صار الإرهاب حجة المستبد في استبداده، وحجة المثقف في اصطفافه وخذلان ثورة، وحجة المتعصب لعصبيته، الإرهاب شفرة لها مفاتيحها.
صار الإرهاب حجة المستبد في استبداده، وحجة المثقف في اصطفافه وخذلان ثورة، وحجة المتعصب لعصبيته، الإرهاب شفرة لها مفاتيحها.
والإرهاب مؤامرة أحيكت في الغرب ونفذت في الشرق بتوظيف كيان سلبي مريض محسوب على العرب والإسلام، حينها الكل دعا حيا على الجهاد لمحاربة التمدد الشيوعي، وعادت تلك الكائنات الأكثر مرض وتعصب، لتستخدمها الأنظمة المستبدة، ومنها وطني اليمن، كان الإرهاب عذرا أقبح من ذنب في يد السلطة كأداة للتخلف في محاربة التنوير والانغلاق في محاربة الانفتاح والجمود المعيق للتغيير.
كان الإرهاب أهم أدوات المخلوع لضرب القوى الوطنية ومشروع الدولة الديمقراطية المتفق عليها في اتفاقية الوحدة التي تم إجهاضها في حرب 1994م وتم إجهاض هذا المشروع، بالإرهاب تفرد المخلوع بالحكم مستبدا وطاغيا، كان يضعنا أمام خيارين يا هو يا الإرهاب.
حتى أصبح الإرهاب عذرا لاضطهاد الإنسان لأخيه الإنسان، إرهاب فكري وثقافي وسياسي، تم غزو الجنوب في 94م بالإرهاب، والانقلاب على مخرجات الحوار الوطني واجتياح البلد من عمران حتى عدن بعذر الإرهاب، ارهبوا الناس وزجوا بالبلد في حرب عبثية، دعوا لها أدوات صراع إقليمي فضل أن تكون اليمن ساحة تصفية حساباته، واذا بالإرهاب يجد البيئة الصالح لتناميه وممارسة هويته بأريحية وتغلل الإرهاب بين صفوفنا، و كانت فرصة المستبد وحلفائه أن يوصموا الثورة بالإرهاب فارهبوا البلد.
الإرهاب فكر ضال وتعصب أعمى وغلو، يعيش في الظلام، وينموا في الظلم، ويعشش في الفوضى، ويتوغل في الصراعات، منبعه منبر وواعظ جاهل متعصب مغالي، أدواته أحقاد وضغائن في بيئة يعم فيها الكره والأحقاد، فتتعفن النفوس وتسقط القيم والأخلاق ليغرق الجميع في فوضى عارمة، يطفو فيها كل عفن ونتن للسطح، ومنها الإرهاب، الذي يجد فرصته السانحة ليتمحور بين المكونات، ويعلن براءته من الإرهاب، بل ومحاربته للإرهاب فيمارس إرهابه برداء وطني وديني مناطقي كان أو طائفي.
هذه الصورة التي اختلطت فيها الموازين، وتحول الإرهاب لكائن هلامي يمارس إرهابه من خلال صراعاتنا مناطقية طائفية وسياسية، وخاصة في المجتمعات المتخلفة التي تفتقد للوعي كمجتمعنا اليمني.
لا يمكن ان يحارب الإرهاب دون دولة عادلة وضامنة للمواطنة، تحارب الظلم والظلام معا، تنشر النور والحب والسلام معا , تنير العقول وتفتحها، بالتعليم والإرشاد بالفن والإبداع، بالثقافة والسلوك، بنشر ثقافة الحب والتسامح، كلما حاربت الإرهاب بالعنف والقصف يشتد صلابة، كأي فكر، فالفكر لا يحارب بغير فكر، يطهر ويشذب بقناعات ورؤى وأفكار لتصحيح ما في العقول وتعافي ما في النفوس، انه الإنسان والنفس البشرية الأكثر تعنت في المصادمات، وإنها النار التي تبقى تحت الرماد في لحظة ضعف تشب لتلتهم ما حولها في برهة.
لمحاربة الإرهاب علينا أن نبني الإنسان، فكرا وعلما وثقافة وسلوك، نصونه من فيروسات الإرهاب التي تغزوا العقول الخاوية لتملئها بأفكار ضالة، والجهل والتعصب والغلو لتدير من خلالهما ذلك الإنسان.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.