اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

(ستراتفور) يقرأ تحولات تحالف (الحوثي/صالح).. الإنهاك وراء اتساع الهوه

قال معهد “ستراتفور” للدراسات الأمنية والمخابراتية الأمريكي، إن اتساع الهوه والتصدع المتزايد بين تحالف الحوثيين والرئيس اليمني السابق، “يمكن أن يؤدي إلى تعريض تمردهم -الذي طال أمده- إلى الخطر”. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
قال معهد “ستراتفور” للدراسات الأمنية والمخابراتية الأمريكي، إن اتساع الهوه والتصدع المتزايد بين تحالف الحوثيين والرئيس اليمني السابق، “يمكن أن يؤدي إلى تعريض تمردهم -الذي طال أمده- إلى الخطر”.
وأشار المعهد في تحليل، نشره الجمعة وترجمه “يمن مونيتور”، إلى التصريحات القوية من معسكر الحوثيينن المضطرب وأنصار مؤتمر الشعبي العام، جناح الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والتي قال إنها تشير إلى أن العلاقات في أدنى مستوى لها.
 
تحالف وضع اليمن في خطر
وقال “في العاصمة صنعاء، خرج أنصار “صالح” إلى الشوارع يوم 24 أغسطس / آب في معرض دعمهم للزعيم اليمني المخلوع. وقد حذرت وسائل الإعلام الحوثیة من حضور التجمع، وکانت ھناك بالفعل تقاریر عن أن الحوثیین ھدموا واعتدوا على صور وملصقات تابعة لصالح. وبعد خطاب قصير أدلى به صالح بنفسه، اندلع إطلاق نار متقطع، على الرغم من أن المؤتمر الشعبي العام ادعى أنها ذات طبيعة احتفالية”.
وتابع المعهد في تحليله: “لقد كان التحالف بين صالح والحوثيين على أرض صلبة في البداية. بعد استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية في أواخر عام 2014 بتعاون ناشئ بين المتمردين والموالية ل”صالح” حتى أوائل عام 2015، توقع الكثيرون أن تنهار العلاقة بينهما، وخاصة بالنظر إلى أن الجانبين تقاتلا في السنوات السابقة. ولكن بدلا من ذلك، حققت القوة سيطرة ومكاسب ضخمة في الشمال، باستخدام القوة الحوثية القتالية بالتعاون مع الأجهزة العسكرية التقليدية التي يديرها الموالين صالح. لقد كانت تركيبة قوية وضعت مصير اليمن الديمقراطي في خطر وأدت إلى عامين من القتال المكثف”.
 لقراءة المزيد.. كيف يقلب نزاع الحوثي/صالح أزمة اليمن رأساً على عَقب؟!
تحالف يزداد سوءاً
وقال المعهد إن “وضع المتمردين (الحوثي/صالح) يزداد سوءاً، إذ يضطر كل معسكر إلى النظر في مصالحه الأساسية، ما يزيد من اتساع الشقوق بين الحوثين وحزب “صالح” مع محاولات انقاذ ما يمكن إنقاذه”.
وما يزيد من تعقيد الأمور أن قوات التحالف -الإمارات والسعودية تحديداً- تقوم بتهيئة الظروف المواتية لدول الخليج المجاورة، ما يعني إعادة أحد أفراد أسرة “صالح” إلى منصب حكومي بناءً على عودة البرلمان الذي يعاد تشكيله في اليمن، ويسيطر صالح على أغلبية مقاعدة. وستأخذ هذه الخطوة أهمية أكبر عندما يصبح التحالف بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام أكثر هدوءا.
وتابع المعهد: “عندما كان الحوثيون والمؤتمر الشعبي العام منحازين كثيراً لبعضهم، كانت هناك مكاسب واضحة لكليهما. وقد استفاد الأول كثيرا من الفطنة الإدارية والسياسية في هذا الأخير. وبالإضافة إلى ذلك، فإن جزءا كبيرا من القوات المسلحة اليمنية قد فروا وأدوا باليمين إلى صالح، الذي وفر قدرة تقليدية على القتال”.
 لقراءة المزيد.. حزب صالح يعلن “إعادة تقييم الشراكة” والحوثيون يتوعدون
فوارق بين الحلفيين
مشيراً إلى أن حزب “صالح” استفاد بدوره من اجتياح الحوثيين لصنعاء إلى جانب أعدادهم الضخمة. إلا أن الأمر لم يستغرق وقتا طويلا لظهور نقاط الاحتكاك. وقد ساهم الحوثيون بعدد أكبر بكثير من مقاتلي خط المواجهة من حزب صالح، وهم مختلفون من الناحية المفاهيمية والتنظيمية عن الموالين صالح. حزب المؤتمر الشعبي هو حزب سياسي يمتد على نطاق واسع من المصالح العرقية والطائفية، ويحافظ على صلات قوية مع حكومات مجلس التعاون الخليجي التي تدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن. ويفخر الحوثيون في الحفاظ على روح المحارب الدينية وقدراتهم في الجبال، مما يجعلهم مرنين في ساحة المعركة ولكن أقل من ذلك على طاولة المفاوضات.
ويقول المعهد الأمريكي، في نهاية المطاف، أي خلل في التحالف سيكون ضارا للجانبين، على الرغم من أن الحوثيين في موقف أقل مواتاة وحظاً من صالح.  وسيضطرون إلى مواصلة القتال دون اللجوء إلى قدر كبير من السياسة، كما ستقلص قدراتهم العسكرية بدرجة كبيرة. غير أن بعض أنصار المؤتمر الشعبي العام يفضلون كثيراً التفاوض بشأن الخروج الناعم والحصول على مكاسب كجزء من تسوية مع الحكومة الانتقالية. معسكر صالح، حسب طبيعة مقاومة الضغوط الدولية للتنحي والصمود في خلال سنوات من الصراع أثبت أنه لا يزال قوة لا يستهان بها. الطبيعة الحوثية التي تقسم التحالف مع صالح ستجعل ذلك أحد الأسباب التي تجعل مجلس التعاون الخليجي قد يدعم خطة انتقالية تسحب المؤتمر الشعبي العام بالقرب من معسكره.
 لقراءة المزيد.. (حصري بالصور) فشل حوثي بحشد مؤيديهم إلى ساحات أطراف صنعاء
تحذير من خُطَّة إماراتية
لكن المعهد حذر من خُطَّة إماراتية قد تدفع لإعادة نجل “صالح” إلى السلطة، وقال المعهد: “إذا ظهرت خطة لعودة أحد أفراد عائلة صالح إلى الحكومة، سيكون من المهم أن ننظر إلى ابن الرئيس السابق، أحمد علي صالح”.
وقال إنه: “وعلى الرغم من أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستنظمها بدعم من مجلس التعاون الخليجي، فإن أي مجلس أو هيكل قيادي في المستقبل مع أحد أفراد عائلة صالح سيكون مثيرا للجدل. في جميع أنحاء اليمن، صالح لا يزال لديه العديد من الأعداء. لذلك فأي شخصية سياسية في اليمن في دور قيادي مثيرة للجدل الآن، لن تكون حلاً بطريقة أو بأخرى.
واختتم المعهد بالقول: “الهدف الرئيسي لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في حل الصراع إيجاد قيادة تمضي قدماً بالمفاوضات وكسر الجمود. ومن شأن هذه الخطوة أن تمكنهم من التركيز باهتمام أكبر على جهود مكافحة الإرهاب. وربما تكون قد وجدت للتو وسيلة”.
المصدر الرئيس:
The Cracks Begin to Widen in Yemens Weakened Rebellion

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى