إب مدينة محتلة من الفساد منذ زمن، لكنها لا تفارق الحلم أو تلفظ أنفاس الأمل.
إب مدينة محتلة من الفساد منذ زمن، لكنها لا تفارق الحلم أو تلفظ أنفاس الأمل.
إنها الغانية التي صارت أم مثقلة بالوهن.. ما عادت تغري سوى الضباع وآكلي أموال يتامى الوطن الذي تخلى عنهم الأب الشرعي لأنصار الحرام.
مستنزف فيها كل خيرها حتى آخر شبر وآخر حق.
محروم أهلها من خيرها ليصب في أحضان المستثمر صاحب الظهر والسند.
نهش فيها الخوف الكثير، وما تبقى أتى عليه الجوع وعاش الظالم المستبد.
وأنت تمضي في مدينة كـ”إب” تبحث عن موطئ قدم في زحامها، في تنفسها السقيم للحياة، في مكابدتها الصامتة كل يوم.
في وعثاءها رغم زحف الخضرة لكل ما فيها،
في انحدارها الدائم كمثل محبط لفقد الحرية،
هي ذات الحرية الوهمية في مدن أخرى.
إنها مدينة تنزلق حد الشلل الكامل في الأمل بحياة أفضل، ينخر في مفاصلها أكثر من وجع حرب وقبح فساد ومأساة فقر وجوع.
إنه الاستسلام.. وليس السلام.
ستجد لك موطئ قدم بين فقراءها المتزايدين كما الخضرة في جبالها القريبة.
ستجد لك موطئ قدم في طوابير لصوص جدد يتكاثرون في كل مرافق الدولة المسلوبة وهم ينتزعون حقوقهم المصادرة من جلد المواطن الجائع وكأنما لا يكفيه أنه بلا دخل حتى يُطالب بدفع مبالغ في كل تحركاته في مرافق اللا دولة.
ستجد لك موطأ قدم بين مئات من المعلمين الذين يمدون أيديهم كمتسولين من فاعلي خير بعد أن صارت المقولة:
قم للمعلم وفه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا
هب للمعلم متصدقا.. صار المعلم اليوم متسولا.
أنت ستجد موطأ قدم بين مئات الأسرة النازحة التي تعيش على الكفاف وفي ظروف مؤلمة، ستجد في إب تلك السبع المصائب التي ذكرها مثل أحمق.
ستجد القتل وسيلة متاحة في ظل انفلات السلاح الموجه إلى صدر الوطن.
ستجد اليأس يمشي في الطرقات فقد تجسد في شكل كفن يكسو الوجوه العابسة وهي تسير في حيرة حتى متى تظل محنة اليمن؟!
في إب لن تجد مدينة للسلام بل قنبلة موقوتة من الألم.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.