خلال مؤتمر صحافي.. جماعة الحوثي تتوعد المعلمين اليمنيين بالاستبعاد وإحلال “متطوعين”
هددت وزارة التربية والتعليم في حكومة تحالف الحرب الداخلية في صنعاء، المعلمين اليمنيين، بالاستبعاد من الوظيفة العامة، في حال استمروا بالإضراب.
يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص:
هددت وزارة التربية والتعليم في حكومة تحالف الحرب الداخلية في صنعاء، المعلمين اليمنيين، بالاستبعاد من الوظيفة العامة، في حال استمروا بالإضراب.
ويبلغ عدد المعلمين في البلاد 300 ألف معلم، واضطروا للإضراب عن العمل مع بدء العام الدراسي الجديد بعد مرور عام على آخر راتب استلموه من الحكومتين (الحوثية والمعترف بها دولياً).
وعَقدت الوزارة اليوم الخميس مؤتمراً صحافياً لإطلاق ما أسمته “تصحيح السجلات التربوية” وحَمِل المؤتمر شعار “التعليم أولوية وطنية ومسؤولية مجتمعية”.
ونقل مراسل “يمن مونيتور” إعلان وزارة التربية والتعليم الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي تدشين العام الدراسي الأحد القادم بعد فشلها في إطلاقه بداية العام الدراسي 2017-2018 مطلع الشهر الحالي، مؤكدة أن العام الدراسي سيتم تدشينه ولا مجال لمزيد من الإضرابات.
وحسب مراسل “يمن مونيتور” فإن المؤتمر الصحافي حضره عدد من الوكلاء اللذين كالوا التهم إلى المعلمين والمعلمات والتربويين بأنه يتم تحريكهم من الخارج من قبل التحالف العربي الذي تقوده السعودية ويدعم الحكومة المعترف بها دولياً.
واتهم وكيل أمانة العاصمة لقطاع التعليم والشباب زياد الرفيق في المؤتمر الصحفي، قائلاً: لا يعني كل المعلمين مضربين عن التدريس وإنما هناك أشخاص بذواتهم يحاولون تعطيل العملية التعليمية وهم يعدون اذرع وأيادي لدول العدوان على اليمن (التحالف العربي) تؤيد مواصلة الإضراب وافشال العام الدراسي الجديد.
وتابع الرفيق، قائلاً: إن هناك جهود للسلطة المحلية بالأمانة لمعالجة تحديات العملية التعليمية وحشد الجهود لإيجاد حلول بما يسهم في توفير رواتب المعلمين الذي تمثلت في نصف راتب (فقط)، مشيراً إلى أن المجلس السياسي ومجلس النواب ناقش الحلول المطروحة على مستوى أمانة العاصمة بأن هناك كثير من الموارد وخاصة بالجانب التربوي والجهات الإيرادية التي سوف يتم استقطاع جزء منها كمرتبات للمعلمين.
من جانبه كشف محمد طاهر أنعم، وكيل الوزارة قطاع المناهج والتوجيه المساعد إن الأحد القادم هو إطلاق العام الدراسي الجديد 2017- 2018 بالمعلمين أو بغيرهم وان الوزارة تلقت الآلاف من المتطوعين لأداء مهنة التدريس.
وتابع: أن هناك آلاف من المنقطعين سيتم غربلتهم وتصفيتهم من المعلمين ومعرفة من الموجود في الميدان من المنقطعين وان 50% من المعلمين المنقطعين وتطرق الوكيل أنعم إلى سعي الوزارة بالتنسيق مع الخدمة المدنية لتصحيح كشف الراتب بما يكفل تخفيف الأعباء المالية، مبينا أن قوام الكادر التربوي يتجاوز 300 ألف موظف براتب شهري أكثر من 25 مليار ريال شهريا بما يضمن الحصول على قوام القوة العاملة الفاعلة في الميدان التربوي.
التصعيدات لا تخدم التربية
في المقابل عبر محمد حنظل رئيس النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية الأمين المساعد لاتحاد المعلمين العرب عن اسفه للتصعيد الذي يستهدف التربويين والتربويات بالاعتداءات والاعتقالات والإساءات والتهديدات والاجراءات التعسفية وحملات التحريض ضد التربويين عبر وسائل الاعلام والتواصل.
وأكد حنظل إن كل هذه التصعيدات لا تخدم التربية ولا تقيد الطلاب ولا تحل مشكلة، بل تزيدها تعقيدا، وتنسف كل الجهود والتفاهمات التي تبذلها القيادات السياسية والتربوية والنقابية لإيجاد معالجات لمشاكل التربية والتربويين.
وأكد أنّ النقابة العامة للمهن التعليمية متمسكة بالبيان الصادر في 27 يوليو 2017م، الذي ينص على أن صرف المرتب هو البيان الوحيد لتعليق أو رفع الإضراب ولا شيء غيره، وأن على الحكومة والمجلس السياسي أن يتحملوا مسئولياتهم، ويبحثوا عن حلول للمشكلة، وأن يلجموا من يحاول تصعيدها بالاعتداءات والتهديدات والإساءات والاستفزازات للتربويين والتربويات.
وحيَّا رئيس النقابة كافة الجهود التي يبذلها التربويون والتربويات للمطالبة بحقوقهم والدفاع عن أنفسهم وعن زملائهم، سواء بالفعاليات الاحتجاجية أو بالمسيرات أو بمخاطبة أجهزة القضاء والنيابة للمطالبة بمحاكمة من يعتدون على التربويين والمؤسسات التربوية.
عجائب الدهر إهانة المعلمين
وسجلت جماعة الحوثي أمس الأربعاء ثاني هجوم على التوالي للوقفات الاحتجاجية التي يخرج فيها المعلمين والمعلمات للمطالبة بمرتباتهم خلال أسبوع، حيث استقدمت جماعة الحوثي صباح اليوم مجاميع نسائية كبيرة مرفقة بعشرات المسلحين لإفشال وقفة احتجاجية للمعلمات والمعلمين أمام مكتب النائب العام بصنعاء وقامت باعتقال العشرات من مدراء المدارس وعدد من التربويين إلى سجن منطقة مذبح.
وقال محمد، وهو معلم في إحدى مدارس صنعاء لـ”يمن مونيتور” إنه شارك في الوقفة الاحتجاجية للمطالبة بلقاء النائب العام والمطالبة بالتدخل لصرف المرتبات وإعادة الاعتبار للمعلمات والمطالبة بعدم الإساءة لهن وأثناء ذلك قام مسلحون بقمع وتفريق المظاهرة واختطاف التربويين إلى جانب اختطاف مراسل قناة اليمن اليوم من أمام مكتب النائب العام بصنعاء أثناء تغطيته الفعالية.
وأضاف أنَّ القوة الحوثية التي تدخلت اعتدت على المحتجين أمام النائب العام، وشاركت نساء حوثيات وصفهن بـ”العصابات” للاعتداء المعلومات بالضرب والسحب والركل.
وتابع قائلاً: تم الاعتداء علينا بالضرب بـ”الهراوات” وتم اعتقال مدراء ومعلمين واعتداء على المعلمين ولم يكتفوا بمنع وصول الاحتجاج إلى النائب العام بتطويق المبنى فقط بل قاموا بتطويق وإغلاق الشوارع عبر مسلحيهم تابعين وتابعات للميلشيات المسلحة ومنع مكبرات الصوت ومحاوله حرقهن ناهيك عن التلفظ بكل الألفاظ القذرة على المعلمات.
وأكد شهود عيان لـ”يمن مونيتور” أنه تم اختطاف محمد جميل مراسل قناة “اليمن اليوم” المملوكة للرئيس السابق علي صالح أثناء تغطيته لوقفة احتجاجية للتربويين امام مكتب النائب العام، واقتياده إلى جهة مجهولة.
وقالت مصادر تربوية من منطقة معين التعليمية إن مسلحين حوثين يواصلون السيطرة على منطقة معين التعليمية وفرض مديرا للمنطقة التعليمية رغم التوجيهات الصريحة الصادرة من أمين عام المجلس المحلي بالعاصمة التي قضت بان يتولى إدارة المنطقة النائب الأول والأقدم لمدير المنطقة التعليمية خالد الأشبط الذي أصدر الحوثيين عبر النائب العام مذكرة بالتحقيق معه بتهمة الإساءة للجانهم الشعبية.
اعتداءات متواصلة
ومنع مسلحون حوثيون مطلع الشهر الجاري وقفة احتجاجية للمعلمين اليمنيين نفذت، أمام مقر الأمم المتحدة في العاصمة صنعاء للمطالبة برفع الحصار وصرف مرتبات المعلمين المتوقفة منذ أكثر من 10 أشهر.
حيث أفاد مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية معين، خالد الاشبط، إنه وخلال تنفيذ التربويين والمعلمين وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة لمطالبتها بالقيام بدورها وتحمل مسؤوليتها فوجئنا بقيام مسلحين تابعين لجماعة الحوثي مع عدد من النساء برفع يافطات نصها أن “نحن سوف نستمر بالتعليم حتى وان لم تصرف الرواتب”!!
وأضاف، نحن نعلم أن هؤلاء أرسلوا من أجل إفشال وتعطيل الوقفة الاحتجاجية للتربويين عبر رفع هذه اليافطات التي لا تعبر عن التربويين اليمنيين بمختلف توجهاتهم والذين يطالبون بحق مشروع وهو صرف رواتبهم.
وقال انهم قاموا بترديد شعارات حزبية محاولين إرسال رسالة مغايرة للأمم المتحدة أن الوقفة عمل حزبي بينما رسالة الوقفة الاحتجاجية هي تمثل كل التربويين بمختلف اتجاهاتهم وتطالب بتحييد التعليم كونه حقا للجميع بكل شرائح المجتمع اليمني.
وتابع: نزل مندوب مقر الأمم المتحدة خلال الوقفة الاحتجاجية يطلب حضور 5 من مدراء المدارس لمعرفة مطالب التربويين حسب طلب ممثل الأمم المتحدة ولكن مسلحي الحوثي الرافضين لقيام الأمم المتحدة بدورها، قاموا بمحاولة الاعتداء علينا بالأسلحة والتلفظ على جموع الأساتذة التربويين ومدراء المدارس بألفاظ بذيئة لايليق بنا ذكرها، مما جعل التربويين يغادرون مكان الوقفة الاحتجاجية.
وأوضح، أن هذا التصرف غير المسؤول وإفشال الوقفة الاحتجاجية دليل على أن هؤلاء لا يريدون أن يحصل المعلم على مرتباته وحقوقه المشروعة.
وأشار، أن هذا التصرف يؤكد أن هؤلاء (يقصد الحوثيين) لايريدون أن تواصل القيادات التربوية العملية التعليمية، كون لديهم مشروعا ممنهجا لتدمير العملية التعليمية، وفق قوله.