على أيديهم دخلت فكرة المذهب الهادوي لليمن والذي تطور على يد حسين الحوثي ليتحول إلى تشيع متطرف، كأنما لا يكفي تفضيلهم لعرقهم وتوطين فكرة أنهم سادة وباقي اليمنيين عبيد. حقاً إن الانقلاب الذي قامت به جماعة الحوثي وميليشياتها بدد في طريقه حلم الدولة المدنية التي سعت إليها ثورة 11 فبراير، وانقلب على الحكم الجمهوري الذي أسقط الإمامة الأولى في 26 سبتمبر 1962.
نعم، هو ينتهك حقوق الإنسان في هذا الوطن، وقاد ضده حرب عبثية أوشك الناس أن ينسوا أسبابها باستحداث أسباب أخرى.
حقا أنهم قاموا بأكبر عملية سرقة ولصوصية في التاريخ فسرقاتهم تبدأ من حبة البيض والسمن وغلة الحبوب وقوت الرعية وتنتهي بسرقة دولة وموارد شعب، وأخيراً أموال إغاثة هذا الشعب.
نعم هذا الانقلاب يمرغ كرامة اليمنيين في مهانة الجوع والحاجة والفقر والمرض والجهل.
وهذا ليس بجديد في سياسة الإمامة القديمة.
نعم هم اعتقلوا، وقتلوا، وشردوا، ودمروا في هذا الوطن شعباً وإنساناً..
لكن تظل قضيتنا العظمى التي لا تنفصل عن قضية استعادة الدولة هي قضية عقائدية بالدرجة الأولى.
فعلى أيديهم دخلت فكرة المذهب الهادوي لليمن والذي تطور على يد حسين الحوثي ليتحول إلى تشيع متطرف، كأنما لا يكفي تفضيلهم لعرقهم وتوطين فكرة أنهم سادة وباقي اليمنيين عبيد.
الآن يسعون بكل الطرق إلى مسخ هوية اليمني و”تبقيره” وإدخاله إلى حضيرة التشيع بكل الطرق والوسائل.
الانقلاب يجتهد بغرس الطائفية بكل قبحها في اليمن بعد أن أصّل لعنصرية السلالة في عمق المجتمع اليمني.
يتناسون أن هناك عقول ستظل ترفض هذا التجهيل والتدجين وستسعى للرفض بكل أسلوب أيضا، لتصبح اليمن بؤرة صراع يفني فيها الإنسان وتظل أحقاده وأفكاره تتوارثها الأجيال.
كيمنيين لن تحارب العنصرية بعنصرية أخرى والطائفية بطائفية أخرى، ولطالما تحدثنا أن الهاشمية تجني على نفسها بهذا النهج لتتحول إلى أقلية غازية بدلا من أقلية مواطنة.
نحن كشعب حر لا نريد أن يزمن هذا الصراع ليصبح جزء من حياتنا، لكن من يقنع الدجاجة بحق المساواة ودولة المواطنة.
إن التشظي الحقيقي هو بوجود هذا المذهب الدخيل ومحاولة تفقيسه رغما عنا في عقول هذا الجيل كما سبق وفعلت الهاشمية ذلك قبلاً بتقسيم المجتمع اليمني إلى سادة وعبيد.
إن الحروب المرتبطة بالدين والعقيدة هي أقوى الحروب وأكثرها استماتة وتدميرا.
وعلى القوى العربية في التحالف أن تقف بثبات أمام هذا المد الشيعي المتطرف وألا تمهله حتى يفرخ ويحلق إلى أبعد من حدود اليمن.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.