منظمة تتهم التحالف بالتهرب من المساءلة في اليمن
اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اليوم الجمعة أعضاء التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن بالسعي للتهرب من تجنب المسؤولية القانونية الدولية برفضهم تقديم معلومات عن دورهم في غارات جوية تقول إنها غير قانونية.
يمن مونيتور/ صنعاء/ متابعة خاصة:
اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اليوم الجمعة أعضاء التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن بالسعي للتهرب من تجنب المسؤولية القانونية الدولية برفضهم تقديم معلومات عن دورهم في غارات جوية تقول إنها غير قانونية.
وأضافت المنظمة أنها راسلت التحالف وأعضاءه الحاليين والسابقين لتحثهم على تقديم معلومات عن تحقيقاتهم في انتهاكات قوانين الحرب ونتائجها، كما يقتضي القانون الدولي ولم يرد أي منهم.
وأوضحت مديرة قسم الشرق الأوسط بالمنظمة قالت سارة ليا ويتسن أنه “لا يُعقل أن يعلن التحالف أن تحقيقاته ذات مصداقية بينما يرفض الإعلان عن المعلومات الأساسية، مثل الدول التي شاركت في الهجوم وإذا كان أي شخص خضع للمساءلة”.
وأضافت: “لا يمكن لأي عضو في الائتلاف ادعاء نظافة كفه في اليمن حتى يعترف جميع أعضائه بالهجمات غير القانونية التي شاركوا فيها. لا يُعقل أن يعلن التحالف أن تحقيقاته ذات مصداقية بينما يرفض الإعلان عن المعلومات الأساسية، مثل الدول التي شاركت في الهجوم وإذا كان أي شخص خضع للمساءلة”.
وأوردت “هيومن رايتس ووتش” تفاصيل هجوم جوي ضرب حيا سكنيا في العاصمة اليمنية صنعاء في آب/أغسطس عبر روايات اثنين من أهالي ضحاياه الذين بلغوا 16 شخصا من بينهم سبعة أطفال.
وقالت المنظمة نفّذ التحالف آلاف الضربات الجوية في اليمن منذ مارس/آذار 2015، بينها عشرات الغارات بدا أنها انتهكت قوانين الحرب، وقد يكون بعضها جرائم حرب، ومع ذلك امتنع الفريق المشترك وأعضاء التحالف عن تقديم المعلومات أو قدموا معلومات غير كافية عن دور قوات بلدان معينة في الهجمات غير المشروعة المزعومة.
وأعرب “فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن”، الذي أنشأه مجلس الأمن، عن قلقه في يوليو/تموز، من أن أعضاء التحالف “يسعون إلى الاختباء خلف كيان التحالف لحماية أنفسهم من مسؤولية الدول عن الانتهاكات التي ترتكبها قواتهم… قد تؤدي محاولات “تحويل” المسؤولية بهذه الطريقة من الدول الفردية إلى التحالف الذي تقوده السعودية إلى مزيد من الانتهاكات التي تحدث دون عقاب”. أفادت مجلة “فورين بوليسي” بعد شهر أن مسؤولين أمريكيين قالوا إنه بدلا من النظر إلى التحالف بأكمله ككيان واحد، على الأمم المتحدة أن تحدد البلدان المسؤولة مباشرة عن الفظائع في “قائمة العار” السنوية للانتهاكات ضد الأطفال. نفى مسؤول أمريكي هذا التصريح.
ومن جانبه قال التحالف بقيادة السعودية إنه نفذ الهجوم، لكنه أكد أن الخسائر في صفوف المدنيين كانت نتيجة “خطأ تقني”، وأنه كان يستهدف “موقعا عسكريا مشروعا”، حسب تصريحات المتحدث باسم التحالف تركي المالكي.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين الحوثيين والقوات الحكومية التي يدعمها التحالف بقيادة السعودية. وسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في أيلول/سبتمبر من العام نفسه.
وبدأت السعودية تحالفا عسكريا في اليمن في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في البلاد.