تكرر سقوط محافظة أبين اليمنية من وقت لآخر فقد شهدت عمليات عسكرية عديدة لتخليصها من قبضة “تنظيم القاعدة” لكن سرعان مايعود التنظيم لإسقاطها بإيعاز من جهات تختار التوقيت المناسب لذلك كما يقول مراقبون ومحللون سياسيون. يمن مونيتور/وحدة التقارير/ من عمر العميسي
تكرر سقوط محافظة أبين اليمنية من وقت لآخر فقد شهدت عمليات عسكرية عديدة لتخليصها من قبضة “تنظيم القاعدة” لكن سرعان مايعود التنظيم لإسقاطها بإيعاز من جهات تختار التوقيت المناسب لذلك كما يقول مراقبون ومحللون سياسيون.
ومنذ سقوطها الأول في العام 2011 م شهدت محافظة أبين جنوبي اليمن 4 عمليات عسكرية لتحريرها من قبضة ما يسمى بـ “تنظيم القاعدة “.
وكانت آخر عملية عسكرية للقوات الحكومية في محافظة أبين قد أنطلقت من عدن في الرابع عشر / آب أغسطس 2016 م.
وساند العملية عدد من قبائل المحافظة كان أبرزها التفاهمات القبلية التي عقدت مع مشائخ المحفد افضت الى دعم الحملة العسكرية و اخراج العناصر الارهابية من المديرية الوعرة .
ويحاول التنظيم من جديد بسط نفوذه على محافظة “أبين” حيث سيطر على بلدتي لودر والشقراء وسرعان مانسحبوا بعد يوم واحد من استيلاء التنظيم على البلدتين المذكورتين استجابة لتهديدات السكان المحليين.
وسهل للتنظيم الدخول من جديد إلى أبين انسحاب القوات الموالية للحكومة احتجاجا على التأخر في دفع رواتبها، أتاح دخول “الجهاديين” لودر وشقراء مساء الخميس.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال تقرير لمجموعة الأزمات الدولية صدر عنها الخميس أن “فرع تنظيم “القاعدة” في اليمن بات أقوى من أي وقت مضى”، وأن التحركات العسكرية الأمريكية وغارة واشنطن على مواقع “القاعدة” وسط اليمن الأحد الماضي، قد تؤجج “المشاعر المعادية” لواشنطن هناك على خلفية “الخسائر المدنية الفادحة” التي تترافق بها هذه الغارات.
وأشارت المجموعة في تقريرها إلى أنه ورغم الانتكاسات التي لحقت بتنظيم “القاعدة”، إلا أنه “مستمر في الازدهار في اليمن مع انهيار مؤسسات الدولة وتنامي النعرات الطائفية واتساع الفراغ الأمني والتراجع الاقتصادي” هناك، وحمّلت كل أطراف النزاع اليمني بين محليين وأجانب المسؤولية عن “التراخي” الذي أدى إلى صعود “القاعدة” و”داعش” في اليمن.
التوقيت مقصود
يقول الباحث السياسي “محمد الغابري” إن سلوك القاعدة يثبت في كل مرة أنه تنظيم غير مستقل وأن قيادتة من خارجه إما مخترق أو هو على هذا النحو من الأصل.
وأضاف “الغابري” في تصريح لـ”يمن مونيتور” إن عمليات التنظيم تزداد ويتأكد أنها في خدمة تحالف الحوثي صالح.
وأكد إن مهامها غدت مألوفة ومن مهامها الرئيسة تخفيف االضغوط على تحالف الحوثي صالح وما يحدث في أبين دليل ساطع.
وأفاد “الغابري”: إضافة إلى ذلك الإقرار من الرئيس السابق علي صالح حين توعد بالخلايا النائمة عام 2015 بعد استهداف منزله في شارع حدة.
واعتبر “الغابري” تصريحات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” عززت الموقف عندما صرح ان مناطق سيطرة الشرعية في يد القاعدةفي حين تحالف الحوثي صالح لاتوجد قد يكون التوقيت مقصودا.
توظيف سياسي مكشوف
من جانبه يرى الكاتب والسياسي اليمني “ياسين التميمي” إن أبين واحدة من المحافظات التي شهدت نشاطا كبيرا للقاعدة، تحت انظار اجهزة نظام المخلوع صالح.. وكان اوسع نشاط في هذه المحافظة قد حصل بالتزامن مع اندلاع ثورة الحادي عشر من فبراير2011.
وأوضح “التميمي” في تصريح لـ “يمن مونيتور” إن ذلك برهن على وجود توظيف سياسي مكشوف لهذا التنظيم الارهابي، الى حد سخرت معه امكانية الاجهزة الامنية لخدمة اهداف توسع التنظيم في ابين، وتمكين العشرات من سجناء القاعدة في سجن الامن السياسي من الذهاب الى ابين.
وأكد أن المقصود من ذلك كان هو ابقاء الجنوب ساحة لنشاط القاعدة حتى تتوفر للمخلوع ذريعة لاطلاق يده في الجنوب واحكام قبضته عليه وهي ذريعة محاربة الارهاب.
وأشار “التميمي” إلى أن تحالف الإنقلاب يعيد اليوم اللعب بورقة القاعدة لغايات سياسية وعسكرية، حتى يقلل من اهمية الانجازات التي تتحقق على الارض لصالح الشرعية ويصرف الانظار عن الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني في الساحل الغربي.
مرتبط بالعملية الأمريكية في يكلا
يذهب الخبير والباحث في الشؤون العسكرية إلى أن الأمر مرتبط بالعملية الأمريكية التي استهدفت يكلا في رداع، وكأنه ردة فعل للتنظيم، فضلا عن تراكم الاحتقان بسبب تعرضه لأكثر من ضربة طالت قياداته في أكثر من موقع.
وقال “الذهب” في تصريح لـ”يمن مونيتور” إن القاعدة موجودة فعلا، وربط ظهورها بتقدم الجيش والمقاومة فيه الكثير.من التوظيف السياسي، على أنه لا يمكن انكار استفادتها من كافة الأطراف بشكل مباشر وغير مباشر.