آراء ومواقف

روسيا وإيران وأمريكا في سوريا

د. محمد صالح المسفر

روسيا عمليا تحتل سوريا باتفاق مع الرئيس المجرم في حق شعبة، بشار الأسد، يعينها على الأرض احتلال إيراني آخر له كامل الصلاحيات في مجال التعليم والإحلال السكاني والإعلام، ويساند قوتي الاحتلال الروسي والإيراني جحافل من الميليشيات الطائفية المسلحة استوردت من خارج القطر السوري لمحاربة السوريين المعارضين للنظام وتمكين بشار الأسد من حكم سوريا تحت شعار أحكمكم أو أقتلكم. روسيا عمليا تحتل سوريا باتفاق مع الرئيس المجرم في حق شعبة، بشار الأسد، يعينها على الأرض احتلال إيراني آخر له كامل الصلاحيات في مجال التعليم والإحلال السكاني والإعلام، ويساند قوتي الاحتلال الروسي والإيراني جحافل من الميليشيات الطائفية المسلحة استوردت من خارج القطر السوري لمحاربة السوريين المعارضين للنظام وتمكين بشار الأسد من حكم سوريا تحت شعار أحكمكم أو أقتلكم.
(2)
روسيا الاتحادية تبرر احتلالها للقطر العربي السوري الشقيق بأنها أتت بكل قوتها العسكرية لمحاربة الإرهاب، واستعانت بإيران التي أعلنت على الملأ أنها أصبحت تحكم أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء وتتطلع إلى التمدد نحو عواصم عربية أخرى. لكن في الواقع العملي قوات الاحتلال الروسي لم تحارب الإرهاب في سوريا إطلاقا، وإنما حاربت وقتلت قوى الشعب السوري المطالب بالحرية والمشاركة السياسية والعدالة وحقة في اختيار نظام الحكم الذي يحقق له تلك المطالب.
روسيا استخدمت في قتال الشعب السوري أحدث أنواع أسلحتها وجعلت الأرض السورية مجال اختبار أسلحتها الحديثة، إنها تشن هجوما بالصواريخ على مراكز القوى الوطنية السورية المعارضة لنظام بشار الأسد من البحر الأسود والبحر المتوسط، إلى جانب الغارات الجوية بشكل يومي. وتحت سمع وبصر قوات الاحتلال الروسية لسوريا استخدم بشار الأسد السلاح الكيماوي (غاز الأعصاب) للمرة الأولى بشكل كثيف في 21 / 8 / 2013 على الغوطة شرق دمشق، ونتيجة لتلك الغارة الوحشية ذهب ضحيتها مئات من السكان معظمهم أطفال ونساء وكبار في السن، وضج المجتمع الدولي لتلك الجريمة وعلى أثرها تدخلت روسيا لتحمي نظام بشار الأسد من الانتقام الدولي فاقترحت تجريد سوريا وجيشها من مخزونها من أسلحة الدمار الشامل، على أن تكون هي الجهة الضامنة وتسليم جميع المخزون منه إلى روسيا الاتحادية وكان لها ما أرادت.
يتضح من سير الأحداث ومن تكرار استخدام الأسلحة المحرمة دوليا من قبل زبانية بشار الأسد أن روسيا الاتحادية متواطئة مع النظام السوري في هذا الشأن، وأنها لم تجرد الجيش السوري من ذلك السلاح الفتاك، بمعنى آخر روسيا خدعت المجتمع الدولي بإعلانها أن سوريا أصبحت خالية من هذا السلاح الرهيب، ومن هنا يجب على المجتمع الدولي مساءلة روسيا على ما يفعل النظام الحاكم في دمشق تجاه الشعب واعتبار روسيا شريكا في مذبحة الشعب السوري بالسلاح الكيماوي وغيره من الأسلحة المتطورة والبراميل المتفجرة.
(3)
عودة إلى محاربة الإرهاب أينما وجد، نؤكد القول إن الإرهاب لا يمكن القضاء علية بالطائرة والمدفع والسلاح الكيماوي، وإنما بالوصول إلى جذور ذلك الإرهاب، أعنى البحث في أسبابه ومكوناته والقضاء على تلك الأسباب، وأجتهد في القول، إن من إهم الأسباب التي دفعت الناس إلى ما نحن فيه اليوم من حروب في اليمن ومصر وسوريا والعراق وليبيا، هو الظلم والفساد والاستبداد السياسي، واحتكار السلطة والمال العام لفئة محددة من الناس. تلك هي بعض أسباب الإرهاب.
وعلى هذا اختلفت النظم السياسية عبر العالم على تعريف الإرهاب، منذ موقعة ميونيخ 1972، وراحت الأمم المتحدة تحاول منذ ذلك العام أن توجد تعريفا جامعا شاملا للإرهاب، إلا أنها لم تجد توافقا بين الدول الأعضاء على تعريف محدد، وراحت كل دولة تعرف الإرهاب حسب مصالحها، بعض الدول في العالم الثالث تعتبر المعارضة لنظام حكمها إرهابا واجبا محاربته بكل الوسائل، وهذا ما يفعله نظام بشار الأسد اليوم في سوريا، وما يفعله الجنرال السيسي في مصر، وحزب الدعوة في العراق فالمعارضة عندهم إرهاب. وللخروج من هذا المأزق فلابد من تحقيق العدالة والمساواة بين الناس والحكم الرشيد في كل مناحي الحياة، عندها يختفي الإرهاب.
(4)
بشار الأسد ومن تحت الحماية الروسية له، استخدم السلاح المحرم دوليا (غاز السارين) ضد المواطنين السوريين في مدينة خان شيخون وهم نيام الأمر الذي أودى بحياة المئات من الأطفال والنساء وكبار السن الأمر الذي أدى إلى اشمئزاز العالم دون استثناء وأدانوا ذلك العدوان الرهيب على الإنسان في سوريا.
أمريكا أدانت تلك الجريمة واعتبرتها تحديا للإنسانية، وعلى ذلك اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا بالرد على تلك الجريمة، فأمر البحرية الأمريكية المرابطة في شرق البحر الأبيض التوسط بتدمير المطار الذي انطلقت منه الطائرات السورية لتصب حممها بالسلاح الكيماوي على خان شيخون، فأمطرت البحرية الأمريكية مطار الشعيرات الواقع إلى الجنوب الشرقي لمدينة حمص بوابل من صواريخ توما هوك بلغ عددها 59 صاروخا. لكنها ليست ضربة رادعة، وإنما أرادت الإدارة الأمريكية من هذا إرسال رسائل في اتجاهات متعددة، ومن هنا نقول، إذا لم تلحق تلك الضربة على مطار الشعيرات بضربة أخرى موجعه لنظام بشار الأسد وحلفائه فإن الهيبة الأمريكية ستسقط في الحضيض.
نلاحظ أن الرد السوري الروسي على الغارة الصاروخية الأمريكية التي ادعت أنها أخرجت مطار الشعيرات من الخدمة يوم الجمعة، أنه في يوم السبت قامت طائرات من المطار المستهدف بغارات جوية على أرياف إدلب وحماه ودرعا مستخدمة أسلحة كيماوية منها الفسفور الأبيض المحرم دوليا والقنابل العنقودية والنابالم الحارق كما قام الطيران الروسي بارتكاب مجزرة في قرية أورم الجوز في ريف إدلب. يلاحظ من ردة الفعل الروسية السورية آنفة الذكر أنها انتقام من الشعب السوري ردا على الخطوة الأمريكية وليس مواجهة القوة الأمريكية فماذا سيكون الموقف الأمريكي بعد هذا التحدي؟
(5)
بشار الأسد وعصابة حكمه لم يتركوا للأمة العربية خيارا للوقوف في وجه أي دولة تشهر سلاحها ضد أي قُطر عربي، الغارة الأمريكية السابق ذكرها لاقت تأييدا من معظم الدول العربية ناهيك عن الدول الأوروبية. فيا للهول!! أصبحنا في موقف الإشادة والتأييد لأي دولة تهاجم أهلنا في سوريا أو العراق تحت شعار محاربة الإرهاب.
آخر القول: نريد أمريكا تعين الشعب السوري على التخلص من نظام بشار الأسد، نريد مواقف لنصرة الشعب السوري الشقيق.
نقلا عن الشرق القطرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى