اخترنا لكمتراجم وتحليلاتتقاريرغير مصنف

(انفراد) طموحات وأهداف الدور الصيني في اليمن.. غامض يمكن تفكيكه

كشفت مجلة ذا ديبلومات اليابانية المتخصصة في الشؤون الدَّولية عن دور الصين في أزمة اليمن ومستقبل دورها ومصالحها الاستراتيجية. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
كشفت مجلة ذا ديبلومات اليابانية المتخصصة في الشؤون الدَّولية عن دور الصين في أزمة اليمن ومستقبل دورها ومصالحها الاستراتيجية.
وأشارت المجلة في تحليل لـ” صموئيل راماني الباحث في العلاقات الدولية بكلية سانت أنتوني، جامعة أكسفورد”، إلى أنه: “في 13 يوليو 2017، أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا أن الحكومة الصينية نجحت في تسليم أول شحنة من المساعدات الإنسانية إلى مدينة عدن الساحلية الجنوبية. وتبلغ قيمة حزمة مساعدات الحكومة الصينية 22.5 مليون دولار من إمدادات الإغاثة الرامية إلى تحسين حالات نقص الأغذية في اليمن ومكافحة وباء الكوليرا المزدهر في البلاد”.
وقالت المجلة في نسختها الإنجليزية، ونقل التحليل للعربية “يمن مونيتور”: على الرغم من أن الصين مترددة في التدخل الدبلوماسي في اليمن، فإن المساعدات التي قدمتها الحكومة الصينية إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تشير إلى أن الصين تقيم شراكة غير رسمية مع الفصائل الموالية للسعودية في اليمن. فبالإضافة إلى تكليف المسؤولين الموالين لـ”هادي” بتوزيع المساعدات الإنسانية، انتقدت الصين محاولات المتمردين الحوثيين المدعومة من إيران تشكيل حكومة جديدة في صنعاء. كما باعت أسلحة “الشبح”-طائرة بدون طيار- للمملكة العربية السعودية للمساعدة في تدخل الرياض العسكري في اليمن”.
ويمكن تفسير قرار الحكومة الصينية بالتوافق مع قوات هادي الموالية للسعودية بتأييد بكين لرغبة هادي في إعادة توحيد اليمن تحت قيادة قوية ومستقرة. كما يؤكد دعم الصين غير المباشر لهادي أيضا التزام بكين بتعزيز شراكتها الأمنية المزدهرة مع المملكة العربية السعودية. وستتيح هذه الشراكة للصين تحقيق توازن أكثر فعالية بين طهران والرياض، مما يعزز مسعى بكين إلى تعزيز الدور الدبلوماسي في الشرق الأوسط.
 
دعم الصين للاستقرار السياسي في اليمن
ويقول التحليل: “على الرغم من أن الحكومة الصينية لم تنشر ​​استراتيجيتها في اليمن علناً، ​​إلا أن صناع السياسة الصينيين أكدوا باستمرار على ضرورة إنهاء أعمال القتال في اليمن بسرعة. ومن شأن وقف إطلاق النار في اليمن أن يساعد على توسيع قدرة القوة العسكرية الصينية في الشرق الأوسط، التي تركز على قاعدتها البحرية الجديدة في جيبوتي”.
كما أن وقف الأعمال القتالية في اليمن سيكون له أيضا منافع اقتصادية كبيرة للصين، لأنه سيتيح الوصول إلى مضيق باب المندب اليمني الذي يربط القرن الأفريقي بالشرق الأوسط. ومن شأن الوصول إلى هذه النقطة الهامة أن يسهل هدف الصين المتمثل في توسيع خطتها “حزام واحد، طريق واحد” إلى المملكة العربية السعودية، والسماح للصين بالمشاركة بنشاط في تجارة النفط البحري عبر المضائق والموانئ البحرية في اليمن.
وتابع التحليل، حسب ترجمة “يمن مونيتور”: هذه المصالح الاستراتيجية تضمن أن الهدف الرئيسي للصين في اليمن هو الحفاظ على الاستقرار السياسي على المدى الطويل. ولذلك، فإن استراتيجية بكين في اليمن تتلخص في دعمها لفصيل سياسي واحد تعتقد أنها سيبقي الدولة اليمنية موحدة ويثبت استقرارها. وفي المراحل المبكرة من النزاع، رأى المسؤولون الصينيون أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها في دول مجلس التعاون الخليجي قاموا باعتداء أحادي الجانب، مما يزعزع استقرار اليمن ويمنع الحوثيين من توطيد دعائمهم. تسبب هذا التفسير للصراع اليمني في إقناع أحد حلفائها الدوليين الرئيسيين، باكستان، بالامتناع عن المشاركة في التدخل العسكري لدول مجلس التعاون الخليجي في اليمن.
وأعزى التحليل تغير الموقف الصيني إلى تغير الخريطة العسكرية على الأرض، وقال: “بدأ حساب التفاضل والتكامل في الصين يتغير في أواخر عام 2015، مع ركود التوسع الحوثي على الأرض واستعادة الرئيس هادي لعاصمة البلاد المؤقتة عدن. فقد أدى فقدان الحوثيين لزخم الجماعة المسلحة وسيطرتها والعزلة الدولية المتزايدة واضعي السياسات الصينيين إلى التشكيك في قدرة الحوثيين على ضمان استقرار اليمن على المدى الطويل. وكانت هذه الشكوك قوية بما فيه الكفاية لإقناع صناع السياسة الصينية بالتحرك نحو التحالف مع هادي الموالي للسعودية. تم تأكيد المواءمة بين الصين في يناير 2016، عندما زار الرئيس الصيني شي جين بينغ المملكة العربية السعودية وأعلن دعمه لحكومة هادي المعترف بها دوليا في جنوب اليمن”.
وكشفت استجابة مزعجة للحكومة الصينية من محاولات الحوثيين تشكيل حكومة يمنية جديدة مقرها صنعاء في ديسمبر / كانون الأول 2016 عن مدى تحول سياسة بكين. وانتقدت وزارة الخارجية الصينية في بيان رسمي يوم 3 ديسمبر، الانفرادية الحوثية في اليمن وحثت الحوثيين على المشاركة في حكومة وحدة مع حلفاء هادى.
وردا على هذه التصريحات القاسية، أرسل الحوثيون وفدا دبلوماسيا إلى الصين. وعلى الرغم من التفاؤل المبدئي، فإن هذا التواصل الدبلوماسي فشل في تغيير موقف بكين من أزمة اليمن أو تقييد مبيعات الطائرات بدون طيار الصينية إلى التحالف الخليجي. وقد سلط قرار الصين برفض التصريحات الدبلوماسية للحوثيين الضوء على مدى محوريتها لقوات هادي الموالية للسعودية. وفي هذا السياق، ينبغي النظر إلى دعوات الصين العامة للدبلوماسية الشاملة في اليمن كوسيلة لتجنب التوترات مع إيران، بدلا من أن اعتبارها كعلامات حياد بكين في الصراع اليمني.
 
دعم الصين للتدخل العسكري في اليمن
وبالإضافة إلى الفوائد التي تعود على المصالح التجارية للصين وتطلعات النفوذ في الطاقة البحرية التي ستنجم عن إعادة توحيد اليمن في ظل حكم قوي مستقر، فإن قرار الصين بالتوافق مع قوات هادي في اليمن مرتبط ارتباطا وثيقا برغبتها في رفع مستوى الشراكة الأمنية المربحة اقتصاديا مع المملكة العربية السعودية. وبما أن التحالف الخليجي استخدم أسلحة خفية ضد القوات الحوثية في اليمن، فإن قرار الصين بالتوافق مع الرياض على اليمن يعطي بكين فرصة لبيع تكنولوجيا الأسلحة “الشبح” -طائرة بدون طيار- لشريك في الشرق الأوسط.
في 16 مارس/أذار 2017، وقعت شركة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية (CASC) اتفاقية شراكة مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (KACST) في الرياض. وأقرت هذه الاتفاقية إنتاج الطائرات الصينية بدون طيار (تش-4) في الأراضي السعودية. إنشاء مصنع صيني للطائرات بدون طيار في المملكة العربية السعودية هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، يسمح لبكين بالسيطرة على مكانة في سوق الأسلحة السعودية التي لا توقفها صفقة أسلحة الولايات المتحدة مايو/أيار 2017 بقيمة 3.5 مليار دولار مع الرياض.
توسع الصين في مبيعات الأسلحة إلى الرياض يدل على أن بكين تحاول تحقيق التوازن بين إيران والمملكة العربية السعودية لتحقيق أقصى قدر من التأثير الجيوسياسي في الشرق الأوسط. في عام 2016، وصف “شي” كلا من المملكة العربية السعودية وإيران كشركاء استراتيجيين شاملين.
بيد أن هذا النهج المتوازن قد تعرض للخطر فى الأسابيع الأخيرة، حيث واجهت الصين ضغوطا لاختيار جانب فى المواجهة الدبلوماسية المتصاعدة بسرعة بين السعودية وقطر، وإضفاء الصبغة الرسمية على انضمام إيران إلى منظمة شانغهاى للتعاون. وتوقع العديد من المحللين البارزين في مجال الدفاع، مثل تيموثي هيث من مؤسسة راند ومايكل سينغ من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن أزمة الخليج وضغوط توسع منظمة شانغهاى للتعاون ستجعل الصين تتحرك بقوة تجاه طهران.
وعلى الرغم من هذه التوقعات، كانت بكين حذرة لضمان عدم ظهور أي تصرفات مؤيدة لإيران من خلال عروض التضامن مع المملكة العربية السعودية. ولذلك، فإن المساعدات الإنسانية الصينية لحكومة هادي حاسمة، لأنها تثبت أن استراتيجية بكين لتحقيق التوازن بين السعودية وإيران لا تزال سليمة.
وعلى الرغم من ان تأثير الصين على نتيجة الحرب الاهلية اليمنية لا يزال هامشيا فان قرار بكين بتعزيز علاقاتها مع حكومة هادى المدعومة من السعودية يرتبط ارتباطا وثيقا ببناء قاعدة البحرية الصينية فى جيبوتى والمصالح التجارية الصينية وطموحات الصين كقوة عظمى في الشرق الأوسط. وبما أن خطر رد الفعل من إيران لا يزال ضئيلا، فمن المرجح أن تستمر الصين في تقديم الأسلحة والدعم الدبلوماسي للتدخل العسكري السعودي في اليمن في المستقبل المنظور.
المصدر الرئيس
Chinas Role in the Yemen Crisis

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى