في يومهم العالمي.. أين الشباب اليمني وما تطلعاتهم؟!
احتفل العالم يوم أمس السبت بيوم الشباب العالمي، تحت شعار “السلام من صنع الشباب” وكان لشباب اليمن وضع خاص نتيجة لوضع البلاد المتردي الذي تعشيه منذ أكثر من عامين ونصف.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من جوهرة عبدالله
احتفل العالم يوم أمس السبت بيوم الشباب العالمي، تحت شعار “السلام من صنع الشباب” وكان لشباب اليمن وضع خاص نتيجة لوضع البلاد المتردي الذي تعشيه منذ أكثر من عامين ونصف.
ويعد هذا اليوم فرصة تنتهزها منظمات الأمم المتحدة وشركائها، لتأكيد أهمية دور الشباب في كل جهد ومسعى، لتحقيق التنمية المستدامة، وضرورة استثمار طاقات الشباب وحماسهم وإبداعاتهم، ولإيجاد حلول لحاجاتهم، وإزالة المعوقات والتحديات التي أمامهم، ودعمهم في تحقيق آمالهم وتطلعاتهم وتطوير وتمكين قدراتهم.
تطلعات الشباب اليمني نحو المستقبل أصبحت ضبابية بسبب ما يجري في البلاد، فاعترضت طريقهم تحديات كثيرة تعيق مضيهم نحو المستقبل للإسهام في إعادة بناء ما دمرته الحرب.
دهاليز الحرب
وبهذا الخصوص يقول المستشار الإعلامي بقناة يمن شباب سليم السعداني، أن الشباب اليمني حولته الحرب إلى مشاريع للموت بدلاً من أن يكون مشروع حياة وتنمية.
وتابع لـ”يمن مونيتور” فبينما العالم يحتفل باليوم العالمي للشباب ويتفاخر بإنجازات الدول واسهاماتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومن ضمنها السلام، نجد بأن الشباب اليمن ضاعت أحلامه كضياع الوطن في دهاليز الحرب، وصراعات الأحزاب والقوى المتصارعة عقب الانقلاب على مؤسسات الدولة.
ورغم كل ما يحدث على الساحة اليمنية من صراعات ومهاترات بين جميع الأطراف المتصارعة، إلا أن هناك بارقة أمل لدى السعداني الذي قال ” برغم هذه الظروف الصعبة والأوضاع القاسية، إلا أن الشباب اليمني لم ييأس أو يستسلم، فلا يزال البعض صامداً ومبادراً، وذلك ما لاحظناه في المجتمع من مبادرات شبابية نفتخر بها، كونها ساهمت في تخفيف العبء والمعاناة عن بعض الأسر التي تضررت جراء الأحداث”.
وأضاف “هناك شباب يمني صنع إنجازات محلية وخارجية سواء في المجال الرياضي أو المجال الفني والإبداعي، ولا زال حاضراً بكل إيجابية وأمل، وإن كان خيرة شبابه قد قضوا حياتهم بسبب الحرب التي أخذت خيرة الشباب”.
ويبقى الأمل بالنسبة للسعداني، بالعيش في ظل وطن آمن ودولة مؤسسات ترعى الشباب وتنمي قدراتهم وتحفظ للبلاد عزتها وكرامتها.
المعاناة تولد الابداع
الصحفية سارة يوسف كانت نظرتها في هذا اليوم متفائلة، وقالت “الشباب في الأوطان المنكوبة هم من يتطلعون للحياة والمستقبل أكثر من غيرهم، حيث يبذلون كل جهدهم آملين في تغيير الواقع والتخفيف من المعاناة وتحقيق الأمنيات.
واستطردت لـ”يمن مونيتور” في ظروفنا المأساوية ما يزال الشباب قادرين على توفير ثمن طعام أو مسكن للآلام من العدم، شباب كهؤلاء بإمكانهم صناعة المعجزات إن توفرت لهم فرص حياة في ظل دولة تحترم إنسانية البشر وحقهم في الحياة.
وأردفت من حولنا قصص كفاح وبطولات في مواجهة ما نعيشه من واقع كارثي، تحت وطأة العدوان والفساد، فبقدر المعاناة يتولد الإبداع والنجاح وليس فقط التغلب على معوقات الطريق، مشيرة إلى أن الأحلام كبيرة بحجم اليمن.
كيف يفكر؟
تحدثت الينا ثريا الصبري الناشطة الحقوقية التي تطرقت إلى أحدث ثورة 11 فبراير/شباط وماقدمه الشباب من تضحيات في سبيل الحصول على حقوقهم، وذكرت أن الشباب اليمني الآن يمر بحالة إحباط لم يمر بها من قبل حتى في زمن الإمامة، فالشباب الآن لا يوجد لديهم أحلام ولا طموحات، وليس عندهم حتى الرغبة بمجرد التفكير فيها.
وقالت لـ”يمن مونيتور” إن الثورة التي كان الشباب المكون الرئيسي فيها، كانت أملهم وجعلتهم يصدمون في ظل القمع الذي واجهوه، لكن ما لبثت أن لعبت السياسة لعبتها القذرة، وحولت الشباب إلى أجساد تمشي على الأرض، بعد أن دفنت الأرواح مسبقا، عقب اندلاع المواجهات وانطلاق الثورة المضادة.
الحرب الحالية والتصفيات السياسية ومحاولة صوملة البلاد والعبث بثرواته، هي من قتلت الطموح لدى الشباب، وبعثرت كل أحلامهم، حسب الصبري.
لكنها أشارت في ختام حديثها إلى وجود الأمل لدى عديد من الشباب برغم الحرب، وموته لدى آخرين رأوا بان الحرب قتلت أحلامهم.
يوم الشباب..لايعنينا
أما الشباب محمود محمد خالد، فقال إن اليوم العالمي للشباب مر عليهم وكأنه لا يعنيهم، لأن لروحهم الشابة طموح لا تستوعبه هذه المناسبة في ظل الظروف الحالية.
وعن أحلامه ذكر لـ”يمن مونيتور” أن أكبر طموحاته هي أن يعاوده الشعور بالأمان، وهو بالنسبة له أهم يوم ينتظره.
ويتفق بسام الجبري مع محمود بكون يوم الشباب العالمي لا يعني له شيئا، لأن كثير من الشباب في ميدان القتال.
ولم يعد هذا اليوم مميز كما كان في الأعوام الماضية لأنه كان يحدث ووطنا يسوده الأمن والاستقرار، وكان الشباب لهم الدور الكبير في البناء والتنمية، ومشاركين مع العالم أفكارهم وطموحاتهم، يضيف الجبري لـ”يمن مونيتور”.
انتهاء الحرب ويعم السلام
محمد الذاهبي يؤكد بدوره أن الشباب اليمني لم يعرفوا بهذا اليوم العالمي إلا مؤخرا، وأن من يهتم بهذا اليوم هم من الكبار وليس من الفئة المستهدفة.
واستطرد لـ”يمن مونيتور” أن بعض منظمات المجتمع المدني التي لها أنشطة خاصة بالشباب فقط هي من تهتم بهذه الفعالية، ويتم فقط الاهتمام بشباب بعينهم متواجدين سنويا، ولهم علاقه بهذه الجهات.
كشاب يمني في هذا اليوم، لا أعلم ما هي حقوق كاملة، ويوجد معي بعض المهارات التي يمكن أن أتميز بها عن غيري من الشباب، وأنا تائه في ظل الوضع الراهن، وأتطلع إلى انتهاء الحرب ليعم السلام أرجاء اليمن.