توحش دعوات مواجهة الحكومة اليمنية جنوباً يهدف لتجريف الدولة
تتطور الأحداث جنوب اليمن مع تزايد نفوذ الميليشيا شبه العسكرية، في المحافظات ومراكزها، في وقت تكافح الحكومة (المعترف بها دولياً) من أجل بسط سيطرتها بديلاً عن قوات بولاءات مختلفة.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تتطور الأحداث جنوب اليمن مع تزايد نفوذ الميليشيا شبه العسكرية، في المحافظات ومراكزها، في وقت تكافح الحكومة (المعترف بها دولياً) من أجل بسط سيطرتها بديلاً عن قوات بولاءات مختلفة.
وتتوحش دعوات مواجهة الحكومة المعترف بها دولياً في مناطق سيطرتها، وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في ذكرى ثورة 14 أكتوبر 1963 عن التصعيد ضد الحكومة التي يقودها أحمد عبيد بن دغر، معلناً تشكيل جمعية وطنية من 303 أعضاء للمحافظات الجنوبية (برلمان)، كما أنَّ استفتاء على الاستقلال سيكون قريباً.
يتزامن ذلك مع حملة لتجريف العمل السياسي في المحافظات الجنوبية واعتقلت قوات أمنية في عدن قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح الحزب الحليف للحكومة الشرعية في مواجهة الحوثيين، كما أعلن مدير أمن المحافظة عدن شلال شايع عن مرحلة جديدة من استهداف الحزب.
أدوات السلطة ضعيفة
واعتبر المحلل والكاتب السياسي سام الغباري أنَّ الأمر في المحافظات الجنوبية مُعقد للغاية، “فهناك سلطة الدولة التي تحاول العودة بمفهوم الحكومة كجزء معنوي من هيبة الدولة، إلا أن أدوات السلطة ما تزال ضعيفة وهشة وينقصها الكثير من الجانب المعنوي لإرساء وعي الدولة.
وأشار الغباري في تصريح لـ”يمن مونيتور” إنَّ محاولات الدولة لإرساء الوعي يأتي “بعد سنوات الانجراف نحو اللادولة، وتحديدًا منذ تحول الحراك الجنوبي كظاهرة حقوقية إلى حركة مسلحة استهدفت مظاهر الدولة، وكان المكر السياسي لعدد من القوى السياسية في استهداف رموز النظام السابق يمد هذه الحركات المسلحة بالتغطية الإعلامية والسياسية لتمرير مشروعها التخريبي نحو ملشنة الجنوب”.
لكن المحلل السياسي فيصل علي يرى أنَّ: “هناك حراك سياسي في اليمن منذ 2011 متزايد ومتدرج انبثقت عنه أهداف ثورة 11 فبراير وكنتيجة له تم إجبار الرئيس السابق على التخلي عن الحكم، عملت بعض الدول الإقليمية على تحجيم الثورة اليمنية في 2011 عبر المبادرة الخليجية منذ ذلك الوقت وهناك تجريف للعمل السياسي في اليمن”.
ويقول الغباري إنَّ الحكومة المعترف بها دولياً: “تواجه عشر سنوات تحديدًا من الوعي المكثف الذي صادر معنوية الدولة جنوبًا نكاية في شخص الرئيس السابق”.
استهداف للدولة والحكومة
فيما يذهب فيصل علي في حديثه لـ”يمن مونيتور” إلى أنَّ التجريف جاء بعد الثَّورة الشبابية الشعبية حيث: “تم تحطيم قوة اكبر أحزاب البلاد وهو التجمع اليمني للإصلاح من عمران إلى صنعاء، وهذا كان بداية لتجريف العمل السياسي، كانت هناك حملات مسعورة باسم الدين والأمن والاستخبارات المحلية والإقليمية والدولية ضد الحزبية والأحزاب وكل هذا ساعد في التجريف”.
ويتفق علي والغباري على أنَّ ما يحدث الآن في المحافظات الجنوبية يستهدف الدولة والحكومة الشرعية. وقال علي: ” الآن ما يمارس من تجريف للعملية السياسية ليس سوى تقويضا للشرعية وتقويضا للحكومة”.
فيما أضاف الغباري: “يجب أن نكثف حضورنا ووقوفنا وتأييدنا ومساندتنا المطلقة لجهود الحكومة الآن لأنها الضامن الوحيد لاستقرار الجنوب اليمني، الذي يمثل حجر الزاوية في مشروع اليمني الاتحادي العظيم، وإذا فشل مشروعنا كـ “دولة” جميعًا في الجنوب – لا سمح الله – فإنه فشل كامل لكل اليمن، وبداية عصر الميليشيا ودخول اليمن حقًا نفقًا معتمًا بلا أي ضوء أو أمل”.
وأشار إلى أنَّ الرئيس اليمني ورئيس الحكومة “يقودان عملية استعادة دولة في المفهوم والوعي، وليس في أياديهم سوى القوة الناعمة والسياسة وقدرة ردع التحالف العربي والتأييد العالمي والعربي”.
وفيما يعتقد الغباري أنَّ التحالف يقف مع حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي يرى فيصل علي عكس ذلك ويقول: “يبدو أن التحالف قد نوى على الإطاحة بالشرعية والحكومة معا وبدا بالسماح للمرتزقة بالتطاول على حزب الإصلاح في عدن وهذا لا يخدم اليمن ولا الحكومة ولا الشرعية وإنما يخدم من يريدون لسيطرة على اليمن وعلى سواحل اليمن وعلى مقدرات الشعب اليمني وأرضه”.
ويعتقد علي أنَّ التحالف العربي “لم يعد يحارب الحوثين على ارض الواقع اليوم التحالف يبحث عبر ايران على تسوية سياسية مع الحوثيين لضمان عدم قصفهم للعمق السعودي عبر الصواريخ البالستية، التحالف يحارب السياسة في اليمن ويعمل على تجريف الحياة السياسة وعلى تجريم الحراك السياسي اليمني الممتد منذ2011”.