تصاعد موجة الكراهية في الغرب للأجانب وخاصة المسلمين منهم، وانتشار ظاهرة ما يُعرف بـ» الإسلامو فوبيا» لم يكن بفعل السلوكيات الخاطئة لبعض المتطرفين من المسلمين الذين ارتكبوا أعمالا إرهابية، وإنما نتاج سياسة ممنهجة وإعلام يربط الإرهاب بالمسلمين في كل حادثة ومناسبة. تصاعد موجة الكراهية في الغرب للأجانب وخاصة المسلمين منهم، وانتشار ظاهرة ما يُعرف بـ» الإسلامو فوبيا» لم يكن بفعل السلوكيات الخاطئة لبعض المتطرفين من المسلمين الذين ارتكبوا أعمالا إرهابية، وإنما نتاج سياسة ممنهجة وإعلام يربط الإرهاب بالمسلمين في كل حادثة ومناسبة.
ومع كل حادث إرهابي يقع بهذه الدولة أو تلك تسارع الجهات الرسمية للحديث عن فرضية العمل الإرهابي حتى قبل معرفة ملابساته والتحقيق فيه، وعلى الفور تلتقط الرواية وسائل الإعلام وتستدعي صورة المسلم المتوحش في نظرها وتفرد للقصة الخبرية مساحة واسعة زمنا وتحليلا.
وفي الحالات التي تعلن فيها سلطات هذا البلد أو ذاك أن التحقيق جار لمعرفة ما إذا كان العمل يحمل طابعا إرهابيا أو لا، يكون التفسير المعتاد في التجارب السابقة، أن التحقيق يستهدف التأكد هل الفاعل مسلم أم غير مسلم، وليس دوافع الجاني والجهات التي تقف خلفه، بغض النظر عن دينه وجنسيته.
والمثال الحديث لهذا التعامل ما أعلنته الشرطة الألمانية من أن الرجل الذي اعتدى بالساطور على ركاب قطار وأسفر عن إصابة 10 أشخاص في مدينة دوسلدورف الألمانية يعاني من اضطرابات نفسية، وهي الرواية الرسمية في أوربا عندما يكون الفاعل غير مسلم.
وأظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة جورجيا ونشرت تقريرا عنها صحيفة» إندبندنت» البريطانية أن وسائل الإعلام لا تهتم بالهجمات الإرهابية، خاصة عندما لا يكون المنفذ مسلما، خلافا للأمر عندما يكون الفاعل مسلما حيث تهتم أربعة أضعاف ونصف بالقصة.
الدراسة تناولت الهجمات الإرهابية، التي حدثت في الفترة ما بين 2001 إلى 2015، وذكرتها قاعدة بيانات الإرهاب الدولي، التي تعرف الإرهاب بأنه «التهديد أو استخدام العنف وقوة غير قانونية من جماعات غير دولية؛ لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أو دينية أو اجتماعية، عبر التخويف والإكراه والاستفزاز».
وللتدليل على الدور السلبي للإعلام في تكريس صورة المسلم كإرهابي في أوساط المجتمعات الغربية، تنقل الدراسة عن الباحثين أنه» منذ هجمات سبتمبر 2001، فإن الأمريكيين عندما يسمعون كلمة إرهاب فإنهم يفكرون بالمسلمين».
ومع أن الهجمات التي نفذها المسلمون قليلة، إلا أنها وفق الدراسة حظيت بتغطية إعلامية بنسبة 44%، وبلغة الأرقام، فإن الهجمات التي نفذها مسلمون حظيت بـ 90.8 مقال، أما التي نفذها مسلم وأجنبي فحظيت بـ 192.8 مقال. ولاحظ الباحثون أن تغطية الهجمات الإرهابية تعتمد على عدد من العوامل، منها إذا تم القبض على المنفذ فإن الإعلام يتابع الاتهامات والمحاكمة له، مستدرين بأن الهجمات على منشآت الحكومة والموظفين تحظى بتغطية صحافية أكبر، وفي حال تسبب الهجوم بقتلى وجرحى كثر فإن التغطية تكون أوسع.
وخلص الباحثون إلى أنه» سواء كان المنفذ أجنبيا أم لا، فإن الصحافة الأمريكية تقوم بتأكيد العدد القليل من الهجمات التي ينفذها مسلمون بطريقة غير متناسبة، بشكل يقود الأمريكيون إلى الشعور بحس مبالغ فيه من التهديد».;
نقلا عن العرب القطرية