لا أحد سيمنحك مكانه للتعلق بقشة الحظ، نحن أمام مسابقة تلفزيونية تعرضها قناة تابعة للشرعية، لم يجبرنا أحد على مشاهدة القناة المتهمة بالضعف والركاكة، لقد اتصلت القناة لبن ناجي وطرحت عليه سؤالًا عن مؤتمر الحوار، ومرّ صاحبنا على الثلاثة الخيارات، كان صوته رسميًا وهو يقول: اقلبوا يا شباب على قناة اليمن.
لا أحد سيمنحك مكانه للتعلق بقشة الحظ، نحن أمام مسابقة تلفزيونية تعرضها قناة تابعة للشرعية، لم يجبرنا أحد على مشاهدة القناة المتهمة بالضعف والركاكة، لقد اتصلت القناة لبن ناجي وطرحت عليه سؤالًا عن مؤتمر الحوار، ومرّ صاحبنا على الثلاثة الخيارات، كان صوته رسميًا وهو يقول: اقلبوا يا شباب على قناة اليمن.
وبالفعل كان صوته ينبعث من سماعة “المسجل” الموصلة إلى الشاشة لتقويتها، ذلك أن صوت الشاشة التي تعمل بالبطارية واهن ويذكر الصائم بصوته في النهار.
علينا أن نتسمر أمام شاشات التلفاز، وألا نبرح باحة منزل المغترب الذي تكرم بشراء بطارية تضيء العراء المحيط بمنزله، حيث نتسامر هربًا من الحر.
علينا ألا نزور الأقارب..
وعلينا أن ننتبه جيدًا لشاشات الهواتف المربطة بالربلات المطاطية، الربلات ذاتها التي افتقدت رزم المال لانقطاع الرواتب وحصار المليشيا واستمرار الحرب، الربلات التي افتقدت ما خلقت لأجله، فاسودت على شاشات هواتف أبناء القرية، وفي أحسن الأحوال تلز على ساعد مخزن اشترغ.
منذ فاز بن ناجي بعشرة ألف ريال، ونحن نجتمع، وفي كل ليلة يزداد الجمع الذي يرفع أياديه عند موعد المسابقة، ويرسل رسالة نصية على الرقم الظاهر أسفل الشاشة، ترتفع الأيدي بحثًا عن التغطية الضائعة وطمعًا بالرنة من رقم دولي يطرح عليك سؤالًا ويساعدك بالمرور على ثلاث خيارات، لتفوز في نهاية المطاف بعشرة ألف ريال.
الهرب إلى الحظ التافه هذا، لم يكن من طباع اليمني، لكن الحرب قد جعلت أحدهم يعلن أن هناك مسابقات بس لا نملك حسن الطالع ولا نقلب على القنوات الدولية، وإلا هناك مسابقات مثل الرز تنفش بالفلوس كالعهن المنفوش:
ــ عشرة ألف دولار للفرق بين “حبحابي وحبحابي”.
أما العشرة الألف التي تعلن عنها القناة اليمنية فباليمني، ليست حتى بالسعودي، ومع ذلك يتكاثر الجمهور ليلة تلو أخرى، ووصل عدد الرسائل التي استقبلها حساب واتس المسابقة أربعين ألف رسالة، وهو ما يعني أربعين ألف شخص يريدون الفوز.
تشعر وكأن اليمني يزاحم اليمني أمام سفاسف يظن أنه منجية من تداعيات الحرب.
صاحبنا الذي نبهنا إلى البرنامج، أستاذ، راتبه منقطع منذ تسعة أشهر، وحين فاز بن ناجي بالجائزة وُجهت له الأسئلة من الحاضرين كما لو كان في مؤتمر صحفي بلا مايكات، أين سيصرف هذا المبلغ الضخم؟ وقد قال بأنه سيعطيه لولده.
وإلى الآن لم تصل الحوالة ولا رقمها، ولم تتصل به القناة التي تبث من السعودية لتعطيه الفلوس، وهو يظن أن رقم الحوالة لم يصل بسبب ضعف التغطية المتعمدة خلال الأسبوع السابق.
قد يكون خائفًا من الوعد الذي أبرمه لولده، وقد يكون صادقًا بأن الحوالة لم تصل، وقد يكون الفوز بهذه المسابقة مقلبًا من المقالب، خاصة أن الشرعية ماشية في خط المناكح.
موهي الإجابة الصحيحة يا مذيع..
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.