القضايا التي كادت تفتك باليمن لم تعد قضايا مخيفة لليمنيين مستقبلا فهي قضايا تعود إلى وضعها الطبيعي.. لقد كانت قضيتا صعدة والجنوب قضيتين حقوقيتين في الأساس ثم تحولت بفعل تصرفات السلطة الديكتاتورية لنظام صالح إلى الطابع السياسي المتمثل في مطالب الحكم الذاتي ومع الحرب ارتفعت إلى مستوى المطالبة بقرارات تفكيك مصيرية.. فما مستقبل مثل هذه القضايا؟ القضايا التي كادت تفتك باليمن لم تعد قضايا مخيفة لليمنيين مستقبلا فهي قضايا تعود إلى وضعها الطبيعي.. لقد كانت قضيتا صعدة والجنوب قضيتين حقوقيتين في الأساس ثم تحولت بفعل تصرفات السلطة الديكتاتورية لنظام صالح إلى الطابع السياسي المتمثل في مطالب الحكم الذاتي ومع الحرب ارتفعت إلى مستوى المطالبة بقرارات تفكيك مصيرية.. فما مستقبل مثل هذه القضايا؟
لقد عالجت مخرجات الحوار الوطني قضيتي صعدة والجنوب بشكل متوازن فلم تتعامل معهما على أنهما ضمن القضايا الحقوقية فقط والتي يتم علاجها بحضور دولة العدالة وتحقيق المواطنة ولم تتعامل معهما على أنهما ضمن القضايا معقدة الحل التي تحتاج إلى قرار مصيري يقبل بمطالب ذات سقف مرتفع تصل إلى مستوى الاستقلال عن الجمهورية اليمنية.
ولأن مخرجات الحوار تعاملت مع القضيتين بحسب شكلها باعتبار حاملها الشعب بكل اطيافه فان ذلك لم يعجب الحوثيين الذين يعتقدون أنهم الحامل الأساسي لقضية صعدة ولم يعجب الحراك الذين يعتقدون أنهم الحامل الأساسي للقضية الجنوبية وبقي أمر تطبيق تلك المخرجات أمرا في غاية الصعوبة؛ بل لم تترك الحرب التي أعلنها الانقلابيون على الدولة أي فرصة أو أمل في تحقيق الحد الأدنى منها.
كشفت الحرب حقيقة الوهم للاتجاهات التي تدعي أنها الحامل لهاتين القضيتين ؛ بل كشفت الأحداث في الشمال والجنوب أن الشعب اليمني يحلم بدولة دستور وقانون تقدم الخدمات للجميع كما تحافظ على كرامة اليمنيين… ولم تكن تلك القضايا يوما حكرا على فصيل من الفصائل .. بل نستطيع القول ان الحوثيين بحربهم أصبحت قضية صعدة في خبر كان؛ وربما فإن الحراك المسلح بحماقته سيجعل من القضية الجنوبية خبر كان؛ وحتى هناك مخاوف من أن أي خطأ من الشرعية وحلفائها في فهم طبيعة اليمنيين قد يجعل من الجمهورية أو الجمهوريتين في خبر كان أيضا !
إذن الفشل الحقيقي حين يبادر فصيل من اليمنيين لاحتكار قضية وطنية ويستنزفها ولا يبحث عن حلول لها بل كيف يستغلها ليبقى دائما في الضوء!
نقلا عن صفحة الكاتب في فيس بوك