اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

السعودية: ثلاث خطوات للسلام في اليمن وإيقاف الحرب بيد الحوثيين

خلّص مقال لـ”عبدالله المعلمي” الممثل الدائم للسعودية في الأمم المتحدة إلى أنَّ الحوثيين أمام خيارين اثنين يجب اختيار أحدهم، بين كونهم جماعة “ميليشيا” خارجة عن القانون أو حزباً سياسياً مشروعاً. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
خلّص مقال لـ”عبدالله المعلمي” الممثل الدائم للسعودية في الأمم المتحدة إلى أنَّ الحوثيين أمام خيارين اثنين يجب اختيار أحدهم، بين كونهم جماعة “ميليشيا” خارجة عن القانون أو حزباً سياسياً مشروعاً، مشيراً إلى أن هناك ثلاث خطوات للسلام في اليمن التي تعصف بها الحرب الطاحنة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وأضاف المعلمي في المقال الذي نشره في صحيفة “نيويورك تايمز”، “إذا اختاروا الخيار الثاني، فسيكون لهم مكان على طاولة المفاوضات وفي الحكومة. ويمكنهم الاعتراض على الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة. ولكن في الوقت نفسه، سيتعين عليهم الانسحاب من صنعاء، وتسليم أسلحتهم الثقيلة إلى الجيش الوطني والمشاركة بجدية في المفاوضات التي تؤدي بالانتقال السلمي إلى حل سياسي ليمن موحد”.
وأشار المعلمي، في مقاله بعنوان: “أمر وقف حرب اليمن بيد المتمردين (الحوثيين)” إلى أنَّ الشهر الماضي شهد الذكرى الثالثة للحرب في اليمن. في سبتمبر / أيلول 2014، تخلت جماعة الحوثي عن عملية سياسية انتقالية في اليمن ترعاها دول مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة. وقد بدأت الوساطة بعد أن أطاحت انتفاضة عام 2011 بالرئيس علي عبد الله صالح الذي حكم اليمن بقبضة حديدية منذ اكثر من ثلاثة عقود.
 
احتجزوا هادي “رهينة”
وتابع: “وبدلا من مواصلة المشاورات، اجتاح المتمردون عمران، وهي مدينة في شمال غرب اليمن، واحتلوا العاصمة صنعاء. واحتجزوا خليفة صالح، الرئيس عبد ربه منصور هادي “رهينة” وتولوا مهام الحكومة بشكل فعال.
وأضاف المعلمي في مقاله، الذي ترجمه “يمن مونيتور”، عندما تمكن الرئيس هادي من الفرار من أجل حياته، طارده المتمردون إلى عدن، وأجبروه في نهاية المطاف على التماس اللجوء والمساعدة من المملكة العربية السعودية. وبعد ستة أشهر، في آذار / مارس 2015، بدأ ائتلاف من عِدة دول بقيادة المملكة العربية السعودية عمليات عسكرية بهدف استعادة الحكومة الشرعية اليمنية وإعادة فتح مفاوضات سلمية بينه والحوثيين.
وقال: “بعد شهر، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 2216 الذي يدعو إلى استعادة حكومة الرئيس هادي، وانسحاب القوات الحوثية من صنعاء وغيرها من المدن، وتسليم جميع الأسلحة الثقيلة إلى الجيش اليمني. ودعا القرار أيضا إلى استئناف العملية السياسية الانتقالية.
وتابع: “بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحالة في اليمن مروعة. في مواجهة الإدانة العالمية في القرار 2216، ومع الكوليرا والمجاعة التي تسبب معاناة لا يمكن تصورها على الشعب اليمني، لا يزال الحوثيون وحلفاؤهم، المدعومين من إيران، مُتَحدِين ويصرون على الاحتفاظ بسيطرتهم غير المشروعة على السلطة”.
 
توقف جهود السلام
وأضاف: “ولا تزال الجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد من أجل إحلال السلام واستئناف المرحلة الانتقالية التي بدأت في عام 2011 متوقفة. ولا يزال المدنيون يتحملون وطأة الحرب. وبينما تمارس قوات التحالف أقصى قدر من اليقظة في حملتها الجوية، فلابد من حدوث أضرار جانبية، مما يزيد من حدة المشاكل الناجمة عن المجاعة والكوليرا. وفي الوقت نفسه، يواصل الحوثيون قصفهم المتواصل للأهداف المدنية، وتجنيد الأطفال، وهجماتهم الصاروخية المتكررة على الأراضي السعودية”.
وقال المعلمي إنه وفي جميع أنحاء العالم، يسأل الناس المعنيين والصادقين: ماذا لو سكتت المدافع في اليمن؟ ألا يسعدنا جميعا أن السلام قد ساد في هذه الأرض البائسة؟
وأجاب بالقول: “أتمنى أن أقول نعم، ولكن هذا السؤال يفترض أول ثلاث فوضى في اليمن. إذا تم تنفيذ وقف إطلاق النار في اليمن، دون قيد أو شرط، وإلى أجل غير مسمى، فإنه سيعزز بشكل فعال التقسيم الفعلي لليمن. سيكون لدينا نظام ثيوقراطي على غرار إيران في الشمال، مع ميليشيات من حزب الله تحمل زمام السلطة. هذا الجزء من اليمن سيكون معزولا، على خلاف مع المملكة العربية السعودية، أكبر جار لها. وفي جنوب اليمن، ستتولى حكومة ضعيفة السلطة، مما يعطي تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية فرصة للتوسع والتجذر. وسيحرم هذا الجزء من اليمن من الموارد الطبيعية والبشرية التي يقع معظمها في الشمال. وهذه ليست وصفة للسلام المستدام. إن وقف إطلاق النار بدون التنفيذ الكامل للقرار 2216، الذي يهدف إلى إقامة الديمقراطية في اليمن الموحد اتحاديا، لن يكون إلا استراحة قبل اندلاع مرحلة أكثر عنفا من الصراع”.
 
ماذا لو اجتمعت الأطراف على طاولة؟!
وفي تساؤل آخر يجيب عنه المعلمي: ماذا لو اجتمعت جميع الأطراف وجلست حول طاولة للتفاوض على حل خلافاتهم؟ ألن يكون ذلك لطيفا؟ بالطبع؛ ومع ذلك، فإن هذه المغالطة الثانية تتجاهل حقيقة أننا لم نعاني من نقص في المحادثات. لقد أجرينا محادثات مباشرة، ومحادثات غير مباشرة، ومحادثات عامة، ومحادثات خاصة، ومحادثات في اليمن، في السعودية، عمان، في سويسرا، ولأكثر من 100 يوم في الكويت. لقد أجرينا الكثير من المحادثات. وكان العنصر المفقود في كل هذه الإرادة السياسية من جانب الحوثيين لتقاسم السلطة، وتسليم الأسلحة الثقيلة والانسحاب من العاصمة والمدن الرئيسية الأخرى.
وقال إنَّ الحوثيين، لسوء الطالع، يسترشدون بالمعتقدات الصوفية-الشيعية- بأن السلطة يجب أن تحتفظ بها سلالة معينة. ومن المعتقد نفسه أن مرتكزات القوة في يد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران والتي جلبت الحوثيين للحرب ست مرات في العقد الماضي ضد الحكومة المركزية اليمنية.
وتابع أنَّ: المغالطة الثالثة هي الافتراض بأن اليمن مصاب بالكوليرا ومهدد بالمجاعة. نعم، هناك الكوليرا، ونعم هناك ظروف تشبه المجاعة؛ لكنها تتركز في منطقة، لا تزيد عن 20 في المئة من الأراضي اليمنية، التي يسيطر عليها الحوثيون. والمشكلة الرئيسية أنَّ ذلك ناتج عن فشل الإدارة والتوزيع أكثر من نقص في المعونة والإمدادات الإنسانية المتاحة. يرفض الحوثيون استخدام جميع الموانئ المتاحة هناك أو الطرق لنقل المساعدات. بل إنها توقفت عن دفع مرتبات الأطباء والممرضات وموظفي الخدمة المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
 
ثلاث خطوات للسلام في اليمن
ويعطي المعلمي إجابة إلى أين يفترض بالجميع الذهاب من أجل إحلال السلام المستدام في اليمن. وقال إنَّ هناك حاجة إلى ثلاث خطوات بسيطة. إذ يتعين على المجتمع الدولي أن يصر على التنفيذ الكامل والفوري للقرار 2216. ويجب على إيران الامتناع عن توريد الأسلحة والذخائر للحوثيين. ويجب منح المساعدات الإنسانية وصولا غير مقيد إلى جميع أنحاء اليمن، كما ينبغي منح إمكانية الوصول لآلاف المتطوعين الذين هم على استعداد للمخاطرة بحياتهم لإنقاذ حياة الشعب اليمني الأبي الذي يعاني منذ أمد بعيد.
واختتم مقاله بالقول: “إن الطريق إلى السلام في اليمن واضح. يجب على الحوثيين الاختيار بين كونهم جماعة ميليشيا خارجة عن القانون أو حزبا سياسيا مشروعا. وإذا اختاروا الخيار الثاني، فسيكون لهم مكان على طاولة المفاوضات وفي الحكومة. ويمكنهم الاعتراض على الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة. ولكن في الوقت نفسه، سيتعين عليهم الانسحاب من صنعاء، وتسليم أسلحتهم الثقيلة إلى الجيش الوطني والمشاركة بجدية في المفاوضات التي تؤدي بالانتقال السلمي إلى حل سياسي ليمن موحد”.
المصدر الرئيس
It’s Up to the Rebels to Stop Yemen’s War

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى