(انفراد) بعد اجتماعات زعماءها في بروكسل.. هل تكون القبلية مفتاح الحل في اليمن؟!
حسب مصادر تحدثت لـ”يمن مونيتور” فقد اجتمع نحو 30 شخصاً من زعماء القبائل في اليمن، في بروكسل، منذ 12 سبتمبر/أيلول الجاري مع مسؤولين أوروبيين معنيين بالملف اليمني. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
أسبوع من المناقشات بين زعماء القبائل اليمنيين بين رجال قبائل وباحثين ومسؤولين في بروكسل، برعاية الاتحاد الأوروبي، ربما تلّخص حلاً يجعل الوساطة القبلية مفتاحاً للحل في اليمن.
وحسب مصادر تحدثت لـ”يمن مونيتور” فقد اجتمع نحو 30 شخصاً من زعماء القبائل في اليمن، في بروكسل، منذ 12 سبتمبر/أيلول الجاري مع مسؤولين أوروبيين معنيين بالملف اليمني.
وقالت المصادر إنَّ اتفاقاً بين هؤلاء القبائل على عدم الحديث بنتائج الاجتماعات التي عقدت على مدى أسبوع كامل، وشارك في ندوات خارجية، باحثين ومسؤولين سياسيين.
ويأتي ذلك بعد زيارة قامت بها سفيرة الاتحاد الأوروبي في اليمن أنطونيا كافالو التي قامت بزيارتها الأولى إلى صنعاء نهاية أغسطس/آب الماضي.
مبادرة قبلية
المؤتمر تحدث عن مبادرة قبلية -مجتمعية لحل الأزمة في اليمن، وقال الشيخ القبلي البارز محمد حسين المقدشي (موالِ لـ”صالح”) في بيان، تلقى “يمن مونيتور” نسخة منه، إنَّ سفيرة الاتحاد الأوروبي في اليمن سلمته رسالة من الاتحاد الأوروبي تفيد برغبة الاتحاد رعاية ودعم وساطة قبلية وإعلان مبادرة قبلية لحل الخلافات الداخلية وإيقاف الحرب.
وأوضح أنه تم اختياره للقيام بإعداد مبادرة وعرضها على الاتحاد الأوروبي، وانه قام بعقد عدة لقاءات واتصالات مع السفيرة حتى تم التوصل إلى صيغة نهائية لمبادرة هدفها الرئيس حل الخلاف الداخلي وإنهاء جميع الصراعات.
وأضاف أنه عقد عدة لقاءات مع كافة الأطراف في الداخل وطرح المبادرة عليهم إلى أن تم إقناع الجميع بالمبادرة.
واتهم الشيخ القبلي، المملكة العربية السعودية برفض هبوط طائرة للاتحاد الأوروبي كانت ستقلهم إلى المؤتمر في بروكسل.
لكن يبدو أنَّ الشيخ محمد المقدشي بعث أحد أقاربه في الخارج لحضور هذا المؤتمر كما تشير صحيفة “ليبرسون” الفرنسية حسبت تقرير نشرته في (15 سبتمبر/أيلول الجاري) اطلع عليه “يمن مونيتور”.
والتقت محررة الشرق الأوسط بالصحيفة الفرنسية “هالة كودماني” بالزعيم القبلي عبدالكريم المقدشي التي قالت إنه مرَّ بباريس بعد اجتماعات في بروكسل، ونقلت عنه قوله “إذا كان الصراع السوري معقدا فإن الصراع في اليمن مبهم وغير مفهوم كليا”، وقالت الصحيفة إنه يعمل جاهداً على إقناع الأوروبيين بأن مفتاح الحل في الوساطات القبلية.
وقال المقدشي إنَّ مصائب البلاد عائدة إلى “جهل جميع القوى الإقليمية والدولية بكيفية سير المجتمع اليمني”.
ويأتي ذلك في وقت لا يزال المأزق العسكري والسياسي قائما بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على معظم النصف الشمالي من البلاد، وقوات الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، والتي تقيم في عدن، ويدافع عنها التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ أكثر من عامين.
