ذلحينة من فين أهب لك جنوب على مزاجك؟.. لازم أولاً ندبر لك شمال محدد ومعلوم يعادله جنوبك على الخارطة.. لأنك كلما حددت شمالك بدقة فإنك بالدقة ذاتها تحقق مصير المعرفة والاعتراف لجنوبك الذي يقابله.. شمالك اللي حكّيته إلى أن محيته من الخارطة العاطفية لديك هو الشمال اللي كان يحدد جنوبك السياسي والعاطفي بدقة!
ذلحينة من فين أهب لك جنوب على مزاجك؟.. لازم أولاً ندبر لك شمال محدد ومعلوم يعادله جنوبك على الخارطة.. لأنك كلما حددت شمالك بدقة فإنك بالدقة ذاتها تحقق مصير المعرفة والاعتراف لجنوبك الذي يقابله..
تعال مثلاً نشوف هذا الدكان اللي فتحه صاحب ذمار في العاصمة صنعاء عشان نبدأ نتأكد ما إذا كان دكانه يشمل فعلاً الجنوب الصنعاني بأكمله أو هو يزبج معانا!
هذا الذماري راح فتح له دكان جنوب “شميلة هاري”، وأسماه “ذمار فون”، لكن من حذقه الزائد عن الحاجة راح كتب على الكروت التعريفية والدعائية بأن دكانه الذي يقدم عروض وتخفيضات الهواتف الذكية آخر صرعة، يقع في الجنوب الصنعاني!!
ولو أنا ناوي الويبك وأدوخ بك سبع دوخات بهب لك كرت العنوان حق “ذمار فون” وكان لازم تزوره عشان على الأقل تحس بالمتاهة اللي أدخل فيها هذا الذماري زبائنه.. ما بالك إذا قال للزبائن إن “ذمار فون” هو الجنوب الصنعاني ذاته..
اللي ما يفهمش بمحذاقة أصحاب ذمار بيخطر في باله أن هذا المتحاذق ما عندوش نية يطلب الله صح.. لكن خبراء المحذاقة با يفهموا أن صاحبهم هذا كان مقصده يغثي عاقل حي شميلة الواقع بأكمله جنوب صنعاء، مع أن هذا العاقل عمره ما قد فكر يقدم نفسه عاقلا للجنوب الصنعاني بأكمله، أصلا لو فكر وركب دماغه وقام يتفاصح با ينبعوا له مشايخ ذمار وبا يقولوا له: إحنا مشايخ الجنوب الصنعاني موش أنتو يا طسيس الجغرافيا!
وبالأخير كل هذه الدوشة الجغرافية اللي سواها صاحب “ذمار فون” وربشت الزبائن وعاقل شميلة ومشايخ ذمار كان سببها أن هذا الذماري “الشاطر” ما قدرش يهضم صاحب “شميلة هاري” بل ويراه “قزة” لدرجة أن حقه السوبر ماركت، ما يصلحش يكون هو الشمال البارز والمشهور بالنسبة لدكانه الحديث.. وهكذا أدخل نفسه وزبائنه في متاهات جنوبه الذي أنكر عليه شماله.. هيا عرفت فين الخنبيقة؟!
بصراحة أنا ما حبيت أنصحك بطريقة مباشرة عشان تراجع نفسك مع شمالك اليمني الذي أنكرته وألغيته في ساعة ضبح، واعتبرت نفسك الجنوب العربي ضربة واحدة.. معناته أنت تطالب بقيام دولة الجنوب العربي وفي نفس الوقت تعتبرنا من الشمال اليمني الذي أنكرته، ومع هذا أشوفك زعلان مني وعادنا حتى متحاكيتوش!!
معليش يا رفيقي، اليوم أنا بتحاكي وبكل أدب وثقة طالما والحضارمة تحاكوا قبلي وأكدوا ما كنت أراه، وأنت براحتك.. يا سمعتني وإلا بقيت لك على حقك البرطامة..
إعتبرنا شاهد جغرافي ماليش دعوة بالسياسة.. لأن الذي خلق الشمال والجنوب هو الذي ركز جبال المقاطرة والقبيطة وحيفان وجعلها مطلة على لحج وعدن من جهة الشمال!!
معناته لو أنا طلعت أشم لي قليل هواء على قلعة المقاطرة، وكان الجو صحوا، أكون بعيني المجردة قادر على رؤية أضواء البريقة وسفن التواهي إلى جانب حركة السفن العابرة على عدن أو التي تأوي إليها، ولهذا موش من حقك تجي تقلي مالكش دخل بالجنوب المسطوح أمامي على مدّ النظر، وأنا عيني تشوف..
وعمرك ما شفت اللي أنا شفته في المتاهات الجغرافية والسياسية السحيقة التي أدخلتم فيها عدن، وتخارجت منها حضرموت في مؤتمرها الجامع مؤخرا..
عاد واحد جاء يقلي الجنوب العربي تاريخ وليس جغرافيا.. يحسبنا ما ناش داري ان عدن لم تكن يوما ضمن ما يسمى بمحميات الجنوب العربي اللي كان سكانه زيهم زي الشماليين يخضعوا لمحجر صحي في “نمبر 6” في دار سعد، وما يدخلوش عدن إلا وقد هم معقمين..
محميات الجنوب العربي هذا حشرت معها عدد من السلطنات والمشيخات التي قامت جنوب وشرق اليمن قبل قيام المملكة العربية السعودية على مساحتها الحالية الواسعة في جزيرة العرب.
بصراحة اللي أنا شفته في طسيسك الجغرافي عاده كذاااااك من “ذمار فون” والجنوب الصنعاني.. وفي الجزء الثاني من المقال با قلك ايش الطسيس اللي شفته!!
إجمع دوماااان ياليد..
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.