اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

“معركة الحديدة” تعود إلى واجهة الحرب في اليمن.. لماذا تأجلت خمس مرات؟!

تعود “معركة الحديدة” المرتقبة إلى الواجهة مجدداً مع زيادة الحوثيين من حشد لقواتهم وأنصارهم إلى المحافظة الواقعة غربي اليمن، حيث الميناء الاستراتيجي بعد تكرار الجماعة المسلحة رفضها تسليم الميناء إلى طرف ثالث بناءً على خُطَّة من شقين تحدث عنها المبعوث الدولي إلى اليمن، ورحبت بها الحكومة اليمنية، ورفضها الحوثيون مراراً وتكراراً.

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تعود “معركة الحديدة” المرتقبة إلى الواجهة مجدداً مع زيادة الحوثيين من حشد لقواتهم وأنصارهم إلى المحافظة الواقعة غربي اليمن، حيث الميناء الاستراتيجي بعد تكرار الجماعة المسلحة رفضها تسليم الميناء إلى طرف ثالث بناءً على خُطَّة من شقين تحدث عنها المبعوث الدولي إلى اليمن، ورحبت بها الحكومة اليمنية، ورفضها الحوثيون مراراً وتكراراً.
توقف الحديث عن معركة تحرير الحديدة منذ حديث المبعوث الأممي عن مبادرته منذ ابريل/نيسان الماضي عندما كانت القوات الحكومية والتحالف تستعد للمعركة وسط استعدادات مماثلة من الحوثيين.
واندلعت الخلافات في معسكر الحكومة المعترف بها دولياً في المحافظات الجنوبية لتظهر أكثر صخباً خلال 80 يوماً الماضية، حيث أُسس المجلس الانتقال الجنوبي في 11 مايو/أيار بدعم من دولة الإمارات، ولم تتمكن الرئاسة والحكومة اليمنيتين من تحريك الملفات العالقة بَعد، لكن خروج قادة المجلس الانتقالي مرةً أخرى بعد فعالية السابع من يوليو/تموز الجاري يعطي نفساً عميقاً للحكومة من أجل ترتيب أوراقها في مواجهة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق ومواجهة قادمة مع المجلس الانتقالي -قد تكون سياسية.
وسبقت معركة الحديدة عمليات عسكرية في مناطق قريبة من الميناء استعداداً للسيطرة عليه، حيث تمكنت قوات الجيش الوطني والتحالف العربي من السيطرة على ثماني جزر قبالة مينائي الحديدة والصليف في الساحل الغربي، في ابريل/نيسان، لكنها توقفت سريعاً، وسط حديث أن الألغام تعيق تحرك القوات الحكومية والتابعة للتحالف البحرية.
 
الحوثيون يستعدون للمعركة
الحوثيون أيضاً خلال هذا الأسبوع كانوا في الحديدة، وشارك وفد رفيع في سلطة (الحوثي/صالح) يضم رئيس المجلس السياسي “صالح الصماد” ووزير الدفاع في حكومتهم محمد ناصر العاطفي وعددا من الوزراء في حكومة الحوثيين ورئيس هيئة الأركان العامة محمد عبدالكريم الغماري وآخرين، وشهدوا حفل تخرج قوة عسكرية من إحدى المعسكرات لقوة عسكرية من كليات (الحربية- البحرية- الطيران والدفاع الجوي).
وزار “الصماد” وبقية العسكريين جزيرة كمران الاستراتيجية -مدخل ميناء الحديدة عن طريق البحر- ووصفت وكالة أنباء “سبأ” الخاضعة لسيطرة الحوثيين بـ”القائد الأعلى للقوات المسلحة”، وحسب الوكالة فقد زار الوفد العسكري مواقع متقدمة في الجزيرة تترقب القتال.
وقالت مصدر عسكري من الحوثيين لـ”يمن مونيتور” إنهم يتوقعون هجوماً في أي لحظة من التحالف. مشيراً إلى أنه منذ ابريل/نيسان الماضي حضروا قوة ستتمكن من ردع أي هجوم برياً كان أو بحرياً.
وأضاف المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، أن عدداً من معسكرات التدريب في مناطق جبلية في الحديدة قامت بالفعل بتخريج الآلاف من المقاتلين استعداداً للمعركة.
وكان الحوثيون قد عرضوا الأشهر الماضية تدريبات عسكرية بحرية على البحر الأحمر فيما قالوا إنها قوات خاصة. وشنوا عِدة ضربات استهدفت سفناً في ميناء المخا الاستراتيجي حيث تتواجد قيادة عسكرية من الجيش اليمني وقوات التحالف لإدارة المعارك القريبة.
 
الدعم الأمريكي
ويعكس الخطاب الإعلامي والسياسي الأمريكي قناعة حول كون إيران تواصل تهريب الأسلحة إلى الحوثيين الموالين لها في اليمن، والذين تمثل سيطرتهم على الموانئ المطلة على البحر الأحمر تهديداً مباشراً لمصالح أمريكا، ولا يستبعد منها تدخلاً مباشراً، كالذي حصل في الخريف الماضي، عندما قصفت البحرية الأمريكية مواقع للرادارات الحوثية كرد مباشر على هجمات طالت سفنا بحرية أمريكية في مضيق باب المندب.
لكن الكونجرس حظر هذا الشهر أي دعم عسكري للقوات التابعة للتحالف العربي والحكومية اليمنية.
 
السعودية عازمة على تحرير الحديدة
وفي منتصف يونيو/حزيران وافقت الولايات المتحدة على صفقة أسلحة للسعودية تتضمن قنابل موجهة، وفي تعليقه حولها قال ديفيد أوتاواي (David Ottaway) الباحث المرموق المتخصص في الشرق الأوسط من معهد ويلسون الأمريكي إن هذه الصفقة تأتي من أجل معركة قد تكسر جمود الحرب الأهلية في اليمن. مضيفاً إن ذلك يعني أن الولايات المتحدة حسمت قرارها في موضوع هزيمة المشروع الإيراني في اليمن، انطلاقًا من معركة ميناء الحديدة.
كما يعتقد الباحث الأمريكي الذي عمل مراسلاً حربياً للصحف الأمريكيَّة في ستينات القرن الماضي إن معركة الحديدة تعتبر أول اختبار لترامب في مواجهة إيران فإن المعركة ذاتها تعتبر اختباراً لولي العهد الجديد، بشأن تقويض فرص الحوثيين في الحصول على منفذ بحري يعطيهم المزيد من المناورة.
ويعتقد أواتاواي، في مقاله المنشور في موقع المعهد، وتابعه “يمن مونيتور”، فإن السعوديين عازمين على استعادة الحديدة، لاعتقادهم أن ذلك سيعطيهم في نهاية المطاف النفوذ العسكري اللازم لإجبار زعماء الحوثيين على قبول مطالب قرار الأمم المتحدة رقم 2216 الذي اعتمد في نيسان / أبريل 2015. الذي يشمل انسحاب الحوثيين/صالح من العاصمة صنعاء وتسليمهم للأسلحة الثقيلة (التي يفترض أن تكون للحكومة المعترف بها دولياً)، والقبول بتسوية سياسية تعيد الحوثيين كحزب سياسي بعد أن استولوا على صنعاء بقوة السلاح في سبتمبر/أيلول2014م.
ويبدو أن الحوثيين يرون ذات النقطة في حديث أواتاواي بأن المعركة تعني صمودهم وانكسار الحملة العسكرية التي قامت ضدهم في مارس/أذار2015م.
 
لماذا تأجلت المعركة خمس مرات؟
اواتاواي أشار إلى أن الخطة السعودية لاستعادة الحديدة تعول على مجموعة من رجال القبائل اليمنيين والقوات الخاصة الإماراتية التي تدربت لعدة أشهر في قاعدة بحرية في تابعة للإمارات في “عصب” بأرتيريا، هجوم في وقت واحد من البحر والأرض والهجمات الجوية.
وعادةً ما ترفض الحكومة اليمنية الحديث حول تأجيل عملية تحرير الحديدة، أو تذكر الأسباب وراء ذلك بل تستمر بالتأكيد أن خطتها تمشي بشكل جيد من أجل التحرير.
وفي إجابة لهذا السؤال المعقد نقل أواتاوي، عن مسؤولين سعوديين أن المستشارين السعوديين إن المستشارين العسكريين الأمريكيين استعرضوا أداء القوات التي تم تدريبها من أجل تحرير المحافظة والميناء الاستراتيجيين، وحذروا في ابريل/نيسان من أن هناك حاجة إلى مزيد من التدريب قبل بدء العملية المعقدة. وهذا هو أحد الأسباب التي تم تأجيلها خمس مرات، وفقا لمصادر سعودية، على الرغم من الضغوط الدولية للتخلي عن الهجوم ونقص الذخائر التي توفرها الولايات المتحدة تبدو بنفس القدر من الأهمية.
إذا نجح التحالف العربي بقيادة السعودية في طرد الحوثيين من الحديدة، هناك بعض الأمل في الحفاظ على توحيد اليمن. ولكن إذا لم يتم شن أي هجوم أو فشل، فإن احتمال رؤية بقاء اليمن موحداً يبدو ضئيلا. فالبلد ينجرف بالفعل نحو إعادة التأكيد على شمال وجنوب اليمن القديمين. وقد تم إحياء حركة انفصالية جنوبية وهي تعارض سلطة حكومة هادي المدعومة من السعودية حتى في عدن. وقد استولت قوات موالية للإمارات، التي تتعاطف بشكل متزايد مع حركة الانفصال، على مطار عدن من القوات الموالية لهادي في نهاية شهر مايو/أيار.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى