(انفراد) اتفاق بين قبائل اليمن والقاعدة.. المأوى مقابل وقف الهجمات ضد الغرب
كشف مركز ستراتيجيك فوركاستينغ (ستراتفور) الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والمخابراتية، أن تنظيم القاعدة اليمني اتفق مع زعماء القبائل في البلاد على المأوى وقابل وقف عملياته ضد الغرب.
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
كشف مركز ستراتيجيك فوركاستينغ (ستراتفور) الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والمخابراتية، أن تنظيم القاعدة اليمني اتفق مع زعماء القبائل في البلاد على المأوى وقابل وقف عملياته ضد الغرب.
وأشار سكوت ستيوارت نائب الرئيس للتحليل التكتيكي في “ستراتفور” إلى أن هذه المعلومات كشفتها صحيفة نرويجية تتواصل مع أحد زعماء التنظيم ولم تلقَ اهتماماً من قبل الصحافة الأمريكيَّة-أو العربية.
ونشرت صحيفة فيردنز غانغ (VG) النرويجية مقالاً لأحد مراسليها (Erlend Ofte Arntsen) على تواصل مع أعضاء مجهولين في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، وأطلعوه على الاتفاق المثير للاهتمام والذي يشير إلى أن القبائل اليمنية اشترطت إيواء عناصر التنظيم مقابل وقف شن الهجمات على الغرب، وأن التنظيم وافق على ذلك.
صفقة معقولة جداً
ومراسل الصحيفة النرويجية، كما يذكر معهد ستراتفور في تحليله الذي نقل “يمن مونيتور” أهم مافيه للعربية، قال إنه على اتصال مع عضو القاعدة في جزيرة العرب من خلال وسيط في منشور “المسرى” الذي ينتمي إلى جماعة “أنصار الشريعة”، والذي قَدم هذا العضو بصفته قيادياً في تنظيم القاعدة.
يقول ستراتفور “للوهلة الأولى قد يبدو ذلك صفقة غريبة، ولكن لتؤخذ في سياقها، إنها فعلا معقولة جدا. عملت القاعدة في جزيرة العرب لوقت طويل وصعب من أجل كسب تأييد القبائل في اليمن”. وتلافوا في نواح كثيرة أخطاء تنظيم القاعدة في تونس وليبيا وسوريا.
ويشير التحليل إلى ناحية أخرى مؤكدة للاتفاق فإنه في العديد من الحالات، فإن قادة القاعدة في جزيرة العرب هم إما أعضاء القبائل أنفسهم – كما أنور العولقي – أو متزوجون منها. وعلاوة على ذلك، باستخدام أسماء غطاء مثل أنصار الشريعة، سعت القاعدة في جزيرة العرب لتصوير نفسها على أنها البديل الجهادي أكثر اعتدالا عن تنظيم الدولة، وحتى عندما سيطر التنظيم على الإقليم (يقصد المكلا وأبين)، امتنعت الجماعة عن فرض أشكال قاسية من الشريعة. بدلا من ذلك، فإنه غالبا ما توفر الخدمات الاجتماعية للسكان المحليين”. وقد حصد التنظيم شعبيه كبيرة بين السكان.
العثور على ديل
يعتقد ستراتفور أن هذا القيادي في التنظيم الذي أخبر الصحيفة النرويجية ماهو إلا “كاميرون أوستنفيغ ديل”، بالرغم من أن مراسل (VG) نفى أن يكون هو. وديل هو جهادي نرويجي كانت أول رحلة له إلى اليمن عام 2008، وعاد إليها بعد ذلك عدة مرات حتى رحلته الأخيرة في ديسمبر/كانون الأول 2011، ويلقب أبوعبدالرحمن النرويجي. وتلقى تدريبا من تنظيم القاعدة في اليمن وتعلم كيفية صنع الأحزمة المتفجرة والعبوات الناسفة والمتفجرات المستخدمة في أكبر السيارات المفخخة.
وبعد ثلاث سنوات أعلن عن تصنيفه وأحد من أخطر قيادات التنظيم “الإرهابي” العالمي.
وجنبا إلى جنب مع دائرة أمن الشرطة النرويجية، قالت وزارة الخارجية إن “ديل” ما يزال حياً ويعيش في اليمن.
حاجة القاعدة لوقف الغارات الأمريكية
وتابع المعهد تحليله بالقول: “لم يكن وجود القاعدة في جزيرة العرب مفيد تماما إلى القبائل، فالضربات الجوية الأمريكيَّة المستمرة انهكتهم، لذلك ليس من المستغرب أن القبائل طلبت من تنظيم القاعدة تجنب المزيد من إثارة الولايات المتحدة ضدهم. كما أنه ليس من غير المألوف أن الجماعة اختارت الروابط القبلية على العداء الغربي. تنظيم القاعدة ككل عادة ما يتبع نموذج “بن لادن” التي ترى أن النضال الجهادي طريق لحرب طويلة. هذه الأيديولوجية ترى أن من المستحيل إقامة نظام سياسي إسلامي أصيل بموجب قوانين الشريعة في ظل تواجد الولايات المتحدة وتحكمها بالعالم الإسلامي”.
واختتم التحليل بالقول: “بالنظر أكثر سيبقى اليمن غارقاً في الفوضى لبعض الوقت، يمكن للقاعدة في جزيرة العرب إثبات نفسه حليفا قيما للقبائل في البلاد، لحاجة القبائل لحماية مصالحها وأراضيها. ولكن ذلك لن يكون ممكناً إلا إذا تجنبت الجماعة المزيد من الضربات الجوية والغارات الفدائية، وهو ما قد يفسر لماذا يظهر القاعدة في جزيرة العرب في محاولة للإشارة إلى نيته التنحي ضد الغرب الآن. ليس هناك ضمان، مع ذلك، أن الإدارة الأمريكية الجديدة سوف تجد هذه الرسالة سببا كافيا لوقف قصف الجماعة الجهادية”.
المصدر الرئيس:
ستراتفور:
Has AQAP Traded Terrorism for Protection?
VG.NE:
Yemens al-Qaida: Entered agreement with tribal leaders not to attack the West