ويرى المقدشي في حديثه للصحيفة الفرنسية أنَّ إشراك القبائل اليمنية ذات النفوذ في البحث عن نهاية لهذه الحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من 8400 شخص منذ عام 2014، يمكنه أن يجعل حدا لهذا الصراع الدامي أكثر من أي مفاوضات أخرى ترعاها الأمم المتحدة.
لقد تم وقف المحادثات الدبلوماسية بقيادة الأمم المتحدة. وقال المقدشي إنَّ هذا الصراع مستمر لأنه بين: زعماء القبائل الذين أيدوا هذا الطرف أو ذاك دون أن تكون لهم أيدولوجية أو انصياع لمرجعية معينة. معتقداً أنَّ من الممكن النجاح في تفكيك الوضع في البلاد من خلال إشراك القبائل المؤثرة التي تمثل 80٪ من السكان اليمنيين.
القبائل كميسرين
وقدم المقدشي للصحيفة الفرنسية عِدة أمثله على نفوذ القبائل بالوساطات الناجحة التي قامت بها بعض القبائل في السنوات الأخيرة بما فيها تلك التي تمت مع تنظيم القاعدة، إذ تفاجأ اليمنيون عام 2012 بإعلان أحد زعماء القبائل المحليين إمارة إسلامية في محافظة البيضاء، لكنه عاد في إعلانه بعدما أمهلته القبائل يومين تشاور خلالهما مع قادة القاعدة فقبلوا طلبه، لأنه حتى “تنظيم القاعدة يحرص على تجنب استفزاز القبائل وسكان المناطق الخاضعة لسيطرته”.
دون التظاهر بعقد المفتاح السحري للحل، تقدم القبائل اليمنية نفسها كمسهله لا يمكن تجنبها بمجرد التمكن من التحدث إلى جميع الجهات الفاعلة على الأرض. خصوصا أن ” أفراد نفس القبيلة يقاتلون أحيانا في معسكرين معاكسين “، كما يقول الشيخ عبد الكريم. واضاف “ان الأوروبيين يمكن أن يضغطوا على دول المنطقة كما أنهم سيقدمون وعودا لحل إنساني وإنمائي يحتاج اليه الشعب اليمني “.
ممثلين عن الجنوب
أما جنوباً فقد تحدث الشيخ صالح بن فريد العولقي عضو هيئة رئاسة ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي خلال المؤتمر، وأشار في صعيد حل الأزمة اليمنية إلى ضرورة إنهاء الانقلاب وإعادة السلطة الشرعية وتسليم الأسلحة، والإيقاف الفوري لإطلاق النار. واعتماد الحوار والتفاوض أسلوبا وحيدا لحل الخلافات والنزاعات اليمنية بإشراف الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي. وكانت كلمة العولقي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه الإمارات ويعارض الحكومة الشرعية في المحافظات الجنوبية (المحررة).
وفي صعيد القضية الجنوبية طلب العولقي حواراً بين الشمال والجنوب، واستعادة الدولة إلى ماقبل 1990م. و”توفير الحماية الدولية الإنسانية لشعب الجنوب وانسحاب أي قوات شمالية من المناطق الجنوبية، لخلق مناخ سياسي ملائم”.
ومع مرور يوم على عودة زعماء القبائل إلى منازلهم والأماكن التي جاؤوا منها، لم تعرف نتائج تلك الاجتماعات مع الأوروبيين أو بين القبائل أو فحوى المبادرة التي تقدمت بها القبائل وتم التوافق عليها. لكن المصادر التي تحدثت لـ”يمن مونيتور” تشير إلى أنَّ القبائل اتفقوا على أنَّ رجالهم يقتلون كل يوم في الجبهات في وقت يعكف السياسيون على تبادل المناورات، وأن الاتحاد الأوروبي يذهب نحو تقديم مبادرة القبائل بصيغتها المجتمعية وأن نتائج المشاورات “كانت طيبة” وستؤتي ثمارها في فترة قريبة.