الاحتقان يتصاعد في عدن اليمنية ومخاوف من أعمال عنف
صعد مجلس ما سُمي بالمجلس الانتقالي جنوبي اليمن من هجومه على الحكومة اليمنية وسخر من تحذير رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر من أن الصراع بالمحافظات الجنوبية قد يمهد مجددا لزحف الحوثيين نحو عدن، وحرب كالتي حدثت في 1986م، بين أطراف جنوبية. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
صعد ما سُمي بالمجلس الانتقالي الجنوبي من هجومه على الحكومة اليمنية وسخر من تحذير رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر من أن الصراع بالمحافظات الجنوبية قد يمهد مجددا لزحف الحوثيين نحو عدن، وحرب كالتي حدثت في 1986م، بين أطراف جنوبية.
فقد اتهم المجلس الانتقالي أمس الثلاثاء -في بيان شديد اللهجة- بن دغر بانتهاج سلوك سلبي تجاه متاعب الجنوب وعدن على وجه الخصوص، وقال إن حديث بن دغر عن اقتراب الحوثيين من عدن هو ترويج لقدراتهم العسكرية. مضيفاً أن حكومة بن دغر ترغب في التخلي عن مسؤوليتها الأخلاقية تجاه التحالف العربي، وتحميل مسؤولية الأمن لأطراف طالما خذلتها الشرعية وحاولت إقصاءها.
من جهته ترأس ابن دغر، اليوم الأربعاء، اجتماعاً للجنة الأمنية العليا لمحافظات عدن، لحج، أبين والضالع بحضور عدد من الوزراء وكبار القادة العسكريين والأمنيين وقيادة الحزام الأمني.
وحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية فقد “جرى خلال الاجتماع مناقشة الجوانب الأمنية والعسكرية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة وسبل تعزيز الأمن والاستقرار فيها وآلية عمل الجهات الأمنية والعسكرية والتنسيق المتواصل فيما بينهما”. وشدد بن دغر على وحدة الصف والالتفاف نحو الشرعية ممثلة بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والمضي قدماً نحو استعادة الدولة وإعادة بنائها على الأسس التي حددها مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتم التأكيد عليها في مؤتمر الرياض.
ومن المتوقع خروج يوم الجمعة مسيرة مؤيدة للمجلس الانتقالي. وألقت الحكومة اليمنية بمسؤولية الأمن على قوات الأمن العام والحزام الأمني (موالية بدرجة متفاوتة للمجلس الانتقالي) بحماية المسيرة “مع رفع حالة الحذر القصوى للوحدات العسكرية والأمنية، تحسباً لأي تطورات من شأنها التأثير على السكينة العامة، وتشديد الاجراءات على مداخل عدن”.
وحسب الأسماء التي ذكرت في خبر الوكالة الرسمية فلم يحضر قادة الحزام الأمني في عدن بل قائد الحزام الأمني في لحج فقط، كما أن أمن عدن اكتفى بإرسال نائبه. فيما حضر القادة العسكريين والمخابرات.
وكان رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر حذر من حدوث جولة جديدة مما وصفه بالصراع الغبي يجري التحضير لها في جنوب اليمن، وحذر أيضا من أن مسلحي مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع صالح موجودون على بعد 150 كيلومترا من عدن.
ونشر بن دغر مقالا خاطب فيه “العائدين”، في إشارة إلى محافظ عدن المقال اللواء عيدروس الزبيدي ووزيرِ الدولة المحال إلى التحقيق هاني بن بريك وقيادات ما يسمى المجلس الجنوبي الانتقالي المدعومين من سلطات أبوظبي، الذين عادوا إلى عدن، وحذر بن دغر من نشوب صراع خطير يغذيه الحوثيون وصالح بين طرفي الصراع التقليديين.
المجلس الانتقالي عقد اجتماعا أيضاً اليوم الأربعاء، في عدن، برئاسة عيدروس الزُبيدي ونائبه هاني بن بريك الذي كان قد توعد بحمل السلاح في وجه القوات الحكومية. وأقرت مواصلة اجتماعها حتى الانتهاء من إقرار مشاريع وثائق المجلس وإقرار آليات استكمال هيئاته وفروعه في كافة المحافظات الجنوبية.
وفي كلمة لـ”الزُبيدي”، حصل “يمن مونيتور” على نسخة منها، أشار إلى تأكيد الاجتماع الأول للمجلس منذ تأسيسه (11مايو/أيار) على تطوير الشراكة مع التحالف لمواجهة إيران، والتوصل إلى تسوية سياسية (شاملة)، والعمل من أجل مواجهة ما وصفه بالإرهاب.
وقال الزُبيدي إنه كان مقرراً أن يقوموا بالإعلان عن المجلس في شهر رمضان لكن قرار إقالته وبن بريك في 27 ابريل/نيسان عجل قيام المجلس! وهاجم خلال كلمته الحكومة اليمنية وحزب التجمع اليمني للإصلاح الذي وضعه في سلة واحدة مع ماوصفه (المشروع الإخواني والمشروع الإيراني).
يأتي ذلك فيما يُخشى من تحول احتجاجات 7يوليو/تموز (الجمعة) في عدن إلى أعمال عُنف.
و بغض النظر عما ستؤول إليه الأمور في عدن بعد السابع من يوليو/تموز إلا أن هذه الأوضاع مثلت شرخاً فادحاً لا يمكن تعويضه في صف الحكومة المعترف بها دولياً؛ وتبدو أن هذا التوتر القائم بين أبوظبي والرئيس هادي أثر بالفعل على العمليات العسكرية ضد الحوثيين، فما تزال المعارك في ذات المناطق منذ بداية العام الجاري دون تقدم إلا من تقدم محدود للغاية لايمثل عامل توازن آخر في الأزمة اليمنية المتصاعدة.