اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

كيف ساهم “الإعلام الجديد” في نشر الثقافة العنصرية باليمن؟ (تقرير)

ساهمت شبكات التواصل الاجتماعي “الإعلام الجديد” بشكل كبير في توسيع الشرخ الاجتماعي الذي بدأت ملامحه تعود من جديد في اليمن  بسبب الحرب التي اندلعت منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول2014م. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من عمر العميسي
ساهمت شبكات التواصل الاجتماعي “الإعلام الجديد” بشكل كبير في توسيع الشرخ الاجتماعي الذي بدأت ملامحه تعود من جديد في اليمن  بسبب الحرب التي اندلعت منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول2014م.
وعاد إلى السطح من جديد الفرز الاجتماعي بناء على هويات طائفية ومناطقية والتي اختفت بعد ثورة 26 سبتمبر/أيلول1962 ضد الحكم الإمامي الذي كان يحكم شمال اليمن والاحتلال البريطاني الذي حكم جنوبي اليمن حتى 14أكتوبر/تشرين الأول 1967، بصرف النظر عن بعض الاحتكاكات التي كانت تحدث من وقت لآخر.
وكان لمواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في نشر الثقافة الطائفية والتعصب العرقي وسهلت للمروجين للأفكار الطائفية الكثير من المعاناة لأنها في متناول الجميع واتخذها الكثير من اليمنيين بدائل حاسمة بعد أن ضيقت جماعة الحوثي المسلحة على وسائل الإعلام التقليدية والتي أصبحت غائبة بسبب التضييق والإغلاق والملاحقة التي يتعرض لها الصحفيون ووسائل الإعلام من قبل الجماعة الحوثية.
ويرى مراقبون إن الإعلام الجديد ساعد على توسع الرقعة، وازداد الخرق على الراقع، حتى بات الأمر عسيرا على العقلاء والناصحين والباحثين والجادين للم الشعث  وتوجيه الناس صوب ما يجب أن يكون.
لكنهم اعتبروا ذلك ليس صعبا إذا ما توافرت الإرادة ووضع لذلك المنهج والخطة الإعلامية السليمة.
 
السلبية الأكبر في سوء استخدامها
يقول المفكر والباحث اليمني “نبيل البكيري” إن شبكات التواصل شكلت سوء تواصل وحوامل لثقافة الكراهية والطائفية في المجتمعات وقربة المسافات بين الناس ونشرت نوع من هذه الثقافات.
وأضاف “البكيري” في تصريح لـ”يمن مونيتور” بقدر ما نستطيع القول إن وسائل التواصل كانت حوامل لمثل هذه الثقافات أو روافد لها نجد في المقابل هناك وعي وهذا الوعي لا يخفى على كثير من الناس حول مضار الثقافة الطائفية وتمزق النسيج الاجتماعي.
وتابع “البكيري” وبالتالي كان هناك وعي كبير تجاه هذه الوسائل مع سوء الاستخدام الكبير من بعض الأطراف أو من يروج لمثل هذه الثقافات الطائفية.
وأفاد: في الأخير نحن أمام حالة وعي وهذا الوعي يجد طريقه بصعوبة لجمهور عريض من الناس بين المجتمعات التي تتقاتل اليوم وفقا لمفاهيم طائفية وقديمة وغائبة.
وأشار “البكيري” إلى أن السلبية الأكبر في وسائل التواصل الاجتماعي دائما هي في عدم وجود الوعي وعند تنمية الوعي وزيادة وزيادته مهما انتشرت ثقافة الطائفية ستظل محاصرة وغير ذي تأثير على الناس.
 
ظاهرة خطيرة عادت مع ظهور الفكر الحوثي
ويرى الناشط على شبكات التواصل الاجتماعي “إسماعي باعلوي” إن ظهور الخطاب العنصري والمذهبي على شبكات التواصل الاجتماعي شكل ظاهرة خطيرة منذً اجتياح جماعة الحوثي للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر عام 2014 ومن ماسبب ذلك التعصب للرأي وعدم القبول بالرأي المخالف.
وأكد باعلوي في تصريحه لـ”يمن مونيتور” إن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت أحد أهم الوسائل في تلقي الأخبار لدى معظم الناس وبالتالي اثرت على معظم الناس في قضية الاختلاف بالرأي وأصبح الناس يتفاعلون معها في مختلف القضايا على الساحة سواء أكانت سياسية أو عسكرية أو اقتصادية او عنصرية.
ويرى “باعلوي” إن تصرفات جماعة الحوثي وتنكيلها بالمعارضين ساهم كثيرا في نشر ثقافة التعصب ووجد الكثير من الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي متنفسا للتعبير فيها عن أرائهم.
وللحد من خطورة ظاهرة التعصب المذهبي والطائفي دعا “باعلوي” جميع النشطاء إلى التوعية بخطورة بث الفرقة والانجرار خلفها والتركيز على ما يجمع ويضم الشمل بالإضافة إلى توحيد الخطاب الإعلامي في القضايا الكبرى وتنزيهها عن الاختلاف (الدين ،الوطن،…نموذجا ).
وأعطى “باعلوي” مقترح عملي للنشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي بالإنفاق على محاور محددة ومضامين موحدة وصيغ معبرة تجمع الناس ولاتفرقهم ومن ثم الانطلاق على ضوئها.
وتمنى “باعلوي” من جميع النشطاء والمهتمين بالإعلام الجديد عدم الانجرار نحو الصراع المذهبي والطائفي والعمل على تبني هموم الناس وعلى رأسها الهم المعيشي، وهم التعليم ، والهم الاجتماعي.
وطالب “باعلوي” الجهات الوطنية والإعلامية وجميع من يحمل هم الوطن بتوجيه الخطاب الإعلامي نحو المشروع الوطني الجامع بعيداً عن التفرقة الجهوية أو المذهبية أو المناطقية فالوطن ملك للجميع.
 
العنصرية نتاج ارتخاء الدولة
يذهب الناشط والكاتب اليمني “فهد سلطان” إلى أن الطائفية والمذهبية هي نتاج ارتخاء الدولة وليست سابقة لها, والنفس الطائفي تعززه مواقف سياسية ويأتي الإعلام ليسوق تلك الخطوات.
واعتبر “سلطان” في تصريح لـ”يمن مونيتور” إن اللغة الطائفية في اليمن لم تكن عفوية بحيث أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت سوق لها, روجت كباقي الظواهر التي وجدت رواجاً في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف: “وجهة نظري هي أن جماعة الحوثيين كمثال تعرف أن التخندق عبر نفس طائفي سيوفر لها شيئين في غاية الأهمية”:
الأول: نشر مذهبها الطائفي واستغلال حالة الحرب في زيادة التحريض وكسب ولاء مقاتلين جدد ترفدها إلى جبهات القتال.
والثاني: تقديم نفسها أمام العالم على أنها جماعة دينية تتعرض لاستئصال وهنا ستحصل على حماية دولية.
وتابع: وبالتالي سنجد أن استغلال وسائل التواصل الاجتماعي عبر نشر الطائفية والمذهبية وتفتيت النسيج الاجتماعي انصب في هذه القضايا.
وأفاد “سلطان” إن وسائل التواصل الاجتماعي، صحيح  كانت بوابة لنشر اللغة المذهبية والطائفية, ولكنها في نفس الوقت مثلت مكاناً لصد تلك المحاولات, ومنبراً للتوعية وأن كان بشكل غير منظم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى