تابعت حلقات الكوميدي اليمني محمد الاضرعي اشهر نجوم الكوميديا السياسية في اليمن من وجهة نظري لاسباب كثيرة من بينها ارتباط الاضرعي من وقت مبكر في خط الفن السياسي من نحو عشرين عام على الأقل منذ ظهوره عبر اشرطة الكاسيت وكذا احياءه للعديد من الامسيات والسمرات التي كانت تمزج بين ماهو سياسي وماهو اجتماعي إضافة الى نقطة مهمة هي تعدد المواهب في شخصيته خصوصاً في ظل خلو الساحة الفنية من التأليف المسرحي المتعلق بالمسرحية السياسية تابعت حلقات الكوميدي اليمني محمد الاضرعي اشهر نجوم الكوميديا السياسية في اليمن من وجهة نظري لاسباب كثيرة من بينها ارتباط الاضرعي من وقت مبكر في خط الفن السياسي من نحو عشرين عام على الأقل منذ ظهوره عبر اشرطة الكاسيت وكذا احياءه للعديد من الامسيات والسمرات التي كانت تمزج بين ماهو سياسي وماهو اجتماعي إضافة الى نقطة مهمة هي تعدد المواهب في شخصيته خصوصاً في ظل خلو الساحة الفنية من التأليف المسرحي المتعلق بالمسرحية السياسية
برنامجه الأخير الذي حمل اسم “غاغة” كوميديا سياسية بامتياز واستطيع القول ان حلقة”الاعمى التي كان نجومها محمد الاضرعي و الصديق زكريا الربع وعلي الحجوري وشخص رابع لا اذكر اسمه قام بدور ثانوي تعتبر اهم تهكم سياسي لشكل الثورات المضادة في الوطن العربي من وجهة نظري وخصوصاً التهكم اللاذع لفكرة المشرف كرمز للسلطة التنفيذية لمليشيا الحوثي ..
بالمقابل أيضا تابعت ردود الأفعال والكتابات التي تحدثت عن جزئية معينة في ملسلسل “غاغة” للاضرعي والتي جاءت بدافع الحرص من قبل المتخوفين من تعميق الانقسام الطائفي في المجتمع اليمني الذي لم ينقسم عبر تاريخه على أسس غير سياسية واجتماعية وان حاولت الجماعات السلطوية النافذة تعميق ذلك الانقسام ترفض الكتل الشعبية الانخراط في تلك الانقسامات حتى وان انزلقت مؤقتاً لكنها تتراجع من تلك المنزلقات بشكل او بآخر..
من خلال تحليل متواضع لمضمون المسلسل الذي تكون من 3 جزئيات لفكرة كلية “اسكتش” في البداية قائم على التهكم السياسي من أفكار واقعية لسلطة الانقلاب والفكاهة السياسية اهم وسائل الاحتجاج كما تقول المدارسة الفنية والأدبية ومن بينها السوريالية
الجزئية الثانية تتمثل في عرض ساخر للبكائيات السياسية لواعظي التشيع السياسي في المنطقة العربية والعالم الإسلامي
والجزئية الثالثة اغنية سياسية كلمات والحان تتعلق بتشريح الواقع السياسي للانقلاب بعضها من كلمات الاضرعي والبعض لشعراء آخرين اشترك معهم في التأليف وتنوعت بين الوان عديدة الوان محلية يمنية والوان أخرى خليجية ولون هندي أضاف عليها الاضرعي لمسته المعروفة ورقصته العجيبة التي يقوم بتأليفها دونما مؤلف رقصات مصاحب لاعماله وهنا تكمن لمسات الاضرعي
النقد الذي قرأته في العديد من الكتابات التي اشار الى ان الاضرعي في الجزئية الثانية “التهكم في البكائيات السياسية” دخل في الانقسام الطائفي وهذا غير صحيح من وجهة نظري الشخصية على الأقل باعتباري تابعت العديد من الحلقات بشكل دقيق ومفصل واعدتها اكثر من مرة
في حقيقة الامر السلوك والشعائر التي تهكم منها الاضرعي ليست شعائر طائفية قائمة على التعبد او شكل من اشكال المعتقدات الخاصة التي يحق لكل فئة ان تمارسها بمنتهى الحرية طالما انها قائمة على شعائر روحية او غير روحية تخص فئة بشرية دون بقية الفئات وهذا حق قائم على حرية المتعقد وحرية الشعائر والحق في ممارسة الطقوس التعبدية..
هذا الشيء لم يتطرق اليه الاضرعي ولم يمسه ومستعد الدخول في مناظرة في مع من يقول غير ذلك ومستعد للاصغاء لمن يشير اليا بشكل او بآخر الى نقاط بعينها تهكم منها الاضرعي وليست ضمن الحيز السياسي لمشروع سياسي بعينه قائم على البكائيات السياسية كاساس للتحشيد الجماهيري والجلب السياسي الى للاتباع من خلال خطاب تعبوي بعينه قائمة على البكائيات السياسية المتعلقة بزعيم سياسي بعينه قاتل يوم ما من اجل السلطة السياسية وليس من اجل ممارسة شعائر بعينها ..
علي ابن ابي طالب وعمر بن الخطاب والحسين ويزيد ومعاوية زعماء سياسيين وأصحاب تجربة سياسية وليسوا زعماء دينيين واكبر مشكلة نعاني منها نحن العرب اكساب التجارب السياسية التي تخلقت بعد العهد النبوي صبغة دينية مقدسة مما جعل تلك التجارب حالة فوق بشرية غير قابلة للنقد ولأنها لم تكن مفتوحة للنقد ندفع ثمن تلك الأخطاء الى اللحظة والانقسام السياسي الحاصل بعد معركة صفين الذي رفع لافتة دينية هو في مضمونه انقسام سياسي في طبيعته
تهكم الاضرعي متعلق بنقد لاذع للبكائيات السياسية لمجموعة من الشعائر السياسية الاحيائية القائمة على فكرة التهييج الجماهيري من خلال استخدام التاريخ السياسي لشخصية الحسين مع إضافة بعض الخوارق السياسية وما يشبه المعجزات السياسية او مايتم تقديمها على هيئة كرامات سياسية تتضمنه اغلب الايدلوجيات السياسية التي تكسب نفسها طابع القداسة وحتى في الحرب العالمية كان الطيار الياباني يرمي بنفسه وطائرته فوق الاساطيل البحرية في من اجل مرضاة الامبراطور الذي كان في نظر الاتباع آله مقدس يستحق الموت في سبيله
في حقيقة الامر هنالك خلط كبير بين الطائفية الدينية والطائفية السياسية الطوائف الدينية قائمة على جملة من المعتقدات والشعائر الدينية الخاصة وهذا حق مكفول للجميع وفق حرية المعتقد وحيز خاص ينبغي احترامه وتقديره طالما انها ممارسات ليست متعلقة بالمجال والحيز العام
فيما يتعلق بالطائفية السياسية هي حالة سياسية متعلقة بالشأن العام ومن حق الجميع تكوين الرأي حولها ومعارضتها والتهكم منها باعتبار المجال العام مجال يتعلق بشأن الناس جميعاً ومنها التشيع السياسي والتسنن السياسي لأننا ناثر بتلك المضامين والشعارات التي تكتسب طابعاً دينياً لكنها تستهدف المجموع الشعبي في محصلة الامر.
البكائيات السياسية الحسينية تزامنت مع حالة التمدد والتوسع لمشروع سياسي بعينه فالذين يكرسون “نوستاليجا “حسينية أي حنين حسيني لايمارسون شعائر وطقوس خاصة بل هو حنين الى سلطة سياسية بعينها سلطة سياسية سلالية قائمة على فكرة حكم فئة عرقية من الناس على الجماهير الإسلامية الواسعة بناء على الميراث التناسلي وليس بناء على نظرية او رؤية سياسية بعينها قائمة على فكرة الديمقراطية والمصالح الاجتماعية للشعب ..
ايران المستفيد الأول من تلك البكائئات السياسية كونها توفر حالة انقسام سياسي يقوض فكرة الدولة الوطنية في المحيط العربي وهذا يعني ارتباط فئات بعينها في المحيط العربي بمركز طائفي إقليمي وبهوية قائمة على الطائفية السياسية او ما يمكن تسميته باحلال انتماء فرعي بديلاً عن الانتماء الجمعي للجماهير العربية
من خلال تدجين جماهير التشيع السياسي بعاطفة طائفية تحل محل العاطفة الوطنية والقومية وهوية طائفية بديلاً عن الهوية الوطنية والعربية ودوائر الانتماء الموضوعي
والخلاصة ان الاضرعي لم يتهكم من شعائر تعبدية لطائفة بعينها لكنه تهكم من بكائيات سياسية بعينها وهو تهكم بشكل من اشكال الخطاب والتعبئة السياسية التي يقوم بها مسار سياسي بعينه يتسهدف ذات الجمهور الذي يوجه الاضرعي رسالته اليه
الصراع الذي خلق الطائفية السياسية في الوطن العربي من معركة صفين الى كربلاء وغيرها لم يكن صراع من اجل الصلاة ولا من اجل شعائر بعينها كان صرع من اجل السلطة بين عائلتين سياسييتن عائلة “علي ابن ابي طالب ” وعائلة معاوية ابن ابي سفيان.