ترامب يسعى إلى تعزيز حصيلة الأيام المئة الأولى لولايته
سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء إلى تحقيق انتصار سياسي مع اقتراب اليوم المئة من ولايته عبر انتزاع تسوية في الكونغرس حول الجدار الحدودي مع المكسيك وتجنب ازمه ميزانية، واعدا بالكشف عن إصلاح ضريبي تاريخي.
يمن مونيتور/ واشنطن/ الفرنسية:
سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء إلى تحقيق انتصار سياسي مع اقتراب اليوم المئة من ولايته عبر انتزاع تسوية في الكونغرس حول الجدار الحدودي مع المكسيك وتجنب ازمه ميزانية، واعدا بالكشف عن إصلاح ضريبي تاريخي.
ويعتبر الأسبوع الجاري محوريا في الولايات المتحدة لأنه يتحتم على الكونغرس أن يقر خلاله ميزانية قبل يوم الجمعة المقبل منتصف ليل 28 نيسان/إبريل، في موعد يصادف اليوم المئة لتنصيب الملياردير الجمهوري رئيسا.
وبعد هذا التاريخ ينقطع تمويل الدولة الفدرالية التي قد تضطر إلى إغلاق إداراتها، في شلل مذل للسلطات الجمهورية الجديدة.
وتملك الأقلية الديموقراطية سلطة عرقلة فعلية هددت باستخدامها إذا طلب الرئيس تضمين قانون الميزانية قروضا مخصصة لبدء تشييد الجدار على الحدود مع المكسيك. لكن مع اقتراب نهاية المهلة يبدو أن ترامب وفق على تسوية.
فقد نقل صحافيون محافظون استقبلهم الرئيس في البيت الأبيض مساء الاثنين انه يقبل إرجاء مسألة تمويل الجدار. وعلى الفور سارع القادة الديموقراطيون إلى إعلان انتصارهم.
وصرح السناتور تشاك شومر “أن سحب ترامب الجدار عن طاولة المفاوضات جيد للبلد”، في موقف كررته زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوزي.
أما ترامب فرد الثلاثاء على موقع تويتر مصرحا “لا تصدقوا قول الإعلام الكاذب لكم إنني بدلت موقفي من الجدار. الجدار سيبنى وسيساهم في وقف تهريب المخدرات والبشر”
– أمن الحدود –
في الواقع يبدو أن تسوية تتبلور من خلال تصويت النواب على تمويل لتشديد أمن الحدود، عوضا عن قروض بناء الجدار نفسه.
وقال السناتور الجمهوري روب بورتمان انه “سيحصل على الأرجح على دفعة مسبقة تخصص للأمن على الحدود بشكل عام”.
وأكد السناتور الديموقراطي جون تيستر لوكالة فرانس برس “إذا تحدثنا عن توليفة حلول تشمل أدوات تكنولوجية وجدرانا غير مرئية وربما رادارات … فعندئذ قد نصل إلى اتفاق”.
وسيجيز إقرار هذه القروض لترامب الإعلان عن انتصار، فيما سيتيح للمعارضة التأكيد أنها أبطأت بناء الجدار.
كما سيسمح أي نجاح، ولو كان رمزيا، بتحسين الحصيلة الضعيفة لمطلع ولاية الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة، بعد فشل اثنين من مشاريعه الرئيسية وهما إغلاق جزئي للحدود وإلغاء قانون “اوباماكير” للرعاية الصحية.
حتى الأن، وحده تثبيت تعيين القاضي المحافظ نيل غورسيتش في المحكمة العليا يشكل إنجازا مؤكدا لترامب.
– تعديل ضريبي ضخم –
من جهة أخرى يبدو اقتراب مهلة المئة يوم مبررا للإعلان عن كشف مشروع إصلاح ضريبي غدا الأربعاء قدمه ترامب على انه “أضخم تحفيض في الضرائب في التاريخ على الأرجح”.
وقد يقضي التعديل بتخفيض ضريبة الشركات، البالغة حاليا 35%، إلى 15%، على ما وعد الرئيس الجمهوري أثناء حملته.
كما يتوقع أن يشمل إلغاء الثغرات الضريبية، ما يشكل تحديا كبيرا نظرا لتشعب القانون الضريبي منذ سنوات.
كذلك سيشمل على مستوى الأفراد تعديلا لضريبة الدخل، وتخفيضا لعدد الشرائح الضريبية من سبع إلى ثلاث.
وتسعى الإدارة الجمهورية إلى إعادة الشركات المتعددة الجنسيات إلى الولايات المتحدة، سواء تلك التي اتخذت مقرا في الخارج للاستفادة من شروط ضريبية أفضل أو التي تتجنب تحويل أرباحها إلى البلد.
وكرر وزير الخزانة ستيفن منوتشين أن هذا التعديل الضريبي “سيمول نفسه بفضل النمو” الذي وعدت إدارة ترامب أن يبلغ 3% (عوضا عن 1,6% في 2016).
لكن في هذه النقطة أيضا تبدو المعركة المقبلة في الكونغرس شرسة. فالقادة الجمهوريون سبق أن أقروا أن الجدول الزمني المحدد لتبني التعديل قبل شهر اب/أغسطس يتعذر تنفيذه.