احتواء أزمة جنوب اليمن.. اضطراب أم فشل
تستمر محاولات احتواء أزمة تشكيل مجلس انتقالي جنوبي اليمن، من قبل الحكومة اليمنية والمملكة العربية السعودية، مع مرور 6 أيام على تشكيله برئاسة محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تستمر محاولات احتواء أزمة تشكيل مجلس انتقالي جنوبي اليمن، من قبل الحكومة اليمنية والمملكة العربية السعودية، مع مرور 6 أيام على تشكيله برئاسة محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي.
وقال أحمد عبيد بن دغر، رئيس الحكومة اليمنية، الثلاثاء في حوار تلفزيوني، إن المجلس الانتقالي الجنوبي بمثابة “انقلاب” تم احتواؤه في العاصمة المؤقتة عدن.
والخميس الماضي (11 مايو/أيار)، شكّل ساسة جنوبيون، كانوا إلى وقت قريب مسؤولون في حكومة هادي، مجلساً انتقالياً في العاصمة المؤقتة عدن، يترأسه محافظها السابق عيدروس الزُبيدي تحت مسمى “هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي”، يراد له أن يدير ويمثل جنوب اليمن. وعقب تشكيل المجلس استدعت الرياض الزُبيدي وهاني بن بريك وهو وزير دولة أقاله الرئيس اليمني إلى جانب الزُبيدي، ويعرفان بأنهما من الموالين لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت مصدر دبلوماسي خليجي مطلع، فضل عدم الكشف عن هويته، لـ”يمن مونيتور”، إن الرجلان لم يلتقيا بمسؤول سعودي مهم منذ وصولهما إلى الرياض، وأن السعودية والحكومة اليمنية تعمدتا عدم استقبلهما في المطار أو تضمينهما ضمن أجندتهما للقاءات. فيما التقى نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، بمحافظ أبين أبوبكر سالم بعد أحاديث عقب تشكيل المجلس أنه سيكون مشاركاً، وأكدا وقوفهما إلى جانب الرئيس هادي الذي ينحدر من نفس المحافظة.
وكتب لطفي شطارة على صفحته في فيسبوك أمس الثلاثاء، مهاجماً الحكومة اليمنية التي ترفض إجراء مفاوضات معهم فيما تتفاوض مع الحوثيين. في إشارة إلى أن الحكومة رفضت لقاءهم.
وشهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي عِدة لقاءات لأعضاء في المجلس الانتقالي، ففي (14مايو/أيار) كان هناك اجتماع موسع جمع احمد سعيد بن بريك محافظ محافظة حضرموت وكذلك صالح بن فريد العولقي ولطفي جعفر شطارة والشيخ عبدالرب النقيب وشخصيات أخرى. ومن المقرر أن يظهر احمد بن بريك مساء اليوم الأربعاء في مقابلة تلفزيونية مع فضائية “الغد المشرق” التي تبث من الإمارات.
وأيد أربعة محافظين عينهم هادي محافظين للمحافظات المجلس الانتقالي وهم ناصر الخبجي محافظ لحج وأحمد بن بريك محافظ حضرموت وأحمد لملس محافظ شبوة وفضل الجعدي محافظ حضرموت، وجميعهم أعضاء المجلس الانتقالي وقد تأخروا عن الدعوة التي وجهتها السعودية.
وقال مصدر يمني لـ”يمن مونيتور” إن من المتوقع إقالتهم جميعاً وإحالة بعضهم للتحقيق. وكان هؤلاء من بين المسؤولين الذين رفضوا الاستجابة لدعوة البيان الرئاسي الذي طالب المسؤولين الذين وردت أسماؤهم في الإعلان بتحديد موقف منه.
وخرج لملمس، أمس الثلاثاء، في تظاهرة مؤيدة للمجلس فيما خرج وكلاء المحافظة ومدير أمنها في تظاهرة مناوئة لها ومطالبة بإقالة المحافظ. فيما أعلن بيان أصدره الخبجي أن المليونية ستدعو كافة الجماهير في محافظات الجنوب للاحتشاد يوم الأحد المقبل (21 مايو/أيار) في العاصمة عدن، وللمشاركة الفاعلة في مليونية “تأييد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي وتجديدا للعهد بالمضي صوب تحقيق الخلاص والاستقلال في الجنوب وطنا وشعبا وهوية”. فيما أعلن فضل الجعدي موقفه أمس بمنشور على صفحته في فيسبوك مؤيداً للمجلس الانتقالي.
وفشل المجلس الانتقالي الجنوبي في احتواء قيادات سياسية جنوبية ثقيلة كان لها دور في التعبئة الجماهيرية من أجل القضية الجنوبية ففي شبوة والجانب الآخر من تظاهرات أمس خرجت تظاهرة رافضه للمجلس ومؤيدة لقرارات الرئيس اليمني، يقودها اللواء ناصر علي النوبة، قائد محور عتق السابق.
ويعتبر النوبة أحد أبرز مؤسسي الحراك الجنوبي، الذي بدأ في 2007 للمطالبة بحقوق أبناء المحافظات الجنوبية بعد حرب صيف 1994م، عقب إقصائهم من الوظائف المدنية والعسكرية وطرد المنتسبين منهم في نظام علي عبدالله صالح الذي سقط بثورة شعبية في 2011م.
وقوبل الإعلان عن المجلس برفض محلي وإقليمي واسع، فالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وهيئة مستشاريه، أعلنوا رفضهم تشكيل مجلس انتقالي في جنوب البلاد، معتبرين ذلك “يتنافى كلياً مع المرجعيات الثلاث المتفق عليها محليا واقليميا ودوليا والمتمثلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 والقرارات ذات الصِّلة”.
حتى الآن تظهر الأزمة الجنوبية اضطراباً في المواقف مع محاولة تشجيعية لاحتواء الأزمة المتفاقمة والمؤثرة على جهود تحرير البلاد من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق.