(حصري) أول سفارة صينية شيدت في اليمن تتحول إلى “مأوى” للنازحين وموظفين عاطلين
بعد أن تم البسط ونهب أراضيهم الممنوحة منذ عقود، لجأ عمال وموظفو مصنع الغزل والنسيج بصنعاء إلى اتخاذ أول سفارة صينية بنيت في العاصمة اليمنية “صنعاء” سكناً ومأوى بإمكانيات متدنية، إلى جانب أسر نازحين من الحرب.
يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
بعد أن تم البسط ونهب أراضيهم الممنوحة منذ عقود، لجأ عمال وموظفو مصنع الغزل والنسيج بصنعاء إلى اتخاذ أول سفارة صينية بنيت في العاصمة اليمنية “صنعاء” سكناً ومأوى بإمكانيات متدنية، إلى جانب أسر نازحين من الحرب.
وأوضح أحد سكان السفارة الصينية في تصريح خاص لـ”يمن مونيتور”، فضل عدم الكشف عن هويته خشية الانتقام: السفارة الصينية التي تشاهدها الآن بنيت في عام 1964 حيث لم يكن لدولة الصين سفارة في اليمن غير هذه السفارة حيث بنيت بعد إنشاء مصنع الغزل والنسيج بالعاصمة صنعاء إلى أن قامت السفارة الصينية بعد فترة طويلة ببناء مقراً كبيراً لها وواسع في شارع القصر وبات ما يعرف بالسفارة الصينية.
وقال الرجل إن السفارة تحولت بعد ذلك إلى مقر لنقابة عمال المصنع ومن ثم تحولت إلى سكن يشمل عدد من الموظفين الذين اضطروا للسكن فيه بعد انقطاع بهم السبل واضطرارهم لجعله سكن لهم.
مرجعاً السبب في ذلك إلى الأوضاع المعيشية التي بالنسبة لموظفي المصنع المتوقف عن العمل وبسبب المرتبات المنقطعة وأغلب الموظفين الذين كانوا يعيشون في الريف اليمني.
وتابع قائلاً: مبنى السفارة الآن يأوي خمس أسر والأرضية بكاملتها تحتوي على 200 أسرة ليصل عدد الموظفين الذين لجأوا إلى هذا المكان 1400 نسمة جلهم عوائل وأسر موظفي وعمال مصنع الغزل والنسيج أول مصنع تأسس في الجزيرة العربية عام 1964 بمساعدة من الحكومة الصينية.
وكشف الرجل عن أرضية منحت لهم أثناء حكم الرئيس اليمني الراحل ابراهيم الحمدي في عام 1974م بمساحة خمسة آلاف وخمسمائة لبنة تم نهبها وأخذها بسبب أطماع نظام علي عبدالله صالح والمجلس المحلي والمحكمة التجارية وبسطت عليها منشئات حكومية تتبع الدولة ومنها فندق “موفمبيك”، إلى جانب أن “أحمد علي” نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح استولى 1300 لبنة.
وأضاف: “لجأنا إلى هذه الأرض لأنها تتبع مصنع العزل والنسيج حتى يتم تسليمنا أرضنا التي في ظهر حمير لأن لدينا صك تمليك من الرئيس الحمدي ولدينا حكم ابتدائي في 16-3-2015من محكمة شرق صنعاء الذي خرجنا به تعزيز لصك التمليك الذي خرج لنا من الرئيس ابراهيم الحمدي”.
وكان مصدر مسؤول في حكومة الحوثيين قد أفصح لـ”يمن مونيتور”، إن جماعة الحوثي رفضت عرضاً صينياً بإعادة بناء وتأهيل مصنع الغزل والنسيج بشروط استثمارية لمدة خمس سنوات فقط في العاصمة اليمنية صنعاء.
وأكد المصدر، الذي اشترط عدم ذكر هويته، أن الرفض يأتي بسبب توجه الحوثيين لنهب الأراضي التي يقع عليها المصنع قائلاً: في ظل وجود توجه بنهب أراضي المصنع من قبل نافذين يتبعون جماعة الحوثي بصنعاء والذين يتخذون بعض أراضيه مكاناً لهم كان الأولى أن يتم تسليم المصنع للصين لإعادة بنائه وفق شروط تضمن انطلاقه ويعود عائده للشعب.
وكشف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته لـ”يمن مونيتور”: “أن التقديم الذي جاء من احدى الشركات الصينية يعد هو أفضل تقديم تم عرضه حتى اليوم لإعادة عمل المصنع لكن جماعة الحوثي رفض العرض المقدم لوجود مطامع حول استخدام الأرضية والموقع الحساس التي يقع عليه المصنع”.
ولا يملك الحوثيون حقاً في الموافقة على عرض من هذا النوع، كون الموافقة عليه يعود للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
ولم يحصل “يمن مونيتور” على تعليق من قبل الشركة أو الحكومة الصينيتين على حديث المصدر.
وتابع قائلاً: يشترط الصينيون أخذ نسبة أرباح 50% لمدة خمس سنوات فقط وبمرور عشر سنوات سيتم تسليم المصنع للدولة على أن تتحمل الشركة الصينية جميع التكاليف في هدم وبناء المصنع من جديد وتزويده بأحدث المعدات والآليات المصنعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الملبوسات والأثاث.
وتجدر الإشارة إلى أن مصنع الغزل والنسيج بصنعاء يعد أول مصنع تأسس في الجزيرة العربية عام 1964م، بمساعدة من الحكومة الصينية.