اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

(انفراد) سفير اليمن في واشنطن: حان السلام في زمن الكوليرا والحل أقرب مما يعتقد كثيرون

نشرت صحيفة “ذا هيل” الأمريكيَّة مقالاً لسفير اليمن لدى واشطن أحمد عوض بن مبارك، وقال: حان الوقت لـ”السلام في زمن الكوليرا”. مشيراً إلى أنَّ الحل في البلاد أقرب مما يعتقد كثيرون.

يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
نشرت صحيفة “ذا هيل” الأمريكيَّة مقالاً لسفير اليمن لدى واشطن أحمد عوض بن مبارك، وقال: حان الوقت لـ”السلام في زمن الكوليرا”. مشيراً إلى أنَّ الحل في البلاد أقرب مما يعتقد كثيرون.
وفي مقدمة مقاله الذي يترجمه “يمن مونيتور” قال بن مبارك: إنه وفي عام 1985، أثّر الكاتب الكولومبي “جابرييل جارسيا ماركيز” في العالم بروايته الشهيرة «الحب في زمن الكوليرا»، وهي أحد أعظم الأعمال الأدبية التي كُتبت. وبعد ثلاثة عقود، وبينما يدمّر الصراع “بلدي الحبيب” ويساهم في تفشي الكوليرا؛ حان الوقت الآن لـ”السلام في زمن الكوليرا”.
وأضاف بن مبارك: ” ومع ذلك لا يمكن أن يكون السلام المشار إليه خيالًا مليئًا بالوعود الفارغة والأهداف المراوغة؛ يجب أن يكون بناءً صادقًا مشبعًا بأهداف وآمال ملموسة، ولا يمكن ترك السلام في اليمن يموت كضحية للكوليرا؛ وخلافا للعديد من ضحايا هذا المرض، فإن سُبل الحل المُنصف متاح لجميع الأطراف”.
وأشار إلى الدبلوماسي إلى اليمني إلا أنَّ بلاده متورطة بصراع يتأثر، مثل كثير من البلدان اليوم، بمحيطه، فضلا عن دينامياته الداخلية. وسواء كانت قرارات الأمم المتحدة والإشارات التي بعث بها المجتمع الدولي، أو تدخل التحالف العربي الذي استجاب لنداء الرئيس هادي، أو التمويل والدعم الإيراني للحوثيين، أو انهيار تحالف الحوثي/ صالح وحتما المواجهات بينهما بعد ذلك، كلها وما زالت تحدد مسار الصراع، للأفضل أو للأسوأ”.
“لذلك؛ من الضروري التراجع والنظر إلى الصورة الكبرى، وتوضيح نقاط حاسمة قبل محاولة تقديم أي حلول طويلة للصراع الذي طال أمده”. كما يقول بن مبارك.
وعدد بن مبارك ثلاث نقاط وصفها بالحاسمة قبل تقديم أي حلول للأزمة اليمنية.
 
أولا: اليمن ليس سوريا
وقال: يرى البعض أنّ حل أزمة اليمن معقّد مثل سوريا؛ لكنّ اليمن مختلف تماما، مستفيداً إلى حد ما من مزايا نظام تعدد الأحزاب منذ عام 1990، وكانت هناك صحافة حرة في الماضي، وأكثر من ذلك بعد ثورة الشباب عام 2011 حتى استولت مليشيا الحوثي وصالح على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014. أيضاً ما يزال المجتمع الدولي متحد على اليمن ويدعم حكومة الرئيس هادي، واتخذت الأمم المتحدة قرارات عديدة تتناول الصراع.
وأضاف بن مبارك وهو الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني اليمني السابق: والأهم من ذلك، أن اليمن لديها خارطة طريق – مبادرة مجلس التعاون الخليجي – لم تكن فقط في مرحلة التنفيذ عندما وقع الانقلاب، ولكن تمت الموافقة عليها وأيدها أيضا في استفتاء شعبي في عام 2012، بإجراء آخر انتخابات في اليمن. وعلاوة على ذلك، فإن نتائج مؤتمر الحوار الوطني، التي أدت إلى صياغة دستور جديد من ممثلين من طائفة واسعة من المجتمع اليمني على جميع المستويات، بما في ذلك الحوثيون.
 
ثانيًا: الصراع في اليمن ليس طائفيًا في طبيعته، على الأقل ليس بعد.
وفي هذه النقطة قال بن مبارك: “على مدى قرون، كان الإسلاميون المتعايشون في اليمن “الزيديون والشافعيون”، ولم يكن هناك انقسام سني شيعي على عكس أماكن أخرى في المنطقة. إضافة إلى ذلك، يصلي الزيود الشوافع دائمًا في المسجد نفسه، تزوجا وتعايشا وغاب التنافس الطائفي. لم يبدأ الأمر إلا بعد انقلاب صالح والحوثيين؛ فبدأ النزاع الطائفي يتبلور، وإذا استمرت الحرب أكثر من ذلك فلن نفلت منها. ومع ذلك، إذا استمرت الحرب، فإن هذا التنافس الوليد سيغير طبيعة الصراع، وبعد ذلك سيكون قد فات الأوان لعكس مساره”.
 
ثالثًا: الحل أقرب مما يعتقد كثيرون
أما في النقطة الثالثة فقد أشار بن مبارك في مقاله الذي “ترجمه يمن مونيتور” إنَّ جميع الأطراف في اليمن اتفقت على “ثلاثة مرجعيات” للسلام أقرّها المجتمع الدولي؛ أولًا: مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، ثانيا: نتائج مؤتمر الحوار الوطني، ثالثًا: قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرار 2216. وشكّلت هذه الإشارات إطارا لثلاث جولات من محادثات السلام (2015-2016) تحت رعاية الأمم المتحدة وبرعاية 18 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وأضاف: أثناء محادثات السلام التي عقدت في الكويت واستمرت 115 يوما، كان الحل في متناول اليد؛ حيث تمكن مبعوث الأمم المتحدة “إسماعيل ولد الشيخ أحمد” بمهارة من التوصل إلى خطة تعالج قضايا جميع الأطراف ومخاوفهم؛ فاقترح أن تُناقش الترتيبات الأمنية والجانب السياسي على حد سواء، وأن يُتفق عليهما بصفتهما صفقة، وهو شرط مسبق وضعه الحوثيون، وأن يُنفّذ (الأمني) الأول قبل الأخير(السياسي)، وهو الذي يرضي الحكومة، ووافقت عليه دون تحفظات؛ لكنّ الحوثيين تراجعوا كما فعلوا دائماً في الماضي.
 
المسار الصحيح؟
وتابع بن مبارك بعد أنَّ سرد الثلاث النقاط إلى نقطة إلى الإجابة عن تساؤل: إذًا؛ كيف نعود إلى المسار الصحيح؟
وقال: نحن بحاجة أولاً إلى عقد جولة جديدة من محادثات السلام. والحكومة مستعدة وداعمة دائما لجهود السلام التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة. لكن السؤال الآن: كيف يمكن إقناع الحوثيين بأن الوقت قد حان للمشاورات؟
وأضاف: ولكي يقوم مبعوث الأمم المتحدة بإقناع الحوثيين بنجاح بالعودة إلى طاولة المفاوضات، ينبغي أن يبدأ الحوار حول إعادة تنشيط لجنة التهدئة والتنسيق التي اقترحتها الأمم المتحدة ووافقت عليها جميع الأطراف. وقد شُكلت هذه اللجنة للتأكد من أن أي وقف لإطلاق النار في المستقبل سيكون مستداما؛ كان مندوبو الحكومة مستعدين للعمل ضمن اللجنة منذ إنشاءها، في حين يواصل الحوثيون التهرب من إرسالهم. بل إنها قصفت مبنى مكتب الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام.
وقال: يتعين على مبعوث الامم المتحدة مواصلة دفع اقتراحه الاخير حول مدينة وميناء الحديدة الذي قبلته حكومتنا وتجنب استخدام الخيار العسكرى. ولا يمكن السماح للحوثيين بالاستمرار في إساءة استخدام ميناء الحديدة؛ وتهريب الأسلحة، ونهب المساعدات، وبيعها في السوق السوداء.
وأشار إلى أنَّ فتح مطار صنعاء الدولي مجددًا يُعد بداية طيبة أخرى، و”الأمر برمته في أيدي الحوثيين وحلفائهم. وأوضحت الحكومة مرارًا أنها لا تعترض على إعادة فتح مطار صنعاء؛ بشرط السماح للمسؤولين في المطار وموظفيه بالعودة إلى مزاولة وظائفهم تحت إشراف الأمم المتحدة. ولن تسمح الحكومة للمليشيات أن تصبح بديلًا لإدارة مدنية دولية”.
وقال: “بدون الضغط على الحوثيين والرئيس السابق صالح، لن يكون هناك سلام أبدًا”.
وأبدى أمله “أن يسود السلام وأن يعود اليمنيون مرة أخرى إلى الحرية في بلدنا الحبيب. على مر التاريخ، تبدأ الصراعات وتنتهي، بطريقة أو بأخرى، والصراع في اليمن لا يختلف؛ وسوف ينتهي في يومٍ ما”.
كما أبدى أمله في نهاية مقاله أنَّ “يأتي هذا اليوم قريباً من أجل سلامٍ مستدام”.
المصدر الرئيس
What it will take to make peace in Yemen

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى