غير مصنففكر وثقافة

عن الفاتنة اليمنية المتزينة بالتراث

عمر العميسي

ثلا مدينة يمنية تاريخية تقع في الشمال الغربي للعاصمة صنعاء وتبعد عنها 45 كيلو مترا ، وهي تتبع إدارياُ محافظة عمران، ويرجع تاريخها إلى مملكة حمير وهي واحدة من خمس مدن ضمن مواقع التراث العالمي المؤقتة في اليمن بقائمة التراث العالمي لليونسكو. كانت الساعة التاسعة صباحا، عندما قررنا الخروج في رحلة عيدية إلى مدينة “ثلا” التاريخية المتزينة بحصنها الحميري وروعة المناظر التي تسحر زائريها.

ثلا مدينة يمنية تاريخية تقع في الشمال الغربي للعاصمة صنعاء وتبعد عنها 45 كيلو مترا ، وهي تتبع إدارياُ محافظة عمران، ويرجع تاريخها إلى مملكة حمير وهي واحدة من خمس مدن ضمن مواقع التراث العالمي المؤقتة في اليمن بقائمة التراث العالمي لليونسكو.
وأنت تقترب من حصنها الشاهق ومنازلها القديمة، تشعر بأن الزمن عاد بك مجددا إلى عهد ملوك حمير وسبأ، والحضارات الصيهدية في الألفية الثانية قبل الميلاد.
وكلما اقتربت نحو المدينة، تكشف لك عن جمال وإبداع تفنن فيه الإنسان اليمني القديم، كأنها حورية تسحر من ينظر إليها فتلتقط لها العيون صورة تذكارية لن تمحيها آلاف السنوات وبين الحين والآخر تتسارع دقات القلب شوقا وحنين إلى تلك الفاتنة الساحرة.
يطل على المدينة حصنها المنيع المعروف بحصن الغراب، الذي يسيطر على المدينة، ويرتفع عن سطح البحر ب2960م. ويوجد في الجزء الشرقي من الحصن مسجد جميل ومنشأة سكنية وبالقرب من ذلك يوجد برج عال.
لن يهدء لك بال ما أن تصل إلى أسفل الحصن، حتى تصعد في تلك المدرجات الطويلة والكثيرة التي يبلغ عددها أكثر من 500 درجة وكلما صعدت تشتاق نفسك لمعرفة المزيد من التفاصيل مهما كانت المتاعب التي ستواجهك.
وخلال مرورك ستجد بيوت حجرية “نوبات” كفرسان أقوياء يحرسون عرش الملك، وما يدهشك ذلك الجامع الجميل المعمور على جبل وسط الحصن كأنه حرزا في رقبة طفل يحميه من حسد العيون.
وعندما تصل إلى أعلى الحصن، ترى مدينة وهبها الله من الجمال والعظمة ما يصيب الزائر إليها بالدهشة، والإيمان بقدرة المولى عز وجل على خلق مالم يطلع في خيال أحد.
وانت جالس فوق الحصن، تقنص عيناك حورا عين يتجولن في شوارعها القديمة جمالهن يذهب بعقل الزائر لتكتشف آية أخرى من آيات المولى عز وجل في تلك المدينة التي تحير زائريها بجمالها وهوائها الرائع ونظافتها وتعرف شجاعة الإنسان اليمني وتفننه في الإبداع.
تحدث لنا سكانها وهم يوزعون علينا ابتسامات ويدلونا على أماكنها، عن وجود آثار حميرية قديمة في المدينة، منها حصنها المنيع المعروف بحصن الغراب، الذي يسيطر على المدينة ويوجد في الجزء الشرقي من الحصن مسجد جميل ومنشأة سكنية وبالقرب من ذلك يوجد برج عال.
وبحسب السكان تقدر مساحة مدينتها بعشرين هكتارا وهي محاطة بسور من الحجر يبلغ طوله1162م تقريبا. يتخلل السور ستة وعشرون برجا بعضها دائري والبعض الآخر نصف دائري، يتم الدخول إلى البرج بواسطة سلم يؤدي إلى ممر ينتهي بغرفة مزودة بعدد من المزاغل لرمي السهام. للمدينة الحالية تسعة مداخل تفتح في السور هي: باب المشرق وباب الفرضة وباب السلام وباب الهادي وباب الحامد وباب المياه والباب الجديد وباب إبراهيم،وباب الفرضة الجديد وباب الحصن. يكتنف كل باب برجان منيعان يجعلان اقتحامه مستحيلا. خمسة من هذه المداخل التسعة استحدثت على ما يبدو في القرن العشرين، مما يعني أن عدد الأبواب الأصلية للمدينة كانت أربعة أبواب فقط.
كان الوقت يطاردنا والغروب بدء يرسل إلينا إشارات اقتراب ساعة المغادرة، ودارت السيارات لتعلن عن نهاية رحلتنا وإن فراق درة اليمن وكنزه التاريخي العظيم قد حان لنترك مكانا تعرفنا عليه من جديد، وليتنا لم نفعل ذلك لأن لقاء من تحب راحة وفراقه عذاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى