كتابات خاصة

كوارث الهادوية

فتحي أبو النصر

 يوما ما سيثور المذهب الزيدي على الهادوية التي في المذهب الزيدي؛ وذلك لأنها مع وعي الإمامة والاصطفاء ومواطنة البطنين فقط كأصل ديني، في حين يستعصي عليها قبول وعي الديمقراطية والمواطنة المتساوية وحق إختيار الشعب.

 يوما ما سيثور المذهب الزيدي على الهادوية التي في المذهب الزيدي؛ وذلك لأنها مع وعي الإمامة والاصطفاء ومواطنة البطنين فقط كأصل ديني، في حين يستعصي عليها قبول وعي الديمقراطية والمواطنة المتساوية وحق إختيار الشعب.
وعلى الرغم من كل كوارث الهادوية الاستعلائية على النسيج الاجتماعي وتطور الوعي السياسي، إلا انها ما زالت تزعم بممارسة الغبن والإقصاء ضدها؛ مع انها وحدها من تؤمن بالحق الإلهي للحكم، محصورا في سين وصاد من الشعب والبقية مجرد رعايا.
وتاريخيا، تولول بالمظلومية الواقعة عليها، كلما طالب الناس بالمساواة لكل اليمنيين دون تمييز في المذهب والعرق والمنطقة، كما دون احتكار مذهبي كهنوتي بغيض لتمثيل مصالح الشعب السياسية والإجتماعية والفكرية.
لذلك كله ستظل كوارث الهادوية المأزومة، مشكلة كبرى في المذهب الزيدي. كما ستستمر كأكبر معوقات اليمن عن التطور في الوعي السياسي إضافة إلى ماتمثله من معوقات في هذا السياق كوارث الوهابية المأزومة بالمقابل.
لكن إذا كنا نرفض في الوهابية آفات التكفير والتخلف،   فينبغي أن نرفض في الحوثية -وهي تجسد الهادوية المعاصرة- آفات التخلف وتدعيش المختلف والعنصرية أيضا.
إنني أحترم في المذهب الزيدي اعتزاليته واجتهاداته ومرونته، تجاه عديد قضايا، وبالذات تجاه الوعي الجمهوري وما بعد الوحدة حين تعرض لمستجدات تعامل معها بحكمة وتجاوز.. أما التسلط والانغلاق فهما اللذين لايحترمان المذهب الزيدي، مابالكم وان وعي الهادوية ينطوي على ان الله قد سخر المجتمع والدولة لخدمة مصالح فئة معصومة، بينما لا يحق لأحد الاعتراض على إرادة الله، بل على الجميع التسليم بقضاء الله وقدره.
وعجبي..
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى