وهم البحث عن “الكنوز” يعرض تراث صنعاء القديمة المعماري للانهيار
كشفت صحيفة “القدس العربي” نقلا عن مصادر محلية, اليوم الأحد, » أن عدد حفريات الأنفاق المُكتشفة مؤخراً تحت مباني صنعاء القديمة وصل إلى 15 حفرية، مُحذرةً من انهيارات وشيكة لكثير من مباني هذه المدينة التاريخية. يمن مونيتور/صنعاء/متابعات
كشفت صحيفة “القدس العربي” نقلا عن مصادر محلية, اليوم الأحد, » أن عدد حفريات الأنفاق المُكتشفة مؤخراً تحت مباني صنعاء القديمة وصل إلى 15 حفرية، مُحذرةً من انهيارات وشيكة لكثير من مباني هذه المدينة التاريخية.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الهيئة اليمنية للآثار والمتاحف مهند السياني قوله , أنه تم الكشف، حتى كتابة هذا التقرير عن 15 نفقا حفرت جميعها في المحيط الشمالي الشرقي للجامع الكبير وسط المدينة، وتم اكتشاف حفريتين منها داخل منزلين والبقية داخل دكاكين، موضحاً أن أعماق بعض الحفريات المكتشفة وصلت إلى عشرة أمتار فيما وصل الامتداد إلى أكثر من عشرين متراً.
ووفقاً للسيّاني فإن تقرير الآثاريين حول هذه الانفاق قد كشف أن بعضها يعود إلى نحو عشر سنوات، ما معناه أن حفر الأنفاق ليس جديداً على المدينة بل ممتد لسنوات دون علم السلطات المعنية وهو ما يمثل دليلا إضافيا لما تعانيه المدينة من عبث وإهمال من قبل ثلاثي لصوص التاريخ والقائمين عليها والساكنين فيها.
وعزا نائب رئيس الهيئة اليمنية للمحافظة على المدن التاريخية نبيل منصر عدم اكتشاف هذه الانفاق في الفترة السابقة إلى كون هذه الانفاق داخل منازل ودكاكين والتي تمثل حُرمات خاصة علاوة على عدم تلقي الهيئة لأي بلاغ اشتباه قبل البلاغ الأخير، موضحاً أن الهيئة باتت بفعل الظروف الراهنة عاجزة عن مواجهة أي تحديات نظراً لضعف إمكاناتها وافتقارها لما يمكنها من تنفيذ الحد الأدنى من جهود الحفاظ، معتبراً ما تعانيه صنعاء القديمة في ظل الظروف الراهنة جراء الحرب يمثل تحدياً وتهديداً هو الأكبر لتاريخها وتراث اليمن الثقافي عموماً.
ووفق رئيس هيئة الآثار والمتاحف فانه تم ضبط اثنين من المتهمين بهذه الحفريات فيما ما زال التحري والتحقيق جاريا لمعرفة بقية المتورطين.
وكانت أعمال حفريات أثرية سابقة في نطاقات مباني تاريخية داخل المدينة قد كشفت عن بقايا أساسات مباني مدفونة ولُقى أثرية تعود إلى مراحل سابقة، وهو ما يعتبره مهند السيّاني أمراً طبيعياً لأن تاريخ المدينة يمتد لأكثر من ألفيّ سنة شهدت خلالها تراكما آثاريا لمدن قديمة شُيّدت مبانيها على أساسات مباني أقدم؛ وبالتالي فإن العثور على أساسات ولُقى قد دفع بعض المهووسين بالكنوز لتضخيم أحلامهم وأوهامهم لاسيما في هذه الفترة ودفعهم للتسابق لتنفيذ حفريات إنفاق «بحثاً عن أحلام مدفونة».
وتُعد صنعاء من أقدم المدن العربية المأهولة بالسكان، ولخصوصيتها التاريخية والحضارية أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» ضمن قائمة التراث العالمي عام 1984 ونتيجة لما تتعرض له من مخاطر بفعل الوضع الراهن للبلد أقر اجتماع لجنة التراث العالمي (اعلان بون، تموز/يوليو 2015)، وضع المدينة ضمن قائمة المواقع المعرضة للخطر.