ضحايا الحروب في العالم هم الفئات الأضعف في المجتمعات وفي مقدمتهم النساء والأطفال، الذين يتحولون إلى أرقام في تقارير المنظمات الدولية المعنية، وجرس إنذار يقرع الخطر ويقيس حجم مأساة وتداعيات الصراعات المسلحة.
ضحايا الحروب في العالم هم الفئات الأضعف في المجتمعات وفي مقدمتهم النساء والأطفال، الذين يتحولون إلى أرقام في تقارير المنظمات الدولية المعنية، وجرس إنذار يقرع الخطر ويقيس حجم مأساة وتداعيات الصراعات المسلحة.
وفي غمرة العمليات العسكرية وسعي كل طرف لتعزيز مكاسبه الميدانية لفرض شروطه في طاولة المفاوضات، يصبح الحديث عن المدنيين وتحديداً مأساة الأطفال كمن يغرد خارج السرب لا أحد يسمع له أو لديه الاستعداد للتعاون مع مطالبه.
هذه حال أطفال اليمن الذين لا بواكي لهم، مع وفاة 63 ألف طفل دون سن الخامسة عام 2016، مقارنة مع 53 ألف طفل في عام 2014، بحسب منظمة اليونيسيف التي قالت إن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع هذه الحصيلة كان يمكن منعها لصلتها بسوء التغذية.
ويعاني من سوء التغذية الحاد حوالي 2.2 مليون طفل في أنحاء اليمن، ويشمل ذلك العدد نحو نصف مليون طفل دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد الشديد، ما يجعل هؤلاء الأطفال الصغار عرضة للإسهال والملاريا والتهابات الجهاز التنفسي٬ وهي أمراض تهدد الحياة لكن يمكن منعها.
تقول ميريتشل ريلانو ممثلة «اليونيسيف» في اليمن: «إن ما يقلق المنظمة هو سوء التغذية الحاد الشديد لأنه يقتل الأطفال» مع ارتفاع أعداد المصابين به نتيجة انهيار النظام الصحي وفقدان مكتسبات تحققت بهذا القطاع على مدار عشر سنوات، جراء الحرب والأزمة الاقتصادية. والأطفال ليسوا وحدهم المتضررين من أزمة سوء التغذية، فهناك الحوامل والمرضعات، يتوزعن على ثلاث محافظات هي صعدة في الشمال والحديدة في الغرب وتعز في الوسط.
تضع المنظمة في أولوياتها وعبر فرقها المتنقلة فحص المزيد من الأطفال والوصول إلى 323 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد هذا العام٬ لكن يبقى التحدي قائماً لتنفيذ أنشطتها المختلفة والضرورية لإنقاذ الأطفال، خاصة مع شح الدعم من الجهات المانحة.
والمبلغ المطلوب جمعه لليمن هذا العام أكثر من خمسة ملايين، وهو جزء من إطار مناشدتها الإجمالية لجمع 3.3 مليار لمساعدة النساء والأطفال في 48 دولة.
الوضع الإنساني برمته يحتاج اهتماماً أكثر من وسائل الإعلام والصحافيين يعكس حقيقته في الواقع بعيداً عن أي توظيف سياسي أو مبالغات، من أجل مساعدة الجهود الرامية للتخفيف منه ولفت أنظار المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته على الأقل بتمويل الاحتياجات الإنسانية.
والغريب أن يحدث هذا التجاهل الدولي بالأزمة الإنسانية في اليمن، رغم تصنيفها على لسان أكثر من مسؤول أممي بالأكبر في العالم من حيث عدد المحتاجين (21 مليون شخص) مقارنة بعدد السكان البالغ عددهم حوالي 27 مليون نسمة.;
نقلا من العرب القطرية