كتابات خاصة

باذيب الذي يشرق بيننا

فتحي أبو النصر

ومازال عبدالله باذيب يشرق بيننا، وما زالت متاعبه هي متاعب الحركة الوطنية منذ الخمسينيات والستينيات حتى اليوم. وأما بقوة الصدق ونقاء الوطنية في مجمل حروفه المستبصرة الحرة يجعلنا نقاوم معه -وفي داخلنا أيضاً- كل تاريخ الفجائع والمكابدات. ومازال عبدالله باذيب يشرق بيننا، وما زالت متاعبه هي متاعب الحركة الوطنية منذ الخمسينيات والستينيات حتى اليوم. وأما بقوة الصدق ونقاء الوطنية في مجمل حروفه المستبصرة الحرة يجعلنا نقاوم معه -وفي داخلنا أيضاً- كل تاريخ الفجائع والمكابدات.. إنه الشفيف القريب من شرايين القلب، والمنتمي الأصيل لدلالة واحدة هي اليمن فقط.
بينما علينا أن نصغي لتعاليم هذا الرائي السياسي والثقافي والإجتماعي الأمين والرائد، صاحب الشعار الخالد منذ ماقبل الثورتين سبتمبر واكتوبر المجيدتين “نحو يمن حر ديمقراطي موحد”.. الرافض الصلب لكهنوتية الحكم الرجعي السلالي الذي كان في الشمال، والرافض الأكبر والأشد صلابة للتشرذم الاستعماري الذي كان متمثلا في كيان إتحاد إمارات الجنوب العربي.. باذيب الذي كان يعتز بهويته اليمنية التقدمية في عز التفكك والاستلاب، ومن استمر يؤشر بسبابته التي لا ترتجف ناحية كل وقاحات ونجاسات المشاريع المناطقية الصغيرة، ومشاريع الإستغلال السياسي للدين.
أبو اليسار الذي يجعلنا بالضرورة نتحدى معه مجمل صيغ الاستبدادات والاستغلالات الثابتة والجديدة. وما زال كلامه البسيط والحميم الذي مهد أحلام التغيير الجامعة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، يرن يرن في واقعنا المعقد اليوم، يرن كجرس متسق يهدي للطريق المأمول والسوي:
* * *
“والخلافات الفكرية الشريفة ضرورة إنسانية تطورية، ومن خلال صراع الآراء تشع الحقيقة”.
* * *
“والإنسان متحيز أصلاً، قصد إلى ذلك أم لم يقصد، أراد ذلك أم لم يرد، وهو أن لم يتحيز لحلم الشعب، أي للقوى التقدمية النامية في المجتمع، فهو متحيز للقوى الرجعية المضمحلة المعادية للتطور”.
* * *
“والويل للشعب عندما يصنع من الطاغية ملاكاً”.
* * *
“ونحذر من أية محاولة للاستئثار بالعمل الوطني واحتكار العمل السياسي”.
***
ولأن الدعوة إلى الوحدة اليمنية تقطع أحلامهم في السيطرة والحكم، فمن أجل ذلك راحوا يطعنون بالوحدة اليمنية ويسموّنها: (غزواً متوكليّاً) ويطلقون على الجنوب اليمني المحتل اسم: (الجنوب العربي) وهي تسمية مفتعلة فيها خداع وزيف وفيها تعميم متعمّد.”
***
“والمحنة التي تواجهها اليمن إنما هي محنة الحكام ومن صنعهم. وما كانت لتكون، كذلك لولا أن لهؤلاء الحكام سنداً شعبياً، ذلك لأنهم أخضعوا الشعب لسياسة أخرى موجهة، هي سياسة التجهيل والإفقار والتجويع والإرهاب، وعزلوه في الظلمة ، يتنفس الموت، وتشده ضرورات العيش الأولية وتستغرق كل همومه”.
* * *
“ولا مكان لمن يريد أن يقف في الوسط يمتص دماء الشعب من جانب ويلحس أيدي أعدائه من جانب آخر. ففي الوسط هوة فارغة يتردى فيها ويصلب عليها كل من يكفر بإرادة التقدم والحياة ويختار الوقوف إلى جانب أعداء الشعب.
ومتى تم تحرر الشعب منهم يشرق عهد جديد تنطلق فيه قواه المبدعة الخلاقة ويبدأ ببناء وطنه على أسس جديدة.”
***
“ولا تطلبوا إلينا أن نهادن الطغاة باسم مهادنة اليمن، وضعوا أمامكم دائماً ذلك الفارق الخطير، الخيط الرفيع بين اليمن وحكامها المفروضين عليها.. إن اليمن هي تلك الأرض الطيبة التي تريد الحياة وتنشد الخلاص من ظالميها وجلاديها، وهي تلك الجموع الكادحة الباحثة عن نفسها وعن مستقبلها وسط العرق والدموع والدم، وتحت سياط الإرهاب والعسف، وذلك الشعب الجائع المضطهد الذي يتوق إلى الحرية والخبز والأمن.”
* * *
“وإننا نقدر المسؤولية.. ولكننا مسئولون فقط أمام الشعب والتاريخ، ولن يغرينا مال أو يفتننا بريق مركز أو سحر ثروة، ولم يثنينا عن طريقنا تهديد أو وعيد أو إرهاب.”
* * *
“وكلنا في المعركة.. أنا الشاب الفقير، وأنت العامل الكادح أو الموظف البسيط أو الطالب الحائر، وهي الأم الحانية على أطفالها الساهرة على مستقبلهم.. كلنا، والأجيال التي لا زالت في رحم المجهول وضمير الغيب، والأجيال الناشئة النابتة كالزهور، المنطلقة كالقذائف، في المعركة ضد المضللين، والمتاجرين بحرية الشعوب، وأعداء الحياة والتقدم الإنساني الذين يتكاثرون ويزحمون الجو ويسممون كل شيء جميل وضروري في حياتنا.”
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى