كتابات خاصة

تلاميذ “عفاش” والشرعية

أحمد ناصر حميدان

غوى الشيطان البشري (عفاش) نخبا وحكم شعبا، ولعب في سياق عقود من سياسته الجهنمية على تناقضاته، حقنه بالسموم، محاولا تجريد المجتمع من القيم والمبادئ والأخلاقيات التي نهضت بالأمم في الماضي والحاضر غوى الشيطان البشري (عفاش) نخبا وحكم شعبا، ولعب في سياق عقود من سياسته الجهنمية على تناقضاته، حقنه بالسموم، محاولا تجريد المجتمع من القيم والمبادئ والأخلاقيات التي نهضت بالأمم في الماضي والحاضر، أصاب البعض بفيروسات الطائفية في الشمال والمناطقية في الجنوب، صنع شروخا اجتماعية و وطنية عميقة وجروح غائرة، 33 عاما من الظلم والقهر والاستبداد، من جور الماسي والآلام ظروفا قولبة البعض وسلبتهم حرية التفكير والاختيار، دفعتهم للكفر بالمشاريع الوطنية، وأحلام وطموحات الأمة، شيطان يصنع حالة من الغضب ويستثمرها، وما أسهل تسيير الغاضبين، المأزوم نفسيا أذا كره فجر وتعفن، من حيث يعلم أو لا يعلم يتحول لشاقي في مشروع هدم وتدمير أحلامه وطموحاته ومصالحه، أركان الدولة الوطنية، وأدوات  ألتحول المنشود والدولة الضامنة للمواطنة.

هذا هو سر بقاء ذلك الشيطان (عفاش) وحلفائه، أصاب بعضنا بدائه فأسرهم، وتحولوا لتلاميذ، بثقافة نحن أولى، فيمارسونها سلوكا، نهب وظلم وقهر، صورة من ذلك الشيطان، تلاميذ تفوقوا على معلمهم، ما لم يحتشدون معه يحشدون لصالحه.
لم يترك شي إلا وشوهه، افرغ القبيلة من شيمها وقيمها ودورها الاجتماعي المحترم، ليمتطيها حصان يتصدر فيه المشهد،  و بديلا سيئا للجماهير، مستثمرا طبيعتها التركيبية على أساس العرق والنسب، والمنطق الذي يجمعها على تطابق المواقف والخضوع لسلطة الشيخ أو المشايخ ما يجعلها كيانا تحشيديا غير منضبط فكريا ولا سياسيا ولا تقبل الديمقراطية والحرية وهي ليست اختيارية، منها يحشد وبها يعرقل، هي مصدر تكتلاته المناطقية والطائفية، وتفوق الهويات الصغيرة عن الهوية الوطنية، هي مصدر صراعاته وتخلف المجتمع  وأدوات الإعاقة، ومنها يستمد بقاءه وشرعيته , مع احترام مواقف الكثير منهم.
شرعيتنا التوافقية هي المسمار الأخير في نعش شرعيته ومستقبل حكمه الأسري، استهدفها مستهدفا الرئيس شخصيا، فتوافق معه حلفائه وتلاميذه في الشمال والجنوب معا في هجمتهم الشرسة ضد الشرعية وتمزيق صور الرئيس التوافقي في شوارع عاصمة الشرعية، وأمام النقاط الأمنية، والتحريض ضده إعلاميا وسياسيا وشعبيا، رافضين ومنقلبين معا ضد مخرجات الحوار الوطني.
عندما يشتد الظلام تشتد الحاجة للنور، وما أمسنا اليوم لنور العقل والقلب والنفس، لينير الحياة وما حولنا، التنوير هو هندسة للخروج من قصور عقولنا وأرواحنا وأجسادنا ذلك القصور من ظلام الطوائف والمذاهب والمرجعيات الدينية والأيدلوجية والهويات الصغيرة العرقية والسلالية والجغرافيا.
التنوير هو استرداد الإنسان لنوره الخاص الذي يضيء به حقائق الوجود ويحرر العقل من إعطابه  ليشمل نقد العقل لذاته , ليراجع المواقف والاختيار وفق المعطيات والبراهين، ليخرج من دائرة الغضب والتعصب والغلو والتصلب الذي يحصره في زاوية ضيقة، يحرق أوراقه الثمينة التي اكتسبها في حوار وطني حقق له ما لم يتحقق في سنوات من النضال، التنوير هو الإقلاع عن التقديس للزعامات والعزوف عن ترديد الأقاويل والشعارات الجوفاء وشغل الناس في الماضي.
هل نعمل بجد للمستقبل الخالي من ماسي الماضي مستفيدين من تجاربه وعبره، وتقييم  الذات والمواقف والاختيارات، لنكن مع مصالحنا وأحلامنا وطموحاتنا، في شرعية ترسي نظام ديمقراطي وإرادة جماهيرية حقه، يمكن أن نغير ونتبادل السلطة سلميا بسلاسة، ونقرر شكل وجوهر النظام السياسي والدولة بصندوق انتخابات لا بفوهة البندقية والمدفع.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى