مقاتلون يستعدون لمواجهة أخيرة مع تنظيم الدولة في الرقة
يقف بابل وخمسة من رفاقه المقاتلين بقوات سوريا الديمقراطية في مبنى من أربعة طوابق حولوه إلى حصن على الخطوط الأمامية ليراقب مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية على بعد 150 مترا فقط.
يمن مونيتور/ رويترز:
يقف بابل وخمسة من رفاقه المقاتلين بقوات سوريا الديمقراطية في مبنى من أربعة طوابق حولوه إلى حصن على الخطوط الأمامية ليراقب مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية على بعد 150 مترا فقط.
ومن المتوقع أن يدخل المتشددون في مواجهة أخيرة دفاعا عن هذا المعقل في دولة الخلافة التي أعلنوها فيما يضيق عليهم الخناق هنا في مدينة الرقة الواقعة على نهر الفرات والتي يتخذون منها معقلا في سوريا منذ عام 2014.
وقال بابل وهو اسم مستعار “دع داعش تأتي ونحن مستعدون لهم. لدينا متفجرات لنسقطها تحتنا على الدرج”.
ويسيطر بابل ورفاقه في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على المبنى الواقع على الخطوط الأمامية منذ ثلاثة أسابيع ويستعدون الآن لمواجهة أخيرة مع التنظيم المتشدد.
والموقع مجهز جيدا لمواجهة أي محاولة هجوم من المتشددين المحاصرين. فقد دمر القتال درج مدخل المبنى مما خلف هاوية لا يمكن عبورها إلا بتسلق جزء من سور حديدي يستخدم كدرج متحرك يمكن للمدافعين عن المكان سحبه لأعلى.
وفي الداخل تتناثر زجاجات بلاستيكية في كل مكان كي تصدر أصواتا عندما يمر عليها أي شخص لتنبه بابل ورفاقه بوجود دخلاء.
وبعد شهور من القتال المكثف والقصف الأمريكي الشديد، طوقت قوات سوريا الديمقراطية متشددي التنظيم في جزء صغير من المدينة. ومع تقدم الفصائل الكردية والعربية المنضوية تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية وزيادة الضربات الجوية الأمريكية فإنهم يتوقعون قتالا شرسا في المراحل الأخيرة من الحملة.
وقال بابل “تشن داعش غارات صغيرة بانتظام حتى خلف موقعنا. أمس هاجموا الجهة المقابلة للمبنى وحاولوا الزحف باتجاهنا. قتلنا عددا قليلا وتراجعوا إلى المستشفى”.
وترى وحدات قوات سوريا الديمقراطية بوضوح مستشفى الرقة، أحد آخر معاقل الدولة الإسلامية بالمدينة، من مجموعة مبان تسيطر عليها إلى الشمال الغربي من المستشفى. وسوت الضربات الجوية المباني السكنية بين قوات سوريا الديمقراطية والمستشفى بالأرض.
ويقول قادة إن المستشفى وملعبا مجاورا يقال إن المتشددين يحتجزون رهائن مدنيين بداخله سيشهدان المواجهة الأخيرة.
وتشغل وحدة بابل الخط الأمامي قبل مواجهة أخيرة متوقعة وتطلق النار على المتشددين في أي موقع ترصدهم فيه.
وقال بابل “في الليالي الأخيرة، كانوا يسلطون علينا أضواء من المستشفى باتجاه خطوطنا حتى لا نتمكن من الرؤية”.
وقال مقاتل آخر بالوحدة إن نيران قناصة التنظيم تراجعت في الفترة الأخيرة مضيفا أن السبب ربما يكون محاولة ادخار الذخيرة لمعارك أكثر شراسة.
* استسلام أو موت
قال قائد ميداني في قوات سوريا الديمقراطية يوم الأحد إن الهجمات ستبدأ قريبا في إطار حملة أخيرة على التنظيم مشيرا إلى أنها ستركز مبدئيا على محاصرة الملعب بينما يخضع المستشفى للحصار بالفعل.
وقال القائد واسمه اردال رقة “داعش تحشد وتستعد للقتال. هذه هي المرحلة الأخيرة لذلك فسوف يقاومون ثم يستسلمون أو يموتون”.
وكان المتحدث باسم التحالف بقيادة الولايات المتحدة رايان ديلون أكثر حذرا بشأن وصف المرحلة الحالية من الحملة بأنها هجوم أخير.
وقال ديلون عبر الهاتف “سواء هذا هو الهجوم الأخير أو (مجرد) هجوم فلن أصفه بهذا أو ذاك” مشيرا إلى أن القتال “يركز على المجمع الذي كان مستشفى وطنيا وملعبا”.
كانت قوات سوريا الديمقراطية توقعت قبل انطلاق حملة كبيرة في يونيو حزيران بأنها ستحتاج إلى مجرد أسابيع لطرد الدولة الإسلامية من الرقة. واتضح أن التقديرات كانت مفرطة في التفاؤل في ظل بقاء المتشددين بالمدينة لشهور حتى الآن.
وساهمت أساليب التنظيم مثل استخدام المدنيين كغطاء وشن هجمات مضادة من أنفاق وإطلاق نيران القناصة وعدد لا حصر له من الشراك الخداعية في إبطاء تقدم قوات سوريا الديمقراطية.
وقال بابل “أصيب كثير بجروح خاصة بنيران القناصة. قناصة داعش يصوبون في الغالب بغرض الإصابة وليس القتل حتى يستهدفون أي شخص يأتي لإنقاذ الرفيق الجريح”.
وكشف مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية يعاني من صدمة في قاعدة قريبة الأسبوع الماضي عن جروح في وجهه نتيجة ارتداد رصاصة قناص.
وقال المتحدث الأمريكي ديلون والمقاتل بابل إن بعض مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية استسلموا.
وقال بابل “منذ أيام فر مقاتل سعودي وسلم نفسه. الأشخاص الذين يسلمون أنفسهم يكون لديهم عائلات في الغالب”.
وأضاف أن استجواب المتشددين الذين استسلموا كشف عن أن التنظيم حفر نفقا بين المستشفى والملعب.
وقال ديلون إن عددا من متشددي وقادة التنظيم استسلموا في الأسابيع الأخيرة موضحا أنه “اتجاه متزايد”.
وعلى الخطوط الأمامية، قال مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية إن المعنويات مرتفعة. وبعث أحد المقاتلين بموسيقى شعبية لوحدات أخرى عبر جهازه اللاسلكي.
وقال بابل “نأمل أن ننتهي قريبا”.