85 منظمة إنسانية تسعى لإنقاذ الصومال من شبح المجاعة
عقدت منظمة التعاون الإسلامي، برعاية الحكومة الصومالية الفيدرالية، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا إنسانيًا في العاصمة مقديشو، بمشاركة نحو 150 ممثلًا من 85 منظمة محلية وإقليمية ودولية. يمن مونيتور/ مقديشو/ وكالات
عقدت منظمة التعاون الإسلامي، برعاية الحكومة الصومالية الفيدرالية، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا إنسانيًا في العاصمة مقديشو، بمشاركة نحو 150 ممثلًا من 85 منظمة محلية وإقليمية ودولية.
وقالت المنظمة إن الاجتماع الذي يحمل شعار” تجديد الالتزام بمنع المجاعة في الصومال”، يأتي بهدف تعزيز العمل الإنساني المشترك، والعمل على منع تدهور الوضع الإنساني في الصومال إلى حالة مجاعة قد تقضي على الحجر والبشر، حسبما نقلت وكالة الأناضول.
وخلال الاجتماع، قالت مريم قاسم، وزيرة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث بالصومال، إن الإجتماع يعكس مدى جدية الجهات الإنسانية على تكثيف جهودها، والتنسيق في آن واحد من أجل تقديم يد العون المساعدة على ملايين المتضررين من ويلات الجفاف.
وأوضحت الوزيرة أن الحالة الإنسانية، التي تشهدها البلاد تتطلب مزيدًا من التنسيق في العمل الإنساني؛ حتى لا يتفاقم الوضع الراهن في البلاد ولتفادي المجاعة.
وعبر المشاركون عن قلقهم البالغ إزاء هذه الكارثة الإنسانية، وحجم الاستجابة الدولية تجاه المجاعة المحتملة، التي تعيد إلى الأذهان مجاعة عام 2011، التي تسببت في وفاة نحو360 ألف شخص.
من جهته، قال هاني البنا رئيس مؤسسة الإغاثة الإسلامية في بريطانيا (دولية خيرية)، إن الوضع الإنساني في الصومال ينذر بحدوث المجاعة، وعلى الجهات الإنسانية إدراك أهمية التنسيق في العمل الإنساني، ما يؤثر إيجابًا على العمل الخيري، والمحتاجين، الذين يعانون من أزمة إنسانية حادة.
وأوضح هاني أنه بدون التنسيق، ستهدر الأموال وتتضاعف المصاريف دون أن تصل إلى مستحقيها، متوقعًا أن يساهم هذا لاجتماع في الحد من أن يتحول الوضع إلى كارثة إنسانية.
وأكد المشاركون في الاجتماع على أهمية بذل مزيد من الإهتمام والجهد لإيجاد حلول مستدامة تسمح للصومال بمواجهة تداعيات تغير المناخ، ودورات الفيضانات، والجفاف، وتعزيز قدراته على الصمود إلى جانب الإغاثة العاجلة.
من جانبه، قال خالد بن محمد مدير عام البرامج والرعايات لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، إنه انطلاقا من خبرتنا في مجال الإغاثة، والتنمية في الصومال، يسهل التنسيق العمل الإنساني، ويكرس الإغاثة ويضمن إيصال المعونات إلى المحتاجين بشكل سهل وبأقل تكلفة.
واشار خالد إلى أنه يأمل أن تكون نتائج الاجتماع جادة، وتحول دون انزلاق البلاد إلى كارثة إنسانية لا تحمد عقباها.
وبحسب القائمين على الاجتماع، فإن مخرجات الاجتماع ستعرض على مؤتمر لندن (حول الصومال)، الذي سيعقد في شهر مايو/أيار المقبل، بمشاركة الدول المانحة، لبحث الملف الصومالي إلى جانب الوضع الإنساني في البلاد.
وفي فبراير/شباط الماضي، أعلنت الحكومة الصومالية أن البلاد تعيش كارثة بسبب الجفاف، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية وفاة 343 شخصا في الصومال منذ 2017 بسبب وباء الكوليرا.
ودعا العالم إلى الإسراع في توصيل المساعدات الغذائية والخدمات الطبية إلى شعب الصومال في أقرب وقت، من أجل تفادي تكرار وفاة عشرات الآلاف من البشر كما حدث عام 2011، عندما ضرب الجفاف الشديد جيوبا من الصومال، وأودى بحياة 2600 شخص، وتسبب فيه الصراع وحظر المساعدات الغذائية في المناطق الخاضعة لسيطرة حركة “الشباب”.
وتتواصل التحذيرات الأممية من تفاقم الوضع الإنساني في الصومال وتحوله إلى كارثة إنسانية ما لم تتدخل الجهات الإنسانية للحد من أزمة الجفاف، وتخفيف معاناة المتضررين، الذين يقدر أعدادهم بنحو 6 مليون صومالي (نحو 60% من إجمالي السكان) معظمهم نساء وأطفال.