أنصار “صالح” يصرخون من هيمنة الحوثيين واستحواذهم على السلطة والثروة
زادت حدة الخلافات بين شريكي السلطة في العاصمة اليمنية صنعاء، ونُشرت الوثائق التي تكشف وجهاً من صراخ أنصار الرئيس السابق على تحكم الحوثيين بالسلطة واقصاء شريكهم.
وكان نواب الرئيس اليمني السابق في مجلس النواب قد هددوا بسحب الثقة عن حكومة (الحوثي/صالح) إذا لم تستطع دفع رواتب الموظفين الحكوميين، لكن يبدو أن هذه الحكومة الموازية التي شُكلت في نوفمبر/تشرين الثاني لا تملك صلاحيات كما تشير مراسلات بين الطرفين. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
زادت حدة الخلافات بين شريكي السلطة في العاصمة اليمنية صنعاء، ونُشرت الوثائق التي تكشف وجهاً من صراخ أنصار الرئيس السابق على تحكم الحوثيين بالسلطة واقصاء شريكهم.
وكان نواب الرئيس اليمني السابق في مجلس النواب قد هددوا بسحب الثقة عن حكومة (الحوثي/صالح) إذا لم تستطع دفع رواتب الموظفين الحكوميين، لكن يبدو أن هذه الحكومة الموازية التي شُكلت في نوفمبر/تشرين الثاني لا تملك صلاحيات كما تشير مراسلات بين الطرفين.
وكشفت وثيقتان مدى ضعف ما تسمي نفسها “حكومة الإنقاذ” وافتقادها صلاحياتها، مقابل سطوة جهاز الأمن القومي الخاضع للحوثيين، والذي يتحكم بالقرارات الصادرة وإدارة السلطة التنفيذية والأمنية في المحافظات الواقعة تحت سيطرة تحالف الحرب الداخلية.
وتكشف مراسلتان رسميتان أن الجهاز قام منتصف فبراير/شباط الماضي بمنع 12 موظفا تابعا لمكتب الأمم المتحدة من الدخول إلى صنعاء بعد وصولهم إلى المطار. وبين من تم منعهم “مروان علي” رئيس الدائرة السياسية في مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن رغم أنه حصل على تصريح من خارجية (الحوثي/صالح)، وكانت معه في الرحلة نفسها أيضا كبيرة مستشاري المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن.
وأثارت هذه الحادثة غضب هشام شرف (وزير خارجية عن حزب صالح) الذي بعث برسالة إلى رئيس وزراء “حكومة الإنقاذ” عبد العزيز بن حبتور يبلغه فيها بما حدث. وفي هذه الرسالة يتهم الأخير جهاز الأمن القومي بتعمد إحراج وزارته وحكومتهم -التي يترأسها قيادات المؤتمر الشعبي- وإظهار نفسه بأنه الوحيد صاحب القرار في الدولة.
تقويض أنصار “صالح”
وعلى اثر ذلك وجّه عبدالعزيز بن حبتور رسالة إلى المجلس السياسي الأعلى -الذي شكله مناصفة الحوثيون وحزب علي عبدالله – يشعره فيها بما حدث، ويأمل منه دراسة الأمر والإفادة بما يمكن اتخاذه من إجراءات تصحح هذا الخلل.
وتظهر مراسلات رسمية أخرى بين طرفي السلطة في دواوين الوزارات بصنعاء المراسلات عن تضارب قرارات وتصارع إرادات بينهما وتتعلق بعض تلك المراسلات بتعيين موظفين.
ومن ضمن هذه المراسلات رسالة من بن حبتور إلى “فؤاد ناجي” نائب وزير الأوقاف عن الحوثيين، حصل عليها “يمن مونيتور” بسبب رفضه ومعارضته قرارات “شرف القليصي” وزير الأوقاف عن “علي عبدالله صالح”.
وزاد من حنق أنصار المخلوع صالح محاولة حلفائهم الحوثيين الاستئثار بالسلطة والحكم في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم. وظهر واضحاً في وسائل إعلام الرئيس السابق خلال الأسبوع الماضي، وكتب محمد أنعم رئيس تحرير “صحيفة الميثاق” الناطقة باسم حزب صالح، منتقداً شعارات الحوثيين في شوارع الحوثيين وسرقة نضالهم، وقال: “اليمن واسع وكبير ومتنوع ومتعدد الألوان، ولا يمكن إخضاع وإذلال الناس لفرض لونكم على شهدائنا (…) أن من يتعمد مصادرة أدوار الآخرين يشبه الثقب الأسود ويريد ابتلاع كل شيء بشراهة عجيبة، وليس النضال الوطني فقط وإنما الماء والهواء”.
الانفصال الحتمي
وفي مقال نشره بصحيفة “الميثاق” قال نبيل الصوفي، الصحفي المقرب من “علي عبدالله صالح”: “جمعنا أدلة عن دورات (الحوثيين) التي يلزمون بها كل من يريد اللحاق بالجبهات، وغالبها يعيد ترتيب البلاد على قسم الولاء للسيد عبد الملك الحوثي، كبيعة شخصية”.
وأضاف أن هذا الأمر الذي يستخدمه الحوثيون “يعني تحويل البلاد إلى إمارة دينية تحت قسم الولاء: نوالي من يواليك ونعادي من يعاديك”.
وهاجم عبد الله صلاح في صحيفة “اليمن اليوم”- التي يملكها “صالح”- الحوثيين و وجه ما أسماه “النداء الأخير”، وقال محذرا الحوثيين “إن محاولة الاستحواذ والاستفراد والحكم بالغلبة من قبل طرف واحد لن تنجح على الإطلاق، مهما بلغ هذا الطرف أو ذاك من القوة أو حظي بالدعم”.
صحيفة “الهوية” التابعة لجماعة الحوثي المسلحة هاجمت عبدالعزيز بن حبتور (قيادي في حزب صالح) و وصفته بـ”دمية علي عبدالله صالح”، وأضافت الصحيفة أن “بن حبتور ليس أكثر من مسمار دقه صالح في جدار الشراكة (مع الحوثيين)، تحرسه ثلة من حوثة عفاش الذين سقطوا في مستنقع حمران العيون، الأمر الذي سهل من مهمة بن حبتور في تدشين مرحلة جديدة من الفساد”.
ورغم تزايد حالة النقمة على الحوثيين ونشر عناصر المؤتمر الشعبي الموالين لصالح اتهامات للحوثيين بالتغوّل على حسابهم ونهب مؤسسات الدولة كما نهبوا خمسة مليارات دولار من البنك المركزي، ورفضهم دفع مرتبات الموظفين العسكريين والمدنيين، فإن صالح يخرج بين فترة وأخرى بدعوة أنصاره والحوثيين لوقف ما يسميها “المناكفات والمهاترات الإعلامية” وتحصين الجبهة الداخلية للحلفاء.
وبات الفراق حتميا بين شركاء الحرب، خاصة بعد نشر علي الشعباني السكرتير الصحفي للرئيس السابق علي صالح خبرا يفيد بأن حزبه المؤتمر الشعبي العام يدرس خيار الانسحاب من حكومة الحوثيين، مؤكدا أنهم انقلبوا على اتفاق الشراكة بين الطرفين على تشكيل “حكومة الإنقاذ” و”المجلس السياسي الأعلى”. ونشر الشعباني على صفحته في فيسبوك وثائق ومستندات تثبت “عقلية البلطجة لدى الحوثيين”، كما اتهم الحوثيين برفض صرف مرتبات الجيش والأمن والموظفين المدنيين، وكذلك ممارسة الإقصاء والتهديد لعناصر المؤتمر الشعبي، وتدمير مؤسسات الدولة.