لم ينسَ الصحافي اليمني عدنان الراجحي ما حدث في ثورة 11 فبراير أبداً؛ من مظاهراتها وفعالياتها الاحتجاجية ودماء المتظاهرين التي سقطت بنيران القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. فقد ظلت المظاهرات وساحات الاحتجاج التي امتدت في معظم المدن اليمنية، ملاذاً آمناً حينها للصحافيين المعارضين الذين تعرّضوا للبطش والقمع من قبل قوات صالح، وبدت محطة للتغطية الصحافية لكافة وسائل الإعلام. يمن مونيتور/العربي الجديد
لم ينسَ الصحافي اليمني عدنان الراجحي ما حدث في ثورة 11 فبراير أبداً؛ من مظاهراتها وفعالياتها الاحتجاجية ودماء المتظاهرين التي سقطت بنيران القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. فقد ظلت المظاهرات وساحات الاحتجاج التي امتدت في معظم المدن اليمنية، ملاذاً آمناً حينها للصحافيين المعارضين الذين تعرّضوا للبطش والقمع من قبل قوات صالح، وبدت محطة للتغطية الصحافية لكافة وسائل الإعلام.
يقول الراجحي لـ “العربي الجديد”، إن ثورة الحادي عشر من فبراير كانت محطة مهمة في مسيرته الصحافية، عوضاً عن أنها دفعته أكثر إلى الخوض في المجال الإعلامي وتجربة حية لكتابة التقارير والتحقيقات الصحافية.
وأضاف “لم تكن محطة سهلة، بل من أصعب المحطات التي مررت بها من خلال تغطية أحداث الثورة، واجهتنا الكثير من المخاطر منذ اندلاعها، وكان أبرزها الملاحقات والاعتداءات المتكررة والتهديد والوعيد من قبل أجهزة النظام القمعي السابق”.
وفي العاصمة صنعاء، نقلت حينها معظم وسائل الإعلام مقراتها إلى ساحة التغيير أو بالقرب منها وسط المدينة، خشية تعرّضها للاقتحام والإغلاق من قبل “نظام المخلوع صالح” بسبب تغطيتها وقائع المظاهرات المناهضة لحكمه.
ولطالما تعرضت وسائل الإعلام، خلال فترة حكم نظام صالح القمعي، للمضايقات والمصادرة، فضلاً عن استهداف الصحافيين المعارضين، وهو ما رفع من وتيرة القمع لتغطيتها الاحتجاجات.
وخلال أعوام الثورة، قُتل عدد من الصحافيين والمصورين، أبرزهم جمال الشرعبي برصاص قناص، فيما قتل حسن الوظاف (مصور تلفزيون الحرة) بقاذفات صواريخ، بحسب منظمة مراسلون بلا حدود، أثناء تغطيتهم للمظاهرات في ساحة التغيير وسط صنعاء.
ويقول الراجحي “اختزلت في ذاكرتي الكثير وهزتني خلال نقل الأحداث أعمال القتل التي طاولت المحتجين ومواقف أخرى لأسر الشهداء.. وأتذكر جيداً أحداث جمعة الكرامة التي كانت أكثر إيلاماً”.
وتابع “استطعت في تلك الفترة أن أنقل كل التفاصيل رغم المخاطر والتحديات التي واجهتني وغيري من الزملاء الصحافيين، وكتبت العديد من القصص الخبرية والإنسانية الممتزجة بروح الثورة وكان لها وقع كبير بين أوساط الشباب في الساحات”.
وقال “لم نكن مجرد ناقلين لكل تلك الأحداث، بل كنا مشاركين فيها، وكنا جزءا من أدوات الثورة”.
وبرز دور كبير للصحافيين الشباب وطلبة كليات الإعلام، خلال تغطية أحداث الثورة ميدانياً، من خلال مرافقة المظاهرات والاقتراب أكثر من الخطوط الأمامية للمواجهات بين المحتجين وقوات صالح.
وساندت كثير من وسائل الإعلام الفعاليات الاحتجاجية والقمع الذي تعرّض له المتظاهرون، وبسطت عناوينها الصفحات الأولى منذ بدء خروج المتظاهرين بأعداد قليلة، وهو ما أغضب نظام صالح وقتئذ.
يقول الصحافي محمد سعيد الشرعبي، في تجربته لتغطية أحداث ثورة 11 فبراير “عملت على تغطية أخبار المسيرات منذ شرارتها صباح 15 يناير عام 2011، وعملت على تغطية رصد الجرائم والانتهاكات التي طاولت طلاب وشباب الثورة”.
ويشير “الشرعبي”، في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أنه وسع من تغطية الآنية للأحداث خلال الثورة لعدة مواقع محلية، والتعاون مع مراسلي وكالات إخبارية دولية، فضلاً عن كتابة مقالات رأي.
وأضاف “تعرضت لمخاطر كثيرة بسبب تغطية مسيرات الثورة، منها الاعتقال والسجن والاعتداءات وسط المسيرات، ومع ذلك، لم أتوقف عن التغطية، لأن واجبي الثوري والمهني كان يقتضي المشاركة الميدانية”.
وقال الشرعبي “تجسّد حماسي الثوري في العمل لأكثر من وسيلة إعلامية بدون مقابل، ولهذا عملت بشكل مركّز على إيصال رسائل الثورة السلمية عبر تلك الوسائل، مع التزامي بكل الجوانب المهنية للتغطية الصحافية.
من جانبها، تروي المصورة نادية عبدالله، لـ”العربي الجديد”، مشاركتها في الثورة الشبابية “كانت البلاد وصلت إلى وضع سيئ للغاية جاءت ثورتا مصر وتونس ملهمتين لنا، ومع بداية مشاركتي في الثورة وجدت نفسي أحمل كاميرا صغيرة وأقضي الوقت الطويل في التقاط الصور بساحة التغيير في صنعاء بشغف”.
وقالت إنها واظبت على نشر الصور التي تلتقطها بعد ذلك في صفحات التواصل الاجتماعي “ليرى الناس ما أرى من عظمة ساحات الحرية والتغيير”.
وأضافت “كان يدفعني أكثر للتصوير ما يشاع أن الثورة غير سلمية، فكنت ألتقط الصور ليرى العالم سلمية الثورة ويرى حماس الشباب والأطفال والنساء وكبار السن فيها”.