تجلى با سندوه الانسان في دموعه التي ضحك عليها الجميع وخاصة ((القوى الخيٍرة)) الله لا فتح عليها، أما الآخرين فلم يضحكوا لانهم كانوا يدرون ما يفعلون، وقد استغلوا نقاء با سندوه، ونيته في الاصلاح فهاجموا ((جرعته)) بالباطل لينفذوا!!!، ونفذوا، وها نحن نرى إلى أين وصلنا!!! ذات صباح وعند الثامنة تحديدا، رن جرس تليفون منزلي، كان المتكلم رئيس الوزراء:
قلت، نعم يا استاذ محمد؟ كان ثائرا وراح يقول لي بالصوت العالي، -يشتموني يا عبد الرحمن، وأنت ايضا تحجب اخباري، وبالذات ذلك الخبر الذي من أجل موضوعه شتموني، ثم ترفع خبر الوزير أعلى من خبري.
أمدني الله بهدوء استثنائي، ربما أيضاً لأنني احترم الرجل فقد كان لزاما عليّ أن اسمعه حتى النهايه، لكن حجتي كانت قوية، فالخبر أعرف ومتيقن انه نشر، وقلت: لا يمكن أن نحجبه وقد اتى أيضاً من رئاسة الوزراء عبر الوكالة، اقصد وكالة الانباء الرسمية.
قال تأكد ورجع لي خبر، وكنت متاكدا مسبقا، كان العدد منه نسخة موجودة لم اتخلص منها، فراجعتها سريعا، الخبر منشور مقدمته في الصفحة الاولى من ((الثورة)) والبقية على الصفحة الثالثه، وبما يتعلق بخبر لا زلت اتذكره فكان لوزير الداخلية، لا باس من أن اذكر انه كان عبد القادر قحطان، لايعني الأمر شيئا لذكري الاسم بقدر ما انه كان رأيي المهني وهو أن أهمية الخبر هي ما تحدد أين يكون ، فترتيب الأخبار في الصفحة الاولى بروتوكوليا لا يمت للبعد المهني باي صلة، لكن قطع العاده عداوه كما يُقال!!
المهم أنني كنت الصح، وكان من يحيطون برئيس الوزراء من الاصلاح هم من يوغرون صدر الرجل.
هممت بالاتصال على الرقم الذي حدده لي، فاذا باتصال يفد من نفس الرقم: يا عبد الرحمن أنا اعتذر، ومستعد أن آتي إلى مكتبك للاعتذار، قلت: يا استاذ محمد يكفي أن درساً اضافياً تعلمته منك هذا الصباح يعزز قناعتي في أن الاعتذار فعل شجاعة.
ذلك هو باسندوه المسئول، اما با سندوه الانسان فقد تجلى في دموعه التي ضحك عليها الجميع وخاصة ((القوى الخيٍرة)) الله لا فتح عليها، أما الآخرين فلم يضحكوا لانهم كانوا يدرون ما يفعلون، وقد استغلوا نقاء با سندوه، ونيته في الاصلاح فهاجموا ((جرعته)) بالباطل لينفذوا!!!، ونفذوا، وها نحن نرى إلى أين وصلنا!!!
نحن اليمنيين وخاصة النخب السياسية تعودنا على البكاء على اللبن المسكوب دائما، فننجز منجزا بحجم الوحدة، فنعود لنشكك فيما انجزنا، ولا نكتشف حجم الخسارة إلا بعد أن نخسر كل شيئ!!!
وبالنسية للرجال الكبار فهو ديدننا في خسارتهم، ومن ثم البكاء عليهم فيما بعد ((سقى الله أيام فلان)) ونحن من اسقيناه سوء العذاب!!!!، لا أدري هل هي سمة في الشخصية اليمنية؟؟؟ سؤال يبحث عن جواب..
با سندوه كان قاسما مشتركا اعظم بتاريخه ومهنيته ونزاهته التي شكك فيها من كان في راسه موًال، لحنه وغناه فيما بعد!!!
ولن اسهب في الحديث عن نزاهة الرجل فسيبدوا الأمر في هذه اللحظة الحرجة ضرب من العبث فيما هو مؤكد المؤكد.
الآن وكما قلت ذات عمود هنا اننا بحاجة إلى رجال استثنائيين لقيادة اللحظة نحو مرفأ الأمان إن ثمة مجال لهذا البلد، لأن المشهد يوحي بغير ذلك، والفضاء الاقليمي ملبد بمشاريع اسرية قصيرة النفس، فيم المشروع الوطني هنا لا وجود له، ولن يكون، والبلاد تجزأ حسب الرؤية لأمن الجيران، تحت عنوان ((كلما كان اليمن غير موجود نحن موجودين))، ومن لا يمتلك لنفسه رؤية، كيف سيعمل او سيعرف كيف يهيئ مستقبلا تتمناه!!!
الافق يبدو معتما، والبلاد تدخل ضمن رؤيه عدميه بفضل الاقليم وعمى أطراف الداخل والخارج، وفي ظل ادارة أمريكية، تذكرنا بعصابات المافيا، فمن أين سياتي الأمل، خاصة وهنا ومن هناك تصدر دعوات لخوض معارك الآخرين!!!، ما يكشف أوراقاً اضافية في أن الشعارات المرفوعة هي فقط نوع من خداع الناس ليس إلا.
أين أجد با سندوه وسط كل هذا الخضم من كل أنواع المياه الراكد منها والملوث والنقي؟؟؟؟، أجده في لحظة تهيئ الأسباب لرجل استثنائي يتقدم الصفوف، تهيئ السماء وحدها أسباب ظهوره، لينقذ هذه البلاد من الضياع.
هل يكون با سندوه هو القادم الذي نأمله؟
لله الامر من قبل ومن بعد.
*نقلاً عن حائط الكاتب على (فيسبوك).