التحالف العربي على ما يبدو لم يعد معني بدعم الشرعية، إنه يتحول إلى مجرد مهمة عسكرية منعزلة عن أهداف الحكومة اليمنية وتطلعات الشعب اليمني إلى الحرية والوحدة والاستقرار. التحالف العربي على ما يبدو لم يعد معني بدعم الشرعية، إنه يتحول إلى مجرد مهمة عسكرية منعزلة عن أهداف الحكومة اليمنية وتطلعات الشعب اليمني إلى الحرية والوحدة والاستقرار.
التحالف العربي قوة تدخل عربية، ولدت في ظرف عربي حساس وخطير للغاية، وكان الهدف منها هي إعادة الاستقرار إلى اليمن، ومنع إيران من السيطرة على بلد مهم مثل اليمن بكل ما تعني سيطرة كهذه من خطر على الأمن القومي العربي والأمن الخليجي والسعودي على وجه الخصوص.
لكن للأسف الشديد ها هو التحالف يعود ويقع في الخطأ الكارثي نفسه، فهذه الدول هي التي تآمرت في الواقع، وعقدت صفقة مع الحوثيين وإيران بمباركة أمريكية أدت إلى أن يصل الحوثيون إلى صنعاء ويسقطون الدولة التي كان المؤتمر الشعبي العام يهيمن على كل مفاصلها من الرئاسة إلى وزارة الدفاع.
إن مهمة التحالف العربي في المين أصبحت للأسف تندرج تحت أهداف جديدة وخطيرة برزت ملامحها فيما شهدته عدن من إعلان عن مجلس انتقالي بديل عن السلطة الشرعية وكيان انفصالي يوازي في مهمته التدميرية ما يقوم به الحوثيون وحليفهم صالح في صنعاء.
لا يمكن للمغامرين أن يواصلوا الادعاء بأن تغيير مسار التحالف في اليمن يصب في إطار أهداف مواجهة إيران. لا أعتقد أن إيران بكل قبحها يمكن أن ترتكب ما يرتكبه التحالف، فهي لن تضطر إلى تفتيت اليمن وهي لديها كل الإمكانيات للتعامل معه كياناً موحداً وإعادة العافية إليه وإدماجه شريكاً كاملاً.
لن تضطر إيران إلى ضرب الوحدة الوطنية كما نراه اليوم بواسطة أدوات الإمارات في عدن والمحافظات الجنوبية، ولن تضطر إلى إدارة التهجير القسري لأناس متحالفون معها ويقفون إلى جانبها، لن تضطر إلى إهانتهم كما فعلت أبو ظبي في عدن.
التحالف العربي دخل في اشتباكات جانبية بين أعضائه تجلى في الهجوم الأخير على دولة قطر من جانب الإعلام التابع لأبو ظبي وللرياض، علماً بأن أكثر من ألف جندي وضابط من الجيش القطري بكامل تجهيزاتهم ومعداتهم يتواجدون على الحدود السعودية اليمنية في مهمة دفاعية لصالح المملكة، في حين يأخذ الاشتباك المصري السوداني أبعاد عسكرية ميدانية.
ما من شك أن هذه الاشتباكات تنذر بتداعي هذا التحالف وانهياره إذا لم تتدخل الرياض قائدة التحالف والدولة الإقليمية المسئولة والتي تنهض بمهمة القيادة العربية والإسلامية في هذه المرحلة وتنهي هذا الاشتباك وهذا الانسياق وراء أجندات مشوهة لا تخدم الأمة بقدر ما تلحق أفدح الضرر بالمصالح العربية.
لا يجب أن تبقى المملكة العربية السعودية مشدودة لأجندات موتورة ومتوترة كتلك التي تتبناها حكومة أبو ظبي في مواجهة الهوية الخالدة للأمة، وهي هوية لا يمكن تجييرها لحساب تنظيم أو حزب أو جماعة، ولا يمكن إعادة صياغة الوعي بما يتفق مع المصالح الأمريكية فقط، لمجرد أن ذلك يمنح نقطة تفوق وسيطرة لسياسي غلب عليه الطموح ودفعه إلى قيادة ما يمكن وصفها بأكبر عملية تخريب للوعي وللمصالح العربية في تاريخ الأمة.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.