(اكنوميست): تنظيم القاعدة باليمن أبعد ما يكون عن الهزيمة
على الرغم من نجاح الحملة ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. يتساءل بعض الضباط الإماراتيين عن طول المدة حتى يعتبرهم اليمنيين كمحتلين. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
قالت مجلة اكنوميست إنه وعلى الرغم من أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يفقد أراضيه في اليمن إلا أنه ما يزال أبعد ما يكون عن الهزيمة.
في هجوم من أربع محاور تمكنت قوات إماراتية في يوم واحد ودون خسارة من طرد تنظيم القاعدة من المكلا أحد الموانئ الرئيسية جنوبي -شرق- اليمن وعاصمة أكبر محافظة في حضرموت. وبعد فترة وجيزة، حرر مواطنون زنجبار، عاصمة أبين على بعد 500 كم غرب المكلا، والمنصورة، معقل التنظيم في عدن، الميناء الجنوبي الرئيسي. وتم تعزيز الأمن في محطة الغاز اليمنية في بلحاف.
ويقول القائد المسؤول عن جنود الإمارات العربية المتحدة البالغ عددهم 5000 جندي: “إذا لم نكن قد تدخلنا، كان تنظيم القاعدة سيحكم الجنوب، و[الميليشيات الشيعية] في الشمال، وسيخرج اليمن خارج السيطرة”. في اليمن استهداف الجهاديين فقط في كل مكان ليس سهلا.
ذراع القاعدة متلألئ
وأشارت في عددها الأخير (يونيو/حزيران) إلى أنه وبالرغم من الحرب ضد التنظيم الجهادي لا يزال ينظر إليه على أنه من أقوى الفروع التابعة لتنظيم القاعدة، فما يزال ذراعه الطويل متلألئا اليوم. ولا يزال قادته يطلقون مقاطع الفيديو التي تناشد المنتمين لها ضرب أمريكا وحلفائها في جميع أنحاء العالم.
لكن الهجوم الأخير الذي تبناه كان مذبحة “شارلى ابدو” في باريس كانت منذ اكثر من عامين. حتى في ذروته، فإن التنظيم لا يبدو محترفاً كثيراً فقد كانت المحاولات السابقة لتفجير المعابد اليهودية أو الطائرات الأمريكية عبر خراطيش الطابعة والسراويل الضيقة المفخخة. ويمكن حساب مجموع الهجمات الخارجية لتنظيم القاعدة باليمن بسهولة منذ تأسيسه في عام 2009م.
وتضيف المجلة الإنجليزية، في التقرير الذي ترجمه “يمن مونيتور”،: “تقول البنتاغون إن طائراتها بدون طيار أضعفت القاعدة في شبه الجزيرة العربية. أطلق باراك أوباما حوالي 150 ضربة لطائرة بدون طيار على الجماعة الإرهابية، محت بها القيادة العليا للتنظيم، بما في ذلك أفضل المهندسين. وبالنسبة للجهاديين الذين بقوا على قيد الحياة، أصبح الخروج من اليمن لقتل الأجانب أكثر صعوبة، وذلك بفضل ثلاث سنوات من الحرب وتدمير مراكز النقل”.
ويمنح معظمهم الفضل للقادة الإماراتيين الذين أجبروا تنظيم القاعدة على الانسحاب من المحافظات الجنوبية، فقواتهم مجهزة تجهيزا جيدا، وقد حشدوا الدعم المحلي بعناية. وقبل الهجوم على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في مارس / آذار2016م، قامت الإمارات بدفع 30 ألف مقاتل، وتدريبهم، وتجهيزهم وتدريبهم لفترة وجيزة. وكان العديد من المجندين في القاعدة من المتسللين القبليين، الذين عَلِقوا براغماتيا من أجل سلاح الكلاشنيكوف وهربوا بعيداً عن قادتهم مع تقدم الإماراتيين. في حين أن حلب (في سوريا) والموصل (في العراق) تنتهي تحت الانقاض، فيما المكلا لم تصاب بضرر.
التنظيم عاد غير مرئياً
وتستدرك المجلة البريطانية بالقول: “لكن تراجع القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد لا يجعله أقل خطورة. فقد عاد إلى المنطقة باعتباره شبكة غير متبلورة وغير مرئية إلى حد كبير. ويختبئ في سلاسل الجبال التي يتعذر الوصول إليها مثل تورا بورا في أفغانستان، ولا يزال قادتها يديرون أكثر من 100 مليون دولار في الودائع المصرفية المنهوبة، والأسلحة الثقيلة التي نهبت من القواعد العسكرية، وخلايا نائمة متعددة في المدن التي يمكن إعادة تنشيطها في أي وقت. وقد أوجدت الحرب فرصا جديدة للتهريب ومخابئ الحماية التي يستغلها الجهاديون بلا شك. كما ارتفع الطلب على المرتزقة المستأجرين”.
وتقول المجلة: “عدد قليل من اليمنيين سيستمتعون بعودة القاعدة. ولكن بالنظر إلى الفوضى التي تجتاح الجنوب الآن، فإن النظام الذي أحضروه أثناء حكمهم الذي استمر عاما واحدا يتمناه البعض. وبعد أخذ الميناء في مارس / آذار 2015، أقامت القاعدة في شبه الجزيرة العربية نظاما قضائيا قاسيا ولكن يمكن التنبؤ به. وعلى النقيض من ذلك، لا يوجد لخلفاءهم المدعومون من الإمارات أي محاكم لمحاكمة السجناء”.
وتضيف المجلة: “لم يكن الجهاديون فاسدين بشكل واضح، يقول السكان المحليين، مع احترام صارخ. ودفعوا رواتب موظفي الخدمة المدنية، وكانوا مرنين بشكل مثير للدهشة في تفسيرهم للشريعة الإسلامية. لم يجبر الرجال على إطلاق اللحى أو التوقف عن العمل في وقت الصلاة. أقنع الأطباء الذكور رجال الدين للسماح لهم بعلاج النساء، لأنهن يفتقرن إلى طبيبات”.
قادة الإمارات باليمن خائفون
ويأمل قادة الإمارات الآن في تأمين دعم دونالد ترامب للبقاء في اليمن حتى يتم إنجاز مهمتهم. في الأشهر الخمسة الأولى من رئاسته، شن السيد ترامب المزيد من الضربات على اليمن أكثر مما فعله أوباما في كل عام 2016، بما في ذلك غارة في اليوم التالي لتولي منصبه. القوات الأمريكيَّة البرية عادت إلى الأرض، أيضا، وإن كان في أعداد صغيرة. ولتسريع الأمور، خفف البيت الابيض القيود المفروضة على تفويض الضربات الجوية.
واختتمت المجلة مقالها: “على الرغم من نجاح الحملة ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. يتساءل بعض الضباط الإماراتيين عن طول المدة حتى يعتبرهم اليمنيين كمحتلين. وثمة خوف آخر لدى الإماراتيين، هو أن هزيمة تنظيم القاعدة قد تخلق مساحة للإصلاح، وهي جماعة محلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وهي حركة إسلامية أخرى تقاتلها الإمارات العربية المتحدة. وبدلا من كسر تنظيم القاعدة، فإن حرب اليمن قد تتوسع أكثر في نهاية المطاف”.
المصدر الرئيس
Al-Qaeda is losing ground in Yemen. Yet is far from defeated