وُضِعَ الحُوثيون كلغمٍ خطرٍ جداً في طريق التسوية السياسية، وسرعان ما انفجر هذا اللغم بوجه الجميع ومضى يزرع الألغام ويتناسل الغاماً، حتى أن الحوثيين باتوا اليوم أكبر لغم مزروع في طريق صالح ويمنعه من تنفيذ مخططه واستكمال مناورته السياسية. يصادف يوم أمس، الرابع من نيسان/ ابريل من كل عام اليوم العالمي للألغام، وفي مثل هذا اليوم قبل عامين اعتقل السياسي اليمني البارز محمد قحطان إثر مداهمة عناصر مسلحة محسوبة على الانقلابيين منزله في صنعاء، وضعية قحطان كمعتقل في مكان سري هو لغم خطير جداً يتهدد حياته وحياة أسرته كل ساعة وكل حين.
انضم اليمن عام 1997 إلى اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد والمعروفة أيضا باتفاقية أوتاوا، لكن المخلوع صالح لم يكن صادقاً مع المجتمع الدولي، بدليل هذه الآلاف المؤلفة من الألغام التي زرعت في المدن والأحياء وفي المنازل لإيقاع أكبر قدر من الضحايا في صفوف خصوم الانقلابيين.
تفنن الحوثيون بإسناد تقني من إيران وحزب الله في صناعة ألغام أكثر فعالية من تلك التي تم استيرادها كأسلحة قتل صامتة طيلة حكم المخلوع صالح، حيث يجري صناعة ألغام تتماهى مع الطبيعة فتزرع كحجر أو بلون الأزفلت أو كشجرة أو صفيحة أو أي شيء آخر لا يثير الانتباه أو حتى الشك، قبل أن يتمكن الجيش من بناء خبرة كافية للتعامل مع هذا النوع الجديد كلياً من الألغام.
لا يحارب الانقلابيون اليوم إلا بهذه الألغام وبالقناصة، ولا فرق لديهم بين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية، يريدون فقط أن ينتصروا، ليست هناك أخلاق حرب يتقيدون بها، يريدون فقط حسم المعركة لصالحهم.
لكن لا يبدو أنهم قادرون على الحسم ولكنهم لا يكلون ولا يملون عن زرع الألغام وزرع القناصة في كل مكان يستطيعون التمسك به والسيطرة عليه.
وُضِعَ الحُوثيون كلغمٍ خطرٍ جداً في طريق التسوية السياسية، وسرعان ما انفجر هذا اللغم بوجه الجميع ومضى يزرع الألغام ويتناسل الغاماً، حتى أن الحوثيين باتوا اليوم أكبر لغم مزروع في طريق صالح ويمنعه من تنفيذ مخططه واستكمال مناورته السياسية.
اليمنيون لا يكفون عن مواجهة الألغام، فها هي “منظمة مواطنة” تصدر تقريرها حول الألغام، لا لأنها حريصة على الناس بل لكي تضمن تسويق الحد الأدنى من ضحايا هذه الألغام ولكي توزع عبئها الأخلاقي على أكثر من طرف.
فهي لا تتورع عن التوصية لمن تسميها “قوات الرئيس هادي” والمقاومة بعدم استخدام الألغام والكشف عن الألغام التي زرعوها، مع أن الجيش الوطني من جميع النواحي الدفاعية والتكتيكية ليس مضطراً لاستخدام الألغام، بل أن جزء كبير من معركته هي مع الألغام التي يزرعها الانقلابيون.. لماذا يا ترى سيزرع الجيش ألغاما وهو الذي يتقدم وليس في وضعية دفاعية أصلاً.
الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وضعوا ألغاماً عديدة في طريق الحكومة وأنصار السلام في اليمن، دعموا مطابع الكتاب المدرسي بصنعاء التي تورطت بطباعة كتب طائفية سوف تتسبب بدورات حروب لن تنقطع إذا قدر لها أن توزع وتفرض على طلاب المدارس.
الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وضعوا ألغاماً سياسية حول صنعاء والحديدة، وهاهم يشهرون الأرقام المتفق عليها بشأن خطر المجاعة ويتحدثون عن 7 ملايين إنسان يعانون من المجاعة، ولكنهم لا يعملون شيئاً لإنقاذهم، وكل ما يريدونه هو حمل الحكومة على القبول بالانقلابيين وبالنتائج التي فرضها الانقلابيون وفي هذه الحالة ستنتهي المجاعة دفعة واحدة.
لا أحد يقلل من خطر المجاعة ولكن هذه المجاعة يمكن أن تتفاقم إذا استمر المجتمع الدولي في مواجهة الحكومة ومنعها من فرض القانون وإنهاء الانقلاب. السلام هو الذي يجلب الاستقرار ويقضي على المجاعات ولكن هذا السلام بالنسبة لليمن لا يمكن أن يتحقق إلا بهزيمة أساس الشرور كلها وهو الانقلاب.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.