي شملت بيع صواريخ S-400 ومصنع إنتاج كلاشينكوف في المملكة تمثل أفضل الممارسات المتعلقة بالدبلوماسية العسكرية الروسية.
وقال المركز، في تقرير نشره اليوم الثلاثاء ونقله للعربية “يمن مونيتور”، إنَّ ذلك يخلق أساسا صلبا لبناء علاقات استراتيجية طويلة الأمد مع المملكة العربية السعودية في سياق تحركها السريع والتقارب الشامل. إلا أن هذه التحركات لم تخل من الجدل، بطبيعة الحال، لأن إحدى ردود الفعل الأولى كانت من الولايات المتحدة عندما أعلنت أنها ستبيع المملكة العربية السعودية أنظمة “ثاد” للصواريخ بقيمة 15 مليار دولار كجزء من أكثر من 100 مليار دولار صفقة الأسلحة التي أعلن من هذا العام خلال زيارة ترامب للرياض.
ومن الواضح أن هذا الإعلان جاء في وقت مناسب ليتزامن مع روسيا، ويطغى عليه، ليثير الشكوك حول التقارب الروسي السعودي، لكنه أظهر بدلا من ذلك أن المملكة هي بوضوح موضوع منافسة بين موسكو وواشنطن في الحرب الباردة الجديدة، كان من المستحيل تقريبا التكهن بها حتى العام الماضي.
تأثير السلاح الروسي
وقال التقرير، إن وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم وجهت انتقادات واسعة للاتفاقيات، معربين عن قلقهم بشأن تأثير التسليح الروسي الممنوح للملكة على مزيد من العنف وتدهور الأوضاع في اليمن. مشيرًا إلى هذه المخاوف بالتحديد كان لا أساس لها من الصحة.
وعلى صعيد وسائل التواصل الاجتماعي، وجهت الاتفاقات العسكرية انتقادات من الذين أعربوا عن قلقهم بشأن كيفية تأثيرها على مسار الحرب السعودية اليمن، خوفا من أن تؤدي صفقة كلاشينكوف بشكل خاص إلى جعل العنف أسوأ.
ويقول الموقع الكندي إنَّ هذه المخاوف محددة لا أساس لها، لأن منظومة صواريخ S-400s هي فقط لأغراض دفاعية، في حين أن مصنع بندقية التلقائي سوف يستغرق ما لا يقل عن بضع سنوات للبناء.
تغيير ساحة المعركة
وتابع التقرير: مع ذلك، ولذلك فربما تكون الصفقات الفرعية أكثر إلحاحًا مثل بالنسبة للسعودية “صواريخ كورنيت-M المضادة للدبابات، وراجمات الصواريخ توس-1A، وأنظمة قواذف اللهب الثقيلة، وقاذفات القنابل الأوتوماتيكية، حيث يمكنها تغيير ساحة المعركة في اليمن.
ومن هذا المنطلق، من المهم التأكيد مجددا على الموقف الرسمي الروسي للحرب على اليمن، لأن السفير الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين ذَكر المجتمع الدولي مؤخرا بأن موسكو تعتبر هادي “الرئيس الشرعي للبلاد”، ولكنه أشار إلى أنَّ روسيا تحذر المملكة أنَّ عليها أن تأخذ في الاعتبار أكثر الإصابات بين المدنيين في حملتها لإعادة “هادي”.
وقال التقرير إنه في حين يبدي البعض قلقه من إمكانية أن يتم استخدام الأسلحة الروسية الجديدة في أي تدخل بري من جانب السعودية، لكن في الوقت ذاته يجب الوضع في الاعتبار إمكانية أن تتبع الرياض موسكو في رسم حل تسوية في اليمن على غرار مباحثات السلام السورية في أستانا، من أجل تشكيل حالة تمهد الأوضاع لسحب القوات العسكرية وحل الأزمة اليمنية.
تأثيره في ملف التفاوض
وأضاف التقرير إنه إذا حدث ذلك فسيكون من السهل البدء بفصل المتمردين عن الإرهابيين، أي الحوثيين عن تنظيم القاعدة والجلوس إلى مائدة التفاوض التي قد يم التوصل من خلالها إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار ووقف التصعيد العسكري قبل صياغة الدستور وإجراء انتخابات تحت الإشراف الدولي، وتقييم الوضع بما يتناسب مع الحالة اليمنية، بإضفاء الطابع المؤسسي على التقسيم الداخلي للبلاد من خلال “الفيدرالية”. ولكن على أية حال، فإن تطورات صنع السلام هذه قد تستغرق ما لا يقل عن سنة أو سنتين.
واختتم التقرير بالقول: “بغض النظر عن الكيفية التي تتكشف بها الأمور حاليًا، فإن حقيقة الأمر أن التقارب الروسي السعودي يسير بوتيرة سريعة، ولا بد للأبعاد العسكرية والسياسية لهذه العلاقة بين الجانبين، أن يكون لها آثار مهمة على الحرب على اليمن”.
المصدر
Here’s How the Russian-Saudi Rapprochement Might Affect Yemen
المزيد..
“علاج صالح”.. هل يكون بداية خطة روسية لحل الأزمة في اليمن؟
(المونيتور): وساطة روسية في اليمن الخيار الأمثل للسعودية