غير مصنفمنوعات

حلاوة القباطي الشهيرة “ماركة” يمنية تاريخية قد تغزو العالم

ما إن يسمع أي يمني باسم القبيطة أو القباطي حتى يتبادر إلى ذهنه الحلويات الشهيرة التي أسسها الحاج علي سعيد القباطي، قبل نحو 75 عاماً.

 يمن مونيتور/الخليج اونلاين
ما إن يسمع أي يمني باسم القبيطة أو القباطي حتى يتبادر إلى ذهنه الحلويات الشهيرة التي أسسها الحاج علي سعيد القباطي، قبل نحو 75 عاماً.
علي سعيد، الذي توفي في مايو 2012، عن عمر ناهز أكثر من 90 عاماً، عُرف في اليمن بملك الحلوى. بدأ في فترة كانت البلاد حينها مُنشطرة، وترزح تحت الاستعمار البريطاني جنوباً، والأئمة شمالاً.
آنذاك أسس الحاج علي سعيد معملاً صغيراً أسماه “القباطي”، قبل أن ينتعش في تجارة الحلويات، خاصة في فترة ما بعد الوحدة عام 1990، ليبلغ عدد فروعه التجارية 18 محلاً في أنحاء اليمن، وهو ما أوضحه الراحل القباطي في مقابلة قديمة للتلفزيون اليمني الرسمي.
“الآثار المصرية”.. تاريخ لا يتوقف عن النزيف
انطلاقة علي سعيد القباطي كانت في مدينة الراهدة بتعز، قبل أن يتّخذها أبناء مديرية القبيطة المجاورة التابعة لمحافظة لحج منطلقهم لصناعة الحلويات، لينتشروا بعد ذلك في منطقة العند، وكذلك الحوطة بلحج، وبقية محافظات البلاد.
– ماركة شعبية
وينحدر نسب ملك الحلوى علي سعيد من مديرية القبيطة التابعة لمحافظة لحج جنوب اليمن، بعدما كانت تتبع محافظة تعز قبل الوحدة اليمنية، ويبلغ عدد سكانها 26558 نسمة، وفقاً لتعداد عام 2004.
لم تكن محلات علي سعيد الوحيدة التي حملت الاسم نفسه “القباطي”؛ فالمنافسون برزوا وأسسوا محلات ومعامل جديدة، لكنها حملت اسم القباطي أيضاً، ليتجسد هذا الاسم كماركة شعبية مسجّلة للحلويات اليمنية اللذيذة؛ نظراً للخبرة الطويلة والعريقة للقباطي في هذه الصناعة.
ولأن الأمر في اليمن متاح لتسجيل الاسم التجاري نفسه في ظل هشاشة القانون على مدى العقود الماضية، فقد ساعد ذلك في ارتباط الاسم بمحلات الحلويات، إلا فيما ندر، وهي حالة عُرفت في اليمن مع عدد من الأعمال التجارية، فالمطاعم تحمل في الغالب اسم الشيباني، ومحلات الدجاج المشوي تحمل اسم الحرازي، وهكذا.
– مقصد للزوار
اتخذ أبناء القبيطة من منطقتي الراهدة والعند تجمّعين لتسويق أجود أنواع الحلويات، فبالقرب من قاعدة العند الجوية الاستراتيجية ستجد أكبر تجمّع لمحلات الحلويات المتشابهة بمحتواها وإنتاجها.
يقول عبد الواحد القباطي، في حديثه لـ “الخليج أونلاين”: إن “تجمّع الحلويات في العند أصبح مقصداً للزوار الراغبين بشراء الحلويات من اليمنيين والأجانب (حينما كانت هناك حركة سياحية في البلاد)، الذين يحرصون على شراء الحلويات القباطية وحملها إلى مناطقهم وبلدانهم كهدايا لأسرهم”.
وكأسلوب تسويقي يسمّي أبناء القبيطة العاملون في الحلويات بشارع العند محلاتهم بأسماء العواصم ودول خليجية وعربية؛ على غرار (قطر، الإمارات، أبوظبي، دبي، الرياض، البحرين، بغداد).
– أنواع متعددة
ووفقاً لعبد الواحد، فإن الأمر توسّع إلى تصدير هذه الحلويات إلى دول الخليج وبعض بلدان العالم، بل إن عدداً من أبناء القبيطة المغتربين في الخليج أسسوا معامل ومحلات لإنتاج الحلويات القباطية اليمنية، ولا توجد أي أرقام مسجلة حول حركة الإنتاج والتصدير.
يعترف عبد الباسط، من أبناء مدينة القبيطة، الذي يدير معملاً للحلويات في صنعاء، أن حلويات علي سعيد احتفظت بنكهة خاصة، وأن بقية المحلات رغم أنها حملت الاسم نفسه لم تتمكن من إنتاج الجودة واللذة نفسها.
 
ويعدد عبد الباسط أبرز أنواع الحلويات القباطية؛ وأشهرها “الهريسة، والخلطة، والشبح، والنارجيل، واللبن، والديش، والعرائسي، والصوري، بالحليب، بجوز الهند، أبو بقرة، بالشوكلاتة، الجرد”.
– مهنة رئيسة
وفي حديثه لـ “الخليج أونلاين”، قال عبد الباسط إن عدداً من أبناء القبيطة وجدوا ضالّتهم في تجارة الحلويات التي أصبحت مهنتهم الرئيسة، وجنّبتهم رصيف البطالة المنتشرة على نطاق واسع في اليمن.
وتبقى صناعة الحلويات في اليمن مرتبطة بأبناء القبيطة، الذين توارثها بعضهم جيلاً بعد آخر، وأصبح اسم القباطي أشبه بماركة تجارية متميزة في صناعة الحلويات، منتشرة في كافة مناطق البلاد، فضلاً عن كونها تمثل مصدر رزق لمئات الأسر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى