كتابات خاصة

الاخوه الأعداء

أحمد الرافعي

تخرج جيوب الخيانات إلى العلن حين يحس عدوك أنه في النزع الأخير، حينها يقول لجيوبه الخائنة: اخرجوا وانتشروا وافرغوا رصاصاتكم، وبمنطق الهلع يصرخ فيهم؛ لم يعد افتضاح أمركم أهم لدي من سقوطي! تخرج جيوب الخيانات إلى العلن حين يحس عدوك أنه في النزع الأخير، حينها يقول لجيوبه الخائنة: اخرجوا وانتشروا وافرغوا رصاصاتكم، وبمنطق الهلع يصرخ فيهم؛ لم يعد افتضاح أمركم أهم لدي من سقوطي!
وبمقدار الألم الذي تخلفه في افئدتنا تلكم الضربات الخائنة من داخل الصف الذي نستند عليه.
إلا أنه لو (تأملناه بروية وعمق) مؤشر لتهاوي الطرف الآخر الذي بدأ يستنفذ آخر أوراقه وأسلحته كما وأنها هبة في صورة فاجعة. تلفظ من الصف كل خبث ولؤم مستتر.
هذه الهدية الموقظة تأتي بها الأقدار للصف النضالي من أجل اليقظة وإختبار ورصد ومحاصرة ومن ثم القضاء على كل الجيوب الخائنة.
وليس في تحركات الخيانة ما يمكننا أن نحمله على حسن الظن. إذ أنه استقر في وعي الصف المقاوم أن الوقوف مع الدولة بيِّن (من البيِّنه) والوقوف مع الإنقلاب بيِّن. وليس الوقوف مع الدولة والمقاومة إدعاء تلوكه اللسان، وإنما سلوك منضبط وسوي في أفعاله أو ردود أفعاله.
هذه الجيوب التي يمثل افتضاح أمرها اليوم تعجيلاً موازياً لبزوغ فجر الدولة المدنية والتي بإستعادتها نكون قد تلونا بيان النعي لكل المشاريع الخائبة.
حين قال فولتير (اللهم اكفني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم)، كان يتحدث عن هذا النوع من الصداقات المستترة التي تضمرأفئدتها لك الشر وتنطق أفواهها بمعسول القول.
هذا النفاق الذي يلبس ثوب المساندة ويتوغل في صفك مستغلاً ثقتك وإيمانك بالشراكة والانفتاح. ليمارس استنزافك من الداخل ولخبطة أوراقك النضاليه وليخلق لك جواً من الدوشة والفوضى في اكثر وقت تحتاج فيه للتخطيط والترتيب الهادئ لبناء الدولة المنشودة للأجيال القادمة..
يفعل الخائن أفعاله فيمنح العدو ألف فرصة للتقول عليك والتشنيع بك. فتتزعزع معنويات الصف المناضل ويتأخر الإنتصار.
(هم العدو فاحذرهم) قالها الله لنبيه، وأول الحذر وعي. وعي قادر على القراءة السويه العادلة الفطنة لتحركات العدو وأساليبه وقادرٌ أيضاً على التفريق بذكاء بين ردود الأفعال المناسبة ممن ينتسبون إلى الصف النضالي والتي تحفظ كيان الدولة وكيان المقاومة من كل نوايا تفتيت أو تشظيه..
أكبر أخطائك عند إدارة الصراع تتولد عن السذاجة والغفلة ومن نافلة القول التذكير بأن معركة بناء الدولة واستعادة السلطة من الانقلاب إلى الشعب هي المعارك التي تحرك التاريخ وتدونها الكتب وتكون خاتمة انتصارها هي الرخاء للأمة التي تدفع الأثمان الباهضة لذلك في معركة اليوم. هذه المعركة المصيرية تحتاج بعد الوعي إلى حزم في الأفعال وردود الأفعال التي تتحرك بقبضة الدولة بإعتبارها المشترك المجتمعي التي فوضته الجماهير في الحفاظ على مصالحها.
في أوقات الأزمات الخانقة والمعارك المصيرية تكبر المراهنة على كاريزما القيادة وصفاتها الحديدية القادرة على التحرك بخفة في وديان الصقيع. قيادة الرؤية الواضحة بلا غبش قيادة التصميم والإرادة والمثابرة والتفاؤل والتجرد والتضحية والإستعداد اللا متناهي للعطاء هذه القيادة التي تتقن فنون التواصل مع الجماهير وتحشيدها وزرع الأمل في نفوسها والتوحد مع أحلامها.
قيادة تعرف واجبها جيدا في هذه اللحظات الحالكة التي يحتاج فيها الوطن إلى درجات عالية من اليقظة والإستعداد والنوايا الخيرة والحكمة التي تجيد وضع كل فعل أو ردة فعل في مكانه المناسب بلا تردد أو تباطؤ أو سذاجة.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى