الأخبار الرئيسيةغير مصنف

الحرب تجبر يمنيين على العيش في الشوارع

أجبرت الحرب التي تدور رحاها منذ أكثر من عامين، مواطنين يمنيين على اتخاذ الشوارع سكناً لهم. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
باتت خيارات العديد من اليمنيين هي القتل أوالنزوح أوالتشرد في الشوارع، وهنا تتلخص مأساة مدنيين كُثُر، دفعت بهم الحرب التي تتوقد منذ أكثر من عامين، إلى شفير الهاوية.
وفي أكثر من مدينة يمنية لا تخطئ عينُك وجود هؤلاء الذين يعيشون على الأرصفة والشوارع، بعد أن شردتهم الحرب، وعجزوا عن الحصول على ملجأ أو مأوى.
في العاصمة صنعاء، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وحلفائهم منذ نهاية العام 2014، يبدو تواجد هؤلاء ملفتاً، وأكثر من ذي قبل، مع غياب تام لمؤسسات الدولة التي سطى عليها المسلحون، وكذا الجمعيات الخيرية والمنظمات الانسانية التي يمنع الحوثيون تواجدها.
محمد الجرادي،  ينحدر من مديرية خميس بمحافظة المحويت شمالي اليمن، اتخذ أحد شوارع صنعاء منزلاً له، بعد أن شرده الوضع المأساوي الذي يعيشه مع اندلاع الحرب.
يقول في حديث لمراسلة “يمن مونيتور”، إنه يعيش وضعاً صعباً، ولم يعد لديه أي خيار سوى المكوث في الشوارع، وجلب الطعام من أهل الخير.
الجرادي (39 عاما) أضاف أنه “التحق بالقوات المسلحة اليمنية منذ العام 1994، وكان حينها يتقاضى راتباً شهرياً قدره 2800 ريالا (حوالى 100 دولار)، وتضاعف المبلغ إلى وصل إلى 40 ألف ريال، غير أن راتبه توقف قبل حوالي سبعة أشهر، ولم يعد يملك أي وسيلة لإعالة نفسه.
ويقول إنه “لعدم حصوله على راتبه تم حرمانه من زوجته بعد أن عاش معها سنوات طويلة، في واحدة من اسوأ كوارث الحرب على المدنيين، وهي تشتييت الأسر الواحدة”.
وأضاف، “بدأت العيش في شارع دارس شمالي العاصمة، قبل أن انتقل إلى شارعي هايل والدائري وسط صنعاء، بحثاً عن مكان استطيع أن أوفر فيه لقمة العيش من الأهالي”.
وشكى “الجرادي” من أن “سلطات صنعاء قامت بسجنه لمدة 11 يوماً قبل أشهر بتهمة التجسس، قبل أن يتم الإفراج عنه بعد جلسات من التحقيقات الشاقة”، متابعاً “خرجت من  السجن بريئا، وعدت للعيش في الشوارع منتظراً الفرج والخروج من الأزمة الطاحنة”.
والجرادي هو واحد من آلاف اليمنيين الذين أجبرتهم ظروف الحرب على النزوح أو التشرد؛ أصابتهم على إثرها مضاعفات نفسية ومعيشية  كبيرة على حياتهم.
 أحمد القدسي (20 عاما) أحد مواطني محافظة تعز الأكثر سكانا في اليمن، أيضا يعيش المأساة نفسها.. مأساة التشرد والبحث عن مأوى وعيش كريم.
فقبل أشهر  قرر القدسي  مع اثنين من اخوانه النزوح من مركز محافظة تعز إلى العاصمة صنعاء، بعد أن دمر صاروخ منزلهم في أحد أحياء المدينة التي تشهد حربا شرسة، بين الحوثيين القادمين لبسط سيطرتهم عليها من جهة، ومسلحي الجيش والمقاومة الشعبية الذين يمنعونهم من ذلك.
يقول القدسي لـ”يمن مونيتور”: “كنا نملك منزلاً من طابقين ونعيش حياة مستقرة؛ غير أن صاروخ الحرب أصاب منزلنا، ما أدى إلى تدميره ومقتل أبي وأمي.
وأضاف، “شعرنا بصدمة كبيرة بعد أن فقدنا أعز ما نملك.. تدمر المنزل وقتل أبي وأمي؛ غير أني وأخوتي كان لنا النجاة، لعدم تواجدنا حينها في المنزل”.
وتابع بالقول “ما زلت أتذكر تلك اللحظات المأساوية عندما خرجت من المنزل مع أخويَ من أجل البحث عن عمل في المدينة؛ غير أننا عدنا مصدومين بعد أن رأينا منزلنا قد تحول إلى أنقاض، مع فقدان والدينا”.
وأردف القدسي “لم يكن لديهم خيار سوى النزوح من الحرب الدائرة في تعز، والحفاظ على أرواحهم، وقرروا الرحيل إلى صنعاء، مشيرا إلى أنهم وصلوا إلى حي الصافية في العاصمة، دون أن يجدوا ملجأ أو مأوى”.
وبين أنهم كانوا ينامون في شوارع الصافية، قبل أن يقرروا الانتقال إلى جسر كنتاكي وسط صنعاء، وينامون تحت الجسر.
ويشكو القدسي كثيرا من صعوبة الحياة في ظل اتخاذ الشوارع منزل للعيش، لافتا إلى أنهم بحثوا عن فرص عمل في صنعاء، غير أن الحظ لم يحالفهم، وبقينا أشهر نأكل من بقايا الطعام في عدد من مطاعم العاصمة.
وتشهد اليمن منذ أكثر من عامين حرباً عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للحكومة والمسنودة بطيران التحالف العربي، من جهة، ومسلحي الحوثي والقوات الموالية لهم، من جهة أخرى، مخلفة عشرات انلآلاف من القتلى والجرحى، و3 ملايين نازح في الداخل، حسب تقديرات للأمم المتحدة، إضافة إلى تسببها بتفشي ظاهرة الفقر وانتشار للمجاعة في عدة مناطق بالبلاد.
وفي الـ26 مارس/ آذار 2015 قررت السعودية أن تقود تحالفاً عسكرياً عربياً ضد الحوثيين وقوات موالية للرئيس اليمني السابق “علي عبدالله صالح” تقول الرياض والعواصم الخليجية (عدا مسقط) إنه “جاء تلبية لطلب الرئيس  عبدربه منصور هادي لإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى