أخبار محليةغير مصنفمجتمع

الأمم المتحدة: اضطهاد البهائيين في اليمن يعكس الدور الإيراني

أشار مقرّر الأمم المتحدة الخاص المعنيّ بحريّة الدين أو المعتقد في بيان جديد، إلى التشابه الملفت للنظر بين الاعتداءات الأخيرة ضد البهائيين في اليمن والاضطهاد الذي يمارس ضد البهائيين في إيران.

يمن مونيتور/ صنعاء/ متابعات:
أشار مقرّر الأمم المتحدة الخاص المعنيّ بحريّة الدين أو المعتقد في بيان جديد، إلى التشابه الملفت للنظر بين الاعتداءات الأخيرة ضد البهائيين في اليمن والاضطهاد الذي يمارس ضد البهائيين في إيران.
وحسب ما نقلته صحيفة الأيام البحرينية فقد قال أحمد شهيد مقرّر الأمم المتحدة الخاص: «إنّ تفاقم عمليّات الاضطهاد المُمَنْهَجَة التي يعانيها البهائيّون مؤخّرًا في صنعاء يعكس الاضطهاد الذي يعانيه البهائيّون في إيران».
 وأضاف: «يبدو أنّ المضايقات التي تُمارَس ضدّ البهائيّين بصفتهم أقلية دينيّة، لا تزال مستمرّة، لا بل إنّها تزداد سوءًا وتتحوّل في اليمن إلى اضطهاد دينيّ».
في شهر أبريل/نيسان الماضي أصدر الحوثيون في صنعاء أوامر باعتقال 25 بهائيا – العديد منهم من الشخصيات البهائية البارزة ممن يساهمون في تنظيم شؤون مجتمعهم المحلي – وذلك بتوجيه اتهامات غريبة وواهية من قبيل مساعدة العوائل الفقيرة، وإبراز اللطف والمحبة، وإظهار السلوك القويم من أجل جذب الناس إلى دينهم. منذ ذلك الحين تم اعتقال أربعة بهائيين بأساليب عدوانية آخذة في التزايد كالاختطاف على أيدي مأمورين يرتدون الزي المدني. من بين المعتقلين الشيخ وليد عياش وهو من كبار مشايخ القبائل اليمنية. ويجدر الإشارة إلى أن السلطات الحاكمة في صنعاء قامت حتى تاريخ 25 مايو باعتقال سبعة بهائيين، وتمنع عنهم الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها.
وقال البيان: هذه الأحداث المؤسفة هي الأحدث ضمن سلسلة الاعتداءات التي يتعرض لها البهائيون في اليمن. والتي شملت اعتقال حامد بن حيدرة في عام 2013 ولازالت محاكمته مستمرة، والاعتقال الجماعي لأكثر من 60 مشاركا في فعالية تعليمية في 2016 نصفهم من البهائيين. من بين أولئك المعتقلين كيوان القادري والذي مازال محبوسا منذ أكثر من ثمانية أشهر. وفي 5 أبريل تم اعتقال أحد البهائيين العاملين في منظمة دولية في صنعاء.
وقال الدكتور أحمد شهيد: «يبدو أنّ موجة الاستدعاءات القضائيّة ومذكّرات التوقيف الجديدة تشكّل نوعًا من الترهيب والتخويف الذي يُمارس ضدّ اليمنيّين البهائيّين للتخليّ عن دينهم»، وأضاف «من غير المقبول أن يُستَهدَف أيّ إنسان، ولو حتّى كان ينتمي إلى أقليّة دينيّة، أو يُمارَس ضدّه التمييز على أساس الدين أو المعتقد».
العديد من المصادر المستقلة أكدت مرارا منذ 2016 أن محادثاتها مع مختلف المسؤولين اليمنيين أظهرت أن السلطات الإيرانية تقود مساع لاضطهاد البهائيين في اليمن. يقف خلف حملة الاضطهادات هذه بشكل خاص راجح زايد من النيابة الجزائية المتخصصة والذي أظهر عداء شديدا ضد البهائيين طوال السنوات الماضية، بالإضافة إلى جهاز الأمن السياسي ومسئولين رفيعي المستوى في الأمن القومي. وقد تواترت الانباء بأن هذه السلطات الرفيعة تتلقى تعليمات من إيران لاضطهاد البهائيين.
وقالت ديان علائي ممثلة الجامعة البهائية العالمية في جنيف «إن ما تقوم به السلطات في إيران من اضطهاد منهجي لمواطنيها بسبب معتقدهم أمر بغيض»، وأضافت «بيد أن قيام هذه السلطات ذاتها باضطهاد مواطني دول أخرى في خارج إيران خاصة في بلد يواجه أزمات إنسانية متزايدة لهو حقاً أمر جدير بالازدراء».
وأضاف: “أن تورط إيران في اضطهاد البهائيين في اليمن يتوافق مع سياستها العامة للتعامل مع ما يعرف بـ «المسألة البهائية» الواردة في المذكرة الحكومية السرية لعام 1991م. هذه المذكرة والتي صادق عليها المرشد الأعلى الإيراني تحدد قائمة واسعة من الإجراءات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية تهدف قمع البهائيين في إيران وإيقاف تطورهم. وهي أيضا تنص بوضوح على نية السلطات الإيرانية مواجهة وتدمير الجذور الثقافية للبهائيين خارج إيران”.
وأوضحت ديان علائي «أن هذا الاضطهاد يأتي منافيا لرغبة المجتمع والذي أظهر دعما غير مسبوق للبهائيين». وفي أحدث بادرة لإظهار التضامن، تجمّع المئات من اليمنيين بقيادة عدد من زعماء القبائل والناشطين في مجال حقوق الإنسان في صبيحة 15 مايو 2017، للتنديد بالأوامر التي صدرت مؤخرا لاعتقال عدد من اليمنيين البهائيين بما فيهم الشيخ وليد عياش وهو من الزعامات القبلية المعروفة، وللمطالبة بالإفراج الفوري عنهم.
خلال الوقفة التضامنية السلمية ه قام راجح زايد بتهديد الجموع بسلاح ناري في مسعى لإشعال العنف ضد المشاركين. فقد كرر مرارا: «اليوم، سيكون الدم للرُكب»، ثم وجه أوامره لقوات الحراسة لإطلاق النار على المشاركين. ورغم إطلاق النار فقد حافظ المشاركون على الطبيعة السلمية للوقفة، ولحسن الحظ لم يصب أحد بإصابات بالغة. بعد هذه الحادثة أصدر مشايخ ووجهاء القبيلة بيانا يدعو إلى إطلاق سراح الشيخ وليد عياش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى