خبراء لـ(يمن مونيتور): روسيا قلقة من تطويق حلفائها في صنعاء وتقليص نفوذ إيران
أظهر تقدم القوات الحكومية اليمنية في سواحل اليمن الغربية وزحفها نحو ميناء الحديدة الاستراتيجي الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي المسلحة وحليفها صالح، مواقف دولية جديدة قد تغير في معادلة الصراع داخل البلاد حسب خبراء ومراقبين.
كشف ذلك، تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الروسية مساء أمس الاثنين والتي أبدت قلق موسكو من خطط الحكومة اليمنية والتحالف العربي بقيادة السعودية لتحرير أكبر مرفأ في اليمن (ميناء الحديدة الاستراتيجي). يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
أظهر تقدم القوات الحكومية اليمنية في سواحل اليمن الغربية وزحفها نحو ميناء الحديدة الاستراتيجي الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي المسلحة وحليفها صالح، مواقف دولية جديدة قد تغير في معادلة الصراع داخل البلاد حسب خبراء ومراقبين.
كشف ذلك، تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الروسية مساء أمس الاثنين والتي أبدت قلق موسكو من خطط الحكومة اليمنية والتحالف العربي بقيادة السعودية لتحرير أكبر مرفأ في اليمن (ميناء الحديدة الاستراتيجي).
وقالت الناطقة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا: “يقلقنا للغاية خطط اقتحام ميناء الحديدة. والقتال في تلك المنطقة سيؤدي ليس فقط الى هروب السكان، بل وسيقطع العاصمة صنعاء عن إيصال الغذاء والمساعدات الإنسانية، وما هي العواقب التي ممكن أن تظهر نتيجة لذلك، ليس هناك حاجة للكلام عن هذا الشي…كل هذه الفوضى من مصلحة تنظيمي “داعش” و”القاعدة” الإرهابيين، اللذان يتشعبان في العديد من المناطق اليمنية، وبالتحديد في الجنوب، ويزيد هذا تعقيد الوضع الإنساني هناك”. -حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك.
يأتي تصريح المتحدثة الروسية في الوقت الذي تعقد فيه الإدارة الأمريكية الجديدة، اجتماعات مكثفة عن إمكانية دعم الحكومة اليمنية من أجل تحرير الميناء.
وفي جلسة لمجلس النواب الأمريكي، الخميس الماضي، طالب جيرالد فايرستاين، السفير الأمريكي السابق في اليمن ومدير مركز شؤون الخليج في معهد الشرق الأوسط بدعم القوات الحكومية في السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي، قائلاً إن من شأن ذلك إرغام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي المسلحة على القبول بالحل السياسي وتنفيذ قرار مجلس الأمن (2216) الذي لايزال الحوثيون يضربون به عرض الحائط.
ويرى خبراء ومراقبون وسياسيون إن القلق الروسي نابع من قلق إيراني بامتياز وتحرير الحديدة سيضيق الخناق على حلفاء روسيا في اليمن وستفقد جماعة الحوثي وحلفائها موقف تفاوضي متمايز.
قلق إيراني بامتياز
يقول استاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء الدكتور “عبد الباقي شمسان”، إن قلق روسيا يندرج في إطار التعاون مع إيران معتبرا ذلك قلق إيراني بامتياز.
وأضاف “شمسان” في تصريح لـ”يمن مونيتور”، أن روسيا تهدف إلى الحفاظ على موقف تفاوضي متمايز للحوثيين.
وأشار إلى أن استعادة ميناء الحديدة يعني استكمال السيطرة على المنافذ البحرية والسيطرة على المحافظات الساحلية بعد أن تم السيطرة على المحافظات النفطية.
وأفاد “شمسان” ذلك يعني أن الحوثي وحلفاءه سوف يكونوا في مجال جغرافي ضيق المكان ومعدوم المنافذ لتزويدهم بالمعدات، الأمر الذي سيؤدي حتما بشكل سريع إلى انهيارهم.
سيقود إلى صراع بين الحلفاء
وأكد شمسان إن تضييق الحصار بتحرير ميناء الحديدة، سوف يقود إلى اندلاع الصراع بين حلفاء الحرب الداخلية في صنعاء.
وبين الدكتور “شمسان” أن الصراع الآن على أشده بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح فكلا منهما يسعى لأن يكون اللاعب الرئيس الذي يتوجب أن يدير الداخل ويتفاوض مع الخارج مشيرا إلى أن فقدان صالح النفوذ والسيطرة يعني خسر رهان المقايضة مع المجتمع المحلي والدولي سواء للاستمرار كمنظومة حكم، أو من أجل خروج أمن له
وتابع: بالمقابل جماعة الحوثي تريد التموضع في مركز صناعة القرار واحتكاره؛ بحيث تمر القرارات النافذة من صعدة كما هو حال الضاحية الجنوبية وفي اليمن الجراف.
وقال “شمسان” إن إدارة الرئيس الأمريكي السابق ” باراك أوباما” كانت تسعى بوضوح للحفاظ على الحوثيين.
وأشار إلى أن هناك تحول في الرؤية لدى إدارة الرئيس الأمريكي “دونالاند ترامب” يجب استثمارها بأحداث تحول في الوجود الجغرافي المؤسسي للدولة وليس من خلال توافق دولي مشيرا إلى أن روسيا ستعلب نفس الدور الذي تلعبه مع سوريا ولكن دون التدخل العسكري.
وأكد “شمسان” على أن استثمار الموقف الأمريكي بتحقيق الانتصارات الجغرافية كفيل بتجاوز الموقف الروسي.
قلقة على تطويق حلفائها في صنعاء
ويعتقد المحلل السياسي اليمني، “ياسين التميمي”، أن روسيا بدأت تشعر أن سياسية الإدارة الأمريكية الجديدة تدفع بها خارج مسرح الأحداث في اليمن.
وأشار “التميمي” في تصريح لـ”يمن مونيتور” إلى أن روسيا سارعت إلى تبني هذا الموقف الذي يعتبر جديدا من جانب روسيا، ويعكس قلقا حقيقيا من امكانية تطويق حلفاء موسكو في صنعاء.
يتابع، بيان الخارجية الروسية كشف عن الترتيبات السرية التي كانت تجريها موسكو مع الانقلابيين وتغريها لتوظيف الورقة اليمنية في سياق التنافس الشديد على النفوذ في المنطقة.
وأشار أن تحالف “الحوثي-صالح” كانوا يأملون بأن تكون روسيا جزء من الرباعية الدولية لكن واشنطن وبريطانيا وربما بالتحديد بإيعاز من الرياض ارادا ابقاء دائرة التأثير في القضية اليمنية ضيقة ومحدودة” لافتاً إلى أن “الموقف الروسي سيمثل بالتأكيد إشارة مقلقة للتحالف العربي وبالتحديد للرياض”.
واعتبر “التميمي” القلق الروسي له ما بعده، وان كان لا يزال يقع في دائرة المناورة السياسية والابتزاز كما هو معروف عن المواقف الروسية.
روسيا قلقة على حلفائها
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني “فيصل علي”، إن القلق الروسي على تحرير ميناء الحديدة نابع من تخوف روسيا على حلفائها.
وأكد “علي” في تصريح لـ”يمن مونيتور”، أن روسيا ترى الحوثيين التابعين لإيران بالمجمل تابعين لها وتقدم القوات الشرعية نحو الحديدة وميناءها وكافة موانئ الساحل الغربي سينهي تواجد حلفائها.
من جهته، وصف الكاتب الصحفي “عبدالله دوبلة” التدخل الروسي في موضوع تحرير الحديدة بالوقح.
وأشار “دوبلة” في تصريح لـ”يمن مونيتور” إلى أن التصريحات الجديدة لموسكو تعكس قراءة روسية لجدية التحالف ومعهم أمريكا بشأن ابعاد إيران عن البحر الأحمر.
وأكد أن السواحل اليمنية نقطة صراع اخرى بين الروس والامريكان وتسعى الروس مقايضة امريكا والسعودية بها في الملف السوري.
وتشكل معركة الحديدة المرحلة الثانية من العملية العسكرية “الرمح الذهبي” التي انطلقت في 7 يناير/ كانون الثاني الماضي وحررت ميناء ومدينة المخا الاستراتيجي، وكامل الساحل الغربي لمحافظة تعز التي تخضع لحصار الحوثيين.
وتعد الحديدة، الميناء والمدينة الساحلية عصب الاقتصاد اليمني، ولذا وضعت جماعة الحوثي المسلحة يدها عليها مبكراً، كونها مورداً هائلاً من الموارد المالية للجماعة، كما يعد الميناء مكاناً لوصول سفن التهريب والإغاثة التي يمررها الحوثيون ويتحكمون بمكان وصولها